اقيمت أمسية على مسرح الدراما الروسي في سوخوم، وذلك احياء لذكرى وفاة ساريا لاكوبا
سعيد بارغانجيا
اقيمت أمسية تمجيدا لذكرى وفاة ساريا لاكوبا، زوجة الناشط السياسي والاجتماعي المعروف وأحد أبرز قادة أبخازيا، الراحل نيستور لاكوبا، وذلك على مسرح الدراما الروسي في سوخوم يوم 5 كانون الاول.
ويصادف العام الجاري السنوية الثمانين لوفاة هذه المرأة الأبخازية البارزة، و كرست الامسية في هذا اليوم احياء لذكرى وفاتها (توفيت ساريا لاكوبا في سن الخامس والثلاثين في تبيليسي في مستشفى أورتشال للسجون في 16 مايو 1939 - ملاحظة المحرر.).
قدم فنانو مسرح الدراما الروسي مسرحية عن المصير الصعب لهذه المرأة الشابة. واستندت المسرحية على وثائق أرشيفية ومذكرات زميلات ساريا في السجن وكذلك الحقائق المهمة والمأساوية من تاريخ حياتها. مخرج المسرحية هو فنان الشعب في أبخازيا جامبول جوردانيا. وكان كاتب السيناريو هو المؤرخ الأبخازي والشخصية السياسية ستانيسلاف لاكوبا.
واعترف، أنه كان من الصعب إعداد هذه المواد، وفي الوقت نفسه، درس سيرة ساريا لاكوبا لسنوات عديدة، وهذا ما "ساعده في العثور على النقاط المشتركة والحبكة الرئيسية ونقاط التلاقي، و بموجبها تم رسم الخطوط العريضة للمسرحية بأكملها".
"بالطبع، ليس لي أن أحكم كيف نجحنا بذلك، ولكن، ان حكمنا من خلال ردة الافعال، فاعتقد ان كل شيء تم على اعلى المستويات. فقد استطعنا ان نسلط الضوء على لون الحياة في سوخوم في ذلك الوقت. وعرضنا وثائقا أرشيفية وصورا نادرة جدا . كل ذلك، زاد من الاجواء حيوية. ان ساريا هي امرأة أبدت شجاعة لا توصف. "لم يصمد أحد أمام هذه التعذيبات الرهيبة، لكنها صمدت ولم تستسلم ابدا". بحسب ما قالت لاكوبا.
أحد المساهمين في فكرة تنظيم الأمسية في ذكرى ساريا لاكوبا هي ليودميلا ماليا، مديرة متحف نيستور لاكوبا والنصب التذكارية التاريخية . وأعربت عن امتنانها للفنانين في مسرح الدراما الروسي وقالت إن الامسية كانت ممتعمة و مؤثرًة للغاية.
"نريد أن تنتصر الحقيقة أخيرًا، حتى لا يتم نسيان ساريا. نريد أن يبنى لها نصبا تذكاريا، كي يصبح عاملا مشتركًا بين الجميع، وأن هذا النصب يجب أن يبنى من قبل الناس أنفسهم، من كل قلوبهم وروحهم".
لعبت دورساريا لاكوبا، الممثلة في مسرح الدراما الروسي ميلانا لوميا . وقالت الممثلة - "لا يمكنني القول أنني لعبت دور ساريا لاكوبا" - حاولت فقط اظهار جزء معين صغير من حياتها القاسية. وكان استعراضا اشبه بالاستعراض الوثائقي . وكان الاستعداد للعب الدورصعب للغاية".
وعلى الرغم من أن القاعة كانت ممتلئة، الا ان الصمت كان قد ساد القاعة. كان الناس، ومعظمهم على دراية بقصة حياة ساريا لاكوبا، الا انهم من جديد فوجؤوا مرارًا وتكرارًا ببطولتها.
وشاركتنا سامانتا مارشان احدى الحضور عن انطباعاتها – "لا أريد أن أقول أي شيء. العواطف لم تهدأ بعد. اعتقد انني لن أغفو طوال الليل. إنها رائعة... إنها رائعة جدًا !".
تم في بهو المسرح عرض صور نادرة من الأرشيف لساريا لاكوبا مع ذويها وأقاربها، بالإضافة إلى نسخ من وثائق مختلفة تُظهر الحياة الصعبة لهذه المرأة الشجاعة.
واعربت ميراندا اغربا من بين من حضر قائلة : "عامين من التعذيب والضرب والتنكيل - لكنها لم تنكسر. لم يكن زوجها آنذاك على قيد الحياة، لكنها ومع ذلك لم تخبر عنه . حتى الابن تعرض للضرب أمام عينيها، ولم ترض يوما ان ينسب الى زوجها لقب عدوا الشعب. هذه هي العظمة، التي يقشعر لها الاجساد . "فقد اغرورقت عيناي بالدموع".
استمر أداء المسرحية حوالي الساعة، وبطبيعة الحال، لم استطع ان اروي بالتفصيل، انما اكتفيت بالاختصار، فحياة ساريا لاكوبا العظيمة حافلة و مليئة بالأحداث . لم يتفرق الجمهوربعد العرض وبقوا لفترة طويلة، وتبادلوا انطباعاتهم واعجابهم بتحملها وشجاعتها.
يذكر أن ساريا لاكوبا تزوجت من نيستور لاكوبا في سن الـ 16، وهو السياسي الأبخازي البارز، ورئيس المجلس الشعبي للمفوضين الابخاز، ورئيس اللجنة التنفيذية المركزية للانتخابات في جمهورية أبخازيا .
فقد تعرض كلاهما للقمع الستاليني. تم إطلاق النار على نيستور لاكوبا، واعتقلت أرملته وتعرضت للتعذيب الشديد: كانت مطالبتهم،ان تعترف ساريا بأن زوجها كان "عدوًا للشعب" وانه قام بأنشطة معادية للسوفيت. لكن الشابة لم تعترف بذلك، مما يدل على موقفها البطولي المشرف. توفيت ساريا عن عمر يناهز 34 عامًا في مستشفى السجن في تبليسي عام 1939.