المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة

2 ديسمبر، 2024
17:37
"الحكمة هي عقل مبنيٌ على الضمير"
فاضل إسكندر: الحكيم من تشيغيم
الشاعر، والكاتب، والفيلسوف، الذي يتقن فن الكلمة ببراعة: فأقواله ذات المعنى العميق لا يمكن إلا الوقف عندها للإعجاب: "بساطة القول، ولكن بدقة متناهية!،وبعمق". العبقري الطيب، الذي عاش فترة طويلة، وربما، حياة سعيدة: كان يعمل في الأعمال المفضلة التي كرس نفسه لها، خلال حياته استحق حب الناس والاعتراف من قبل السلطات، الأمر الذي لا يحظى به أي أديب، وقد ترجمت كتبه إلى عشرات اللغات ولا تزال مطلوبة – وآلاف النسخ دليل على ذلك. فاضل إسكندر دعا نفسه كاتبا روسيا ممجداً أبخازيا حيث يعيش ابطال رواياته، سواء كان ساندرو الشهير أو الطفل تشيك، بالإضافة الى أنه في أبخازيا تدور أحداث جميع أعماله الأكثر شهرة.
فاضل اسكندر (في الوسط) مع أخيه و أخته عام 1930
من الأرشيف الخاص لعائلة إسكندر ©
إحدى الصور العائلية على جدار منزل عائلة إسكندر في سوخوم
© من الأرشيف الخاص لعائلة إسكندر
إحدى الصور العائلية على جدار منزل عائلة إسكندر في سوخوم
© من الأرشيف الخاص لعائلة إسكندر
إحدى الصور العائلية على جدار منزل عائلة إسكندر في سوخوم
© من الأرشيف الخاص لعائلة إسكندر
ولد فاضل إسكندر في 6 من آذار عام 1929 في سوخوم. جده إبراهيم إسكندر كان شخصا ثريا من أصل إيراني، قام بتأسيس واحد من أول مصانع الطوب في المدينة، أما فاضل فقد كان نصف فارسي: حيث أن والده أبدول الابن الأكبر لإبراهيم تزوج من ليلي ميشيليا ذات الأصول الأبخازية وتحديداً من قرية جغيردا. فاضل إسكندر كان يتقن اللغة الأبخازية بشكل ممتاز، ولكن كان يكتب دائماً باللغة الروسية، وبغض النظر عن أصوله الإيرانية الأبخازية، كان للأدب الروسي تأثيراً هائلاً على تكوينه لهذا اعتبر نفسه ممثلا للثقافة الروسية.
عائلة إسكندروف، في اليمين يقف فيزيل إسكندر
© من الأرشيف العائلي لإسكندر
عائلة اسكندروف، فيزيل الصغير مع والدته
© من الأرشيف العائلي لإسكندر
وفي العام 1938، تم ترحيل والد الكاتب المستقبلي إلى إيران، فعملت الأم ليلي ميشيليا على تربية الأطفال، ومنذ ذلك الحين لم يتم لم شمل الأسرة. مما جعل ذكريات الطفولة أساسا للعديد من أعمال الكاتب.
"كل كاتب لديه مصدر خاص للطاقة الإبداعية، الإلهام الذي يخط من خلاله قصصه وفهمه لما يحدث. وفي أغلب الأحيان، تكون سنوات الطفولة. ففي مرحلة الطفولة ينظر إلى الحياة بكل بساطة وطبيعية، ففي الطفولة تتشكل هذه النظرة، والتي سترافقنا خلال الحياة ".

من حديث فاضل إسكندر مع الصحافي أوليغ دونجينكو في الكتاب السنوي "خرونوغراف" في عام 1989.
بعد تخرجه من المدرسة سوخوم الثالثة مع الميدالية الذهبية، فاضل إسكندر انتسب الى معهد المكتبات في موسكو حيث درس لمدة ثلاث سنوات، ثم في عام 1954 نُقل الى المعهد الأدبي المسمى غوركي. بينما كان لا يزال طالبا، التقى إسكندر مع الكاتب السوفيتي الشهير والشاعر كونستانتين سيمونوف. واغتناما للفرصة، ترك الكاتب المبتدئ بعض قصائده مع سيمونوف، الذي قرأها في وقت لاحق، وأرسل لإسكندر الذي كان في ذلك الوقت في أبخازيا ملاحظاته الانتقادية منوها الى الجيد منها، والى القصائد غير الناجحة.
"سمح لتشيك في بعض الأحيان الإبحار مع العم المجنون. والذي لم يسمح له بالإبحار وحيدأ بسبب جنونه. ولم يسمح لتشيك أيضاً الإبحار لوحده لصغر سنه. وسمح لهم ذلك إذا كانوا معاً. فهكذا سمح لتشيك لأنه مع عمه سيكون كطفل برفقة شخص بالغ. ومن ناحية أخرى سمح للعم لأنه مع تشيك سيكون مجنون مع شخص عاقل."

فاضل إسكندر من قصة "تشيك و بوشكين"

وفي العام 1954 بعد أن تم فرزه بعد المعهد (حيث كان في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وبعد إتمام التدريب، اضطر الأخصائي الشاب إلى العمل لعدة سنوات في المكان الذي سيرسل إليه حسب فرزه من قبل الدولة) الى مدينة بريانسك، كعامل أدبي في صحيفة "بريانسكي كومسوموليتس". وبعد ذلك الى مدينة كورسك في صحيفة "كورسكيا برافدا" كعضو في هيئة التحرير، اسكندر كتب مقالا ضد "حملات الذرة" التي أطلقت في تلك السنوات بشكل كبير في العمل الزراعي-(الحملة بدأت بعد زيارة الزعيم السوفياتي نيكيتا خروتشوف الى الولايات المتحدة الأمريكية. وبما أنه كان تحت تأثير حجم إنتاج الذرة، فقد طلب وفي منزله أن يبدأ في زراعة هذا النبات. غير أن الظروف المناخية المختلفة لعبت دورا في محاولة إدخال الذرة على نطاق واسع في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية والتي كانت السبب في انتهاء هذه المحاولة بالفشل.). المقال في الصحافة لم ينشر. وفي وقت لاحق، سيعود الكاتب في القصة الطويلة "مجموعة نجم الحمل" إلى موضوع السخرية من مثل هذه الحملات التي لم يكتب لها النجاح.

قيل لنا أنه كان قبلاً،
حدث قبلاً-صدق أو لا تصدق -،
لا أقول ، ماذا سيحدث،
لكن قبلاً - وليس الآن

ليس ذاك الربيع ، ليس ذاك الطقس،
لم يكن قبلاً من شيئ تافه
السمكة الدهنية ، أقوى من الفودكا،
الآن الماء ليس نفسه.

ليس مملحاً ومحبوباً..
جرب ، و تفقد الخطابات
لكن قالوا سابقا،
ما كان من قبل أفضل من الآن

فاضل إسكندر. من شعر "سابقاً"، عام 1956.

فاضل إسكندر
© من الأرشيف العائلي لإسكندر
فاضل إسكندر
© من الأرشيف العائلي لإسكندر
فاضل إسكندر
© من الأرشيف العائلي لإسكندر
نشر في سوخوم في عام 1957 أول كتاب لفاضل إسكندر – مجموعة من القصائد "المسارات الجبلية". حيث في ذلك الوقت كان إسكندر قد عاد إلى وطنه وعمل كمحرر في الفرع الأبخازي للهيئة النقابية الرئيسية لطباعة الكتب "دار النشر الحكومية".
الاجتماع الخلاق مع فاضل إسكندر ، مسرح الدراما الأبخازي ، سوخوم ، 2006
© التلفزيون الابخازي
باشر إسكندر في الكتابة النثرية في العام 1962، شهرته الحقيقية بدأت من خلال القصة الطويلة "مجموعة نجم الحمل" التي نشرت في عام 1966 في مجلة "العالم الجديد". وفي القصة، سخر الكاتب من تربية سلالة جديدة من الحيوانات-التهجين بين الماعز والماعز الجبلي. كانت واحدة من أفضل القصص الساخرة التي عرف فيها العديد من المسؤولين المحليين أنفسهم.
" كنت أتذكر ذلك المساء، ففكرت باالطبيعة العظيمة وفي نفس الوقت البخيلة جداً في الحكمة ، السعي لتحقيق التوازن ، فيجب أن يدفع ثمن كل شيء. فإذا كنت تشرب عصير الليمون ، تظن أنه شمبانيا ،لهذا عاجلا أو آجلا أنت ستشرب الشمبانيا كأنها عصير الليمون ".

وكتب فاضل إسكندر في القصة الطويلة "مجموعة نجم الحمل"

التقى فاضل إسكندر زوجته أنطونينا خليبنيكوفا من موسكو ، على ممشى شاطئ سوخوم. وهذه اللحظة وصفت حتى في القصة "مجموعة نجم الحمل" وعرضت في وقت لاحق الفيلم بنفس العنوان.
بعد الزفاف، انتقل الشابان للعيش في موسكو. و سرعان ما أنجبت العائلة طفلين. الابن أليكساندر والإبنه مارينا
وهنا أراها -تقف على رصيف صغير للقوارب المحلية. تنحني فوق الحاجز وتنظر إلى الماء. مرتدية قميص طفولي والتنورة الواسعة من الخصر الضيق. عن مثل تلك الفتيات يقال عندنا: المقص يمكن أن يقطع ".
من رواية "مجموعة نجم الحمل" الذي وصف فيه فاضل إسكندر زوجته في أول لقاء.
عاش فاضل إسكندر خارج الوطن لحوالي أربعين عاما. وفي موسكو بدأ يكتب الكثير عن أبخازيا على نطاق واسع. وكما تحدث فاضل إسكندر في مقابلة مع التلفزيون الأبخازي قائلاً: "في أحد الأيام، حين كنت في موسكو، قررت أن أكتب ملحمة عن الحياة في أبخازيا مركزاً على قرية تشيغيم"
"مثل كل شخص يعيش بعيدا عن أرضه القومية ، أشتاق لأبخازيا ، ولكن و بدافع حبي لها ، أطورعلاجا لهذا الشوق".

ومن مقطع مأخوذ من أرشيف الفيديوهات للعائلة تحدث فاضل إسكندر

وكان أهم عمل قام به فاضل إسكندر هو رواية "ساندرو من تشيغيم". مجموعة من القصص القصيرة، المشتركة ببطل واحد، المؤلف نفسه اعتبر أن هذا نوع من الغش في الرواية. وفي الاتحاد السوفياتي، نشرت الرواية لأول مرة في مجلة "العالم الجديد" في عام 1973. ولكن العمل كان خاضعاً لرقابة شديدة. والمؤلف وافق على النشر فقط بسبب بعض الصعوبات المالية، وقد فهم أيضا أنه إن لم يقدم بعض التنازلات، أي شيء مما كتب لن يرى النور. لكن ما فعله المحررون لروايته، طارده طويلا بعد النشر. كان نص "ساندرو من تشيغيم"، وفقا لإسكندر، " دهس بشكل رهيب". حتى أنه كتب رسالة إلى المحرر، طالب فيها بإعادة المخطوطة.

قد شعر بقلق عميق جراء ذلك، ويمكن حتى القول بأنه كان جريحا، وكاد أن يصرخ
أنطونينا إسكندر
من الفلم الوثائقي "الإحتفال بعشية العيد"
"الإنسان المعاصر يشعر بعدم استقرار كل ما يجري من حوله. لديه شعور أن كل شيء يجب أن ينهار ، ولسبب ما صمد. إن الحياة المحيطة به تضطهده بقمع مزدوج ، أي حقيقة أن كل شيء يجب أن ينهار ، وحقيقة أنه لا يزال صامداً".

وفي مقطع من رواية "ساندرو من تشيغيم"30 ،فاضل إسكندر كتب

رواية " ساندرو من تشيغيم "نشرت بشكل كامل في أواخر السبعينات، وفي أوائل الثمانينات في دار النشر الأمريكية الشهيرة "آرديس"، التي أنشأها كارل و إلينديي بروفَير وبعض المتخصصين في نشر الأدب الروسي، حيث أن دور النشر في الاتحاد السوفياتي كانت إما مستحيلة أو خاضعة للرقابة الشديدة. هذا وقد نشرت منشورات نابوكوف، وأكسينوف، وبرودسكي وغيرهم الكثير، ونشرت في دار النشر "أرديس" مجلدين لمجموعة " ساندرو من تشيغيم". الكتاب في المجموع يتألف من أكثر من 800 صفحة، وعلى سبيل المقارنة -- في "ساندرو من تشيغيم" التي نشرت في الاتحاد السوفياتي، كان هناك فقط 240 صفحة فقط. وبعد ذلك ترجمت الرواية إلى عدة لغات.

إسكندر كاتب عظيم يستحق جائزة نوبل لروايته "ساندرو من تشيغيم"
الكاتب أندريه بيتوف
خلال كلمة لإذاعة "صدى موسكو" عام 2016
في السنوات الصعبة من النظام الاستبدادي في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية إسكندر كان دائما يتحذ موقف المدني النشط إلى حد ما. وغالبا ما كان يضعه ذلك في موقف صعب – و الى تغيرات في كتابة النص.
"لقد جربت هذا على نفسي عدة مرات، وفي كل مرة كان هناك درس من حسن الخلق كرد فعل على الرسائل. التي تم التوقيع عليها بشأن هذه أو تلك التدابير القمعية، و يمكننا القول ، فيما يتعلق بمجلة "العالم الجديد" أو المنشورات الأخرى. لم يسبق لي أن بدأت مثل هذه الرسائل. ولكن إذا وَقَعت الرسائل في يدي ، ورأيت أن المتطلبات المحددة فيها عادلة ، وقْعّت عليها بالتأكيد"

فاضل إسكندر أثناء محادثته مع الصحفي أليغ دونجينكو في المجلة السنوية "خرونوغراف".

في العام 1979، تم نشر قصة قصيرة من تأليف إسكندر "أوه، مارات"، والتي تم على أساسها تصوير فيلم "العملاق الصغير للجنس الكبير" في مجموعة "متروبول" المثيرة للجدل، والتي سميت بالمجموعة الأدبية "الغير مختصرة"، كما تُنشر خارج الدولة، فهناك أولئك الكتاب الذين أساسا يعتبرون من المعارضين بوجهات نظرهم ولا يمكنهم نشر قصصهم في دور النشر التابعة للدولة. وأثارت المادة المنشورة ضجة كبيرة، إذ تم استدعاء جامعي ومؤلفي المجموعة للمحاسبة، ومن بين الذين تم استدعائهم كان إسكندر.
وبعد الحدث مع "متروبول" أعمال الكاتب تر النور لبضع سنوات، ولم تنشر، واستمر ذلك حتى منتصف الثمانينات، مع بداية "البيريسترويكا" (محاولة ميخائيل غورباتشوف لتنفيذ عدد من الإصلاحات السياسية الجدية في الاتحاد السوفياتي-تعليق المحرر)، وهنا عادت أعمال إسكندر مرة أخرى الى النشر.
"لقد أرادوا فصل فاضل بشكل ما وتقييده، لكنه تجنب ذلك، فقد كان واحدا ممن قالوا أقسى الكلمات، وقال إننا نعيش في بلد محتل، أي أن الحكومة احتلت ذلك البلد، وأننا نعيش في روضة أطفال ذات نظام صارم".
الكاتب فيكتور يروفيف، أحد مؤسسي "ميتروبول".
من الفيلم الوثائقي "الاحتفال بعشية العيد"
أهمية كبيرة في إبداع إسكندر تملكها القصص عن تشيك، المشتركة بعنوان عام تحت إسم "طفولة ، تشيك" ، تشيك هو نموذج للكاتب في طفولته، وفي مدينة الطفولة موخوس والتي عرفت بسهوله على أنها نموذج لسوخوم.
"يسود مدينة موخوس محيط يملئه اللطف، والاهتمام، والمشاركة، ومعارضة الحياة الرسمية، وأيضاً مليئة بالشعارات والقلق والمخاوف. وهذا المحيط عبارة عن مجتمع غير رسمي، وهي دولة "غير رسمية "في دولة، تضع قوانينها ودستورها و"عقوباتها" وحوافزها".
الناقضة الأدبية ناتاليا إيفانوفا
مقتطف من كتاب "الضحك رغم الخوف، أو فاضل إسكندر".
الاجتماع الخلاق مع فاضل إسكندر ، مسرح الدراما الأبخازي ، سوخوم ، 2006
© التلفزيون الابخازي
صوت الضحك هو مثل عمود من الضوء. ربما الضحك ضوء صوتي؟ ابتسامة أمواج الضوء

"فاضل إسكندر. من قصة " العمل الفذ الثالث عشر لـ هرقل

الفكاهة والضحك تلعب دورا خاصا في عمل إسكندر. وهذه الضحكة ليست ساخرة ، و ليست نوع من الإغاظة ، أوعدم الرغبة في الانخراط في عالم الأخلاق ، الضحك عند إسكندر كان لأسباب مختلفة تماما
"الضحك لدى إسكندر هو رد فعل طبيعي للحياة نفسها على الرسميات غير الطبيعية، الضحك يكشف ويقتل الباطل المغرور، الغباء والرضا عن الذات لدى من يعتقدون أنفسهم أن لهم سلطة على الأطفال، والمباركين، والأبقار. القادة الرسميون معرضون لضحكات الناس التي لا يمكن إيقافها، فالضحك يتغلب على الخوف. إن إنكار إسكندر ليس له تهكم. ضحكاته خالية من التثقيف التعليمي وتعليم الأخلاق والتوجيه الأدبي. إذا كنت تريد الضحك الخبيث، وأكاذيب الخداع المبهجة، وبيع النفاق، فهو سيقضي عليك".
الناقدة الأدبية ناتاليا إيفانوفا
من كتاب "الضحك رغم الخوف" أو "فاضل إسكندر".
"الشخص يجب أن يكون محترما وهذا ممكن تحت أي ظرف من الظروف و تحت أي سلطة. النزاهة-لا تعني أن تكون متواطئا في أي من الأكاذيب. اللباقة لا تعني البطولة ، بل تنطوي على عدم المشاركة في اللؤم"

فاضل إسكندر

وفي عام 1989، كان فاضل إسكندر أحد 11 نائبا من الحزب الأبخازي في مجلس السوفيات الأعلى في الجلسة الثانية عشرة، حيث عمل هناك حتى حُل المجلس الأعلى ذاتيا في عام 1991. وبعد هذا التاريخ لم يمارس أي نوع من السياسة.

"لا توجد إنسانية بدون التغلب على الخسة ولا يوجد خسة بدون التغلب على الإنسانية، في كل مرة يكون الخيار لنا والمسؤولية عن الاختيار أيضا. وإذا قلنا إنه لا خيار لدينا، فهذا يعني أن الخيار قد اتخذ بالفعل".


من رواية فاضل إسكندر "ساندرو من تشيغيم"
فاضل اسكندر حصل على العديد من الجوائز المختلفة، بما في ذلك في عام 1989 حصل على جائزة الدولة لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وفي عام 1991 على جائزة المسماة تيمناً بالأكاديمي اندريه ساخاروف " لشجاعته في الأدب"، وفي العام 2002 في أبخازيا حصل على أعلى جائزة في الجمهورية من أجل "الشرف والمجد" من الدرجة الأولى. وهو أيضا الفائز بجائزة بوشكين، وأيضاً جائزة " ياسنايا بوليانا "التي سميت على اسم ليف تولستوي، وفي حفل تقديم جوائز "الكتاب الكبير "حصل على جائزة خاصة" للشرف والكرامة". في عام 2010، سلم الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف فاضل أبدولوفيتش وسام الاستحقاق لوطنه وتحدث عنه كشخص "يرمز إلى تقاليد الصداقة القديمة بين شعبينا" (أبخازيا وروسيا). وفي عام 2014، حصل الكاتب من أيدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على جائزة الدولة للاتحاد الروسي في مجال الأدب والفن.
وتم ترشيح فاضل إسكندر مرتين للحصول على جائزة نوبل في الأدب، ولكن في كلتا المرتين لم يحصل عليها.
"اسكندر كان واحدا من أقوى المرشحين من روسيا للحصول على جائزة نوبل، وقد تحدث الكثيرون حول ذلك، ففي المقام الأول، بسبب إضافته لمحيط العالم الأدبي ما لم يكن موجودا، وهو أمر يستحق بالعادة جائزة نوبل -والإضافة كانت أبخازيا. بالطبع، هي كانت بعيدة جدا عن أبخازيا الحقيقية، كانت أبخازيا الميتافيزيائية، بلد طفولته، وسعادته".

الكاتب ديمتري بيكوف
في مقابلة مع وكالة الأنباء الروسية نوفوستي
"إن البحث عن الرجل الثلجي قد يكون شوق الرجل لبدايته هو تحسبا لنهايته. يريد الناس أن يروا أسلافهم البعيدين ليحاولوا أن يفهموا متى وأين خرجوا عن طورهم".

فاضل إسكندر في كتابه "موقف البشرية"
الكاتب ترك تراثا أدبيا عظيما. بالإضافة إلى الأعمال المذكورة هذه الأعمال: القصة الطويلة - حكاية "الأرانب و الثعابين"، القصة الطويلة -الحوار "المفكر حول روسيا و الأمريكي" ، رواية "الفالس المدرسي، أو الطاقة العار" ، و "موقف البشرية"، "الرجل ومحيطه" قصص "الجد" ، "قصة عن البحر" وغيرها الكثير.
الاجتماع الأدبي مع فاضل إسكندر، مسرح الدراما الأبخازي، سوخوم، 2006 ©التلفزيون الابخازي

© АГТРК
"إن أرض الطفولة، هو الشاطئ الساحر الرطب بعد الجزر، حيث يمكنك العثور على أكثر الأشياء الغير متوقعة. حينها كنت أبحث طوال الوقت، وربما جعلني ذلك مشتتا قليلا. وبعد ذلك، عندما أصبحت بالغا، وأصبحت معرضاً لأن أخسر، أدركت أن كل الاكتشافات السعيدة من الطفولة هو قرض سري من القدر، الذي سندفعه عند بولغنا، وهذا هو العدل بعينه"

فاضل إسكندر. من قصة " وقت الموجودات السعيدة".
إن نثره مشرق وغني بالصور لدرجة أنه ليس من المستغرب أن يتم تصوير أعماله لأكثر من مرة ، وعلى الرغم من أن إسكندر نفسه قال إن الفيلم يبسط إلى حد كبير ما أسسه المؤلف في السرد ، فإن الأفلام المستوحاة من أعماله محبوبة ومبجلة من قبل الجمهور. ومن بينها: "وقت الموجودات السعيدة" ، و" ولائم فالتاسار ، أو الليلة مع ستالين" ، "سوف نفترق بينما نحن جيدون" ، "أوه ، مارات" وغيرها.
"لو كانت منطوية على نفسها أكثر، لو شعرت أن حياتها كاملة وتابعة لها، لفكرت في إنهائها. لكنها لم تشعر ولم تستطع أن تشعر بحياتها بشيء ينتمي فقط لها، وبالتالي حتى الآن، عندما تموت هنا، لمن ستنتمي هي وحياتها بالأكثر، ومن ستحب أكثر من حياتها، بجميع الأحوال لم تفكر في كل ذلك، لأن ما تبقى من حياتها لم يكن ملكها وحدها بل أيضاً يخص كل من جدها والعم كيازيم، والشيخ حسن، وجميع المقربين"



فاضل إسكندر. من رواية "صوفيتشكا"

العرض الأخير لإسكندر كان قصة "صوفيتشكا". وتم تصويرها كالفيلم من قبل كيرا كوفالينكو تلميذة المخرج الروسي الشهير ألكسندر سوكوروف.
لقطات من فيلم "صوفيتشكا"
للمخرجة كيرا كوفالينكو
توفي الكاتب فاضل إسكندر أثناء نومه في 31 يوليو 2016 عن عمر يناهز 88. توفي محاطا بالعائلة والأصدقاء في مزعته في بيريديلكينو في ضواحي موسكو. ودفن في مقبرة نوفوديفيتشي في موسكو.
"اسكندر — كلاسيكي منذ نصف قرن، ولكن عندما يغادر الإنسان، تعرف أبعاد هذه الظاهرة. إنه كاتب كبير بالطبع لقد أسس عالم، وهذا نادراً ما يكون. ا حتى الكتاب الجيدين نادرا ما ينجحون في خلق عالمهم الخاص، لقد خلق عالما عظيما وعاش حياة عظيمة".

الكاتب فيكتور شينديروفيتش
خلال مراسم الوداع بموسكو
"الثقافة- ليست عدد الكتب المقروءة ، ولكن عدد المفهومة منها"

فاضل إسكندر. من قصة "موقف البشرية"

إن ذكرى الكاتب، الذي مجد أبخازيا، خلدت في مجالات الحياة العديدة للمجتمع. فقد صدرت عملة تذكارية تحمل صورة فاضل إسكندر في سلسلة "الشخصيات البارزة في أبخازيا". وفي سوخوم، اقيم ثلاثة تماثيل للأبطالٍ من صفحات كتب إسكندر-الفتى تشيك، وصديقته نيكا، والبطريق الفيلسوف. وينظم سنويا في الجمهورية مهرجان الدولي للثقافة "موقف البشرية" المسمى باسم فاضل إسكندر. وخلدت ذكرى فاضل إسكندر حتى في الفضاء الخارجي-حيث أن أحد الكواكب الصغيرة سميت على اسمه. لكن الشيء الرئيسي-أنه هو قد خلد نفسه بكتبه-طالما ماتزال مقروءة، فإن إسكندر سيعيش في ذاكرة الشعب.

بعد وفاة الكاتب، أنشأت في روسيا الجائزة الدولية الأدبية بإسم فاضل اسكندر على ثلاث فئات: النثر والشعر والسيناريو من أعمال اسكندر. كما سمي مسرح الدراما الروسي الرسمي في سوخوم بإسم فاضل إسكندر. وأعلنت وزارة الثقافة وحماية التراث التاريخي والثقافي لأبخازيا إنشاءمنافسة لأفضل نصب تذكاري بمناسبة الذكرى التسعين للكاتب في عام 2019.
"لقد كان لدينا (فاضل)، وهو رجل حكيم الذي خلق عالم جميل مليء بالحب، أعطى الإيمان بالحس السليم، الخير واللانهاية للحياة. لدينا (فاضل)، لأنه عندما يغادر الحكماء الحقيقيون، لا يتركوننا في الظلام، بل يواصلون إعطاء الضوء المنبعث من روحهم، الشجاعة واللطيفة. ما زلنا نملك قوة الإنقاذ من عالمه الفني، والمعجزة العظيمة لموهبته الهائلة. فعمله هو لقاح الحب ضد القسوة والأكاذيب وجنون الواقع. واستطاعة الحب غير المتناهي لهذا النبع من الراحة الذي لا ينضب".

الأستاذة في قسم الأدب الروسي والأدب العالمي من جامعة أبخازيا الحكومية ايلينا كوباخيا
من مقابلة مع "سبوتنيك أبخازيا"
جزء من برنامج "شقة قديمة. 1965. الجزء الأول" المضيف (غريغوري غوفيتش). تصوير عام 1998

© مؤلف النص - أريفا كاببا، مساعد محرر- نالا أفيدزبا، المحرر- أمينا لازبا