مراد جانداروف، واحد من اهم الشخصيات الاجتماعيه النشطه في المجتمع الابازيني، وفي مقابله اجرتها معه المؤتمر العالمي لشعب الأباظة، وكيف ان الصراع قائم في جمهورية قراشاي-تشيركيسيا للحفاظ على لغة أباظة شمال القوقاز

 
حول كيفيه تدريس اللغه الابازينية في مدارس جمهوريه قراشاي-تشيركيسيا وعن دورات اللغة في مدينة تشيركيسسك، والعلاقات مع جامعة ابخازيا الحكومية، كل ذلك في لقاء تحدث فيه الى موقع المؤتمر العالمي لشعب الأباظة الأخصائي في قسم اللغات في الرابطة الدولية للتنمية الاثنية "الاشارا" السيد مراد جانداروف.

أجرت المقابلة استاندا آردزينبا

- في شهر تموز من هذا العام، اعتمد مجلس الدوما في الاتحاد الروسي التعديلات التي ادخلت على القانون بشأن "التعليم"، الذي تناول مسالة اللغات الوطنية. كيف تؤثر هذه التعديلات على دراسة لغة الأباظة؟

- يتمثل مضمون هذه التعديلات في كون اولياء التلاميذ لهم حق اختيار اللغة الأم لابنائهم في المدارس، ويمكن اختيار اللغة الروسية كلغة أم.
سابقًا، كانت مسالة تحديد اللغة الام تجري تلقائيًا وتماشيا مع قومية الطلاب. وبسبب هذا، الآن ستزداد المخاطر، ان لم يتعلم الأطفال لغتهم الام لغة الأباظة، ويختارون لغة اخرى كاللغة الروسية على سبيل المثال.

اذا ان البرنامج المعتمد لتعليم اللغه الام الاباظة في المدارس يعتمد على الاطفال الذين يتقنون هذه اللغه ولوشفهي وتصعب على الاطفال الذين لا يتقنون لغه الاباظة.

في نهاية المطاف، نحصل على وضع قد تسقط فيه لغة الأباظة من المنهاج المدرسي لفئة معينة من الطلاب. وفي هذا الشهر، وبدعم من جمعية "أبسادغيل"، التي تضم ثماني منظمات ابازينية شعبية رئيسية في، اذ قامت مجموعة من النشطاء بزيارة جميع قرى الأباظة من أجل التحقق في كيفية تطور الوضع اللغوي بعد اعتماد التعديلات. التقينا مع مواطنينا الذين تحدثنا اليهم عن أهمية اختيار لغة الأباظة للطفل كلغة أم.

- والسؤال إلى أي مدى يا ترى يتم تدريس دروس لغة الأباظة في المدارس؟
  - في الصف الاول، يتم تخصيص ساعتين إلزاميتين في الأسبوع للغة والأدب القومي، اما في الصفوف التالية - ثلاث ساعات. وبالمناسبة في العصر السوفيتي، تم تخصيص المزيد من الوقت وكانت - خمس ساعات إلزامية للغة والأدب القومي. لفترة طويلة قاتلنا من أجل استعادة هذه الساعات، وارسلنا رسالة إلى رئيس الجمهورية. لقد تم دعمنا في هذا العمل من قبل منظمات شعبية وقومية أخرى، لأن هذه مشكلة جميع الشعوب التي تعيش في قراشاي – تشركيسيا. 

 للأسف، لم يسمع طلبنا. لكن تم العثور على مخرج: سافرنا الى جميع قرى الأباظة، وتحدثنا مع المدرسين ومع مدراء المدارس وأولياء الأمور، وفي النهاية، أضفنا ساعتين إضافيتين إلى ثلاث ساعات إلزامية على حساب المواد الاختيارية. وفي نهاية المطاف، اليوم في قرى الأباظة، خصصت خمس ساعات في الأسبوع لدراسة لغتهم الأصلية وأدبهم.

لم يكن من السهل على المدارس نفسها، التي كان من المفترض أن توسع منهاج التدريس وبالتالي زيادة اجر الساعات الاضافية لمدرسي اللغة الأم. ومع ذلك، تم العثور على صيغة تفاهم مشتركة. ولكن هذا في القرى التي يعيش فيها الاباظة بشكل مكثف، أي أن الطلاب والمدرسين هم من القومية الأبازينية (اباظة). ويصعب تطبيق هذا الامرطبعا في المدن التي يكثر فيها الاختلاط العرقي. 

- هل هناك أي بيانات عن عدد الأبازين الذين يتكلمون لغتهم الام الأباظة؟ وما هي النسبة التي لا يتقنونها؟

- وفقا للاحصاءات، فان 96 ٪ من الأبازين الذين يعيشون في روسيا يتحدثون لغتهم الأم. ومع ذلك، فقد قمنا في العام الماضي بمراقبة المدارس في تشيركيسك ووجدنا أشياء غريبة. يدرس حوالي 1500 طفل أباظة في تشيركيسك، 35 في المائة منهم فقط يفهمون لغة الأباظة المنطوقة. اما بالنسبة لمدارس القرى فالاحصاءات غير معروفة.

ومن أجل تصحيح الوضع بطريقة ما، أنشأنا دورات لتدريس لغة الأباظة في مكتب "الاشارا". تم اعتماد منهج دراسي للأشخاص الذين لا يعرفون اللغة بتاتا. وطورالمنهج المتخصصون وفقا لنظامنا على مبدأ تدريس اللغة الإنجليزية للأجانب. فخلال ثلاثة أشهر، يستطيع الشخص اتقان حديث التخاطب وبعد ثلاثة أشهر أخرى يكون بالفعل في مستوى متقدم. فتعلم لغة الاباظة ممكنة، بغض النظر عن كونها واحدة من أصعب اللغات في العالم، لكن تعلمها وارد وواقعي. إن دوراتنا اثبتت ذلك: وأولئك الذين لا يعرفون اللغة على الإطلاق يأتون إلينا، وبعد الدورات يعبّرون عن أنفسهم بحرية بلغتهم الأباظة.

صحيح ان كلامهم له لكنة. ولكن لا مهرب من اللكنة : فنطق الكلمات، يجب تطويرها من مرحلة الطفولة المبكرة، وعندما تبدأ في تعلم اللغة كشخص بالغ، فلا يمكنك نطق بعض الأصوات.

تعمل هذه الدورات منذ عام 2013 م، ونقوم باستقطاب الطلاب سنويًا، ونخرج من 60 إلى 80 شخصًا سنويًا. هناك ثلاث مجموعات مقسمة حسب العمر: الأطفال والشباب والبالغين الكبار. لدينا أفضل المعلمين، وجميع المعلمين من الفئة المهرة، الذين كرسوا حياتهم لتعليم لغة الأباظة. هؤلاء هم غواشا جيروفا، ليوبوف أورونوفا، عيشة كليتشيفا، فاطمة كيشماخوفا.

- لقد ذكرت رياض الأطفال التي يغادرها الأطفال دون معرفة لغتهم الأم. هل سيتغير الوضع في دور الحضانة بأي شكل من الأشكال؟

منذ عامين، تم في رياض الأطفال اضافة ساعتين في الأسبوع الى "المكون الوطني". تم تعليم الأطفال القصائد والأغاني بلغتهم الأم. ثم تم إزالة هذه الساعة من رياض الاطفال. التفتنا رئيس الجمهورية في هذه المسألة، وأعطى الضوء الأخضر بحيث قام مع المعهد الجمهوري للتدريب المتقدم للمعلمين ( ريبكرو)، بتطوير برنامج ومنهجية لتعليم لغة الأباظة في رياض الأطفال.

وخصصت جمعية "ألاشارا" الأموال لتطوير مناهج التعليم وتولت إدارة منطقة أباظة البرنامج. دفعت المنظمة "الاشارا" لإعادة تدريب المعلمين لفترة أسبوعين من التدريب.

ومنذ العام الماضي، تم تنفيذ البرنامج في رياض الأطفال في قرى الأباظة. اما في المدينة، أردنا أن نعد العمل الدراسي القومي كمجموعات منفصلة، ولكن حتى الآن لم نوفق، ولكننا لن نتوقف عن هذه القضية، بل سنلتقي مع منظمات وطنية أخرى، لمناقشة مسألة تعليم الأطفال لغتهم الأم في رياض الأطفال في المناطق الحضرية الكبيرة.

- هل يتم دراسة لغة الأباظة في الجامعات المحلية؟ هل تخرج الجامعات اساتذة في اللغة الابازينية ؟
- لدينا اناس مهرة لصياغة ذلك في جامعة قراشاي تشيركيسيا الحكومية، التي تقع في مدينة قرشايفسك. هذه هي الجامعة الوحيدة التي تخرج المتخصصين في اللغة الأبازينية.هناك أيضا معهد أبحاث في مدينة تشركيسك تحت اسم ريبكرو، وفيه أقسام في اللغة الأبازينية. 

 إذا كانت جامعة قراشاي تشيركيسيا الحكومية تخرج متخصصين من ذوي التعليم العالي، فبإمكانهم بالتالي أيضًا الحصول على درجة الماجستير فيها.

المشكلة هي أنه عندما يتم تعتيم لغة ما، يصبح علماء اللغة غير مرغوبين. وهذا بدوره يؤدي إلى حقيقة أن الشباب ببساطة لا يذهبون لدراسة فقه اللغة الابازينية.

منظمة "الاشارا" تشجع الناس الذين يتعلمون لغتهم الأم. وتكفل على سبيل المثال مكافأة لمرة واحدة بمبلغ 200 ألف روبل لحماية المرشحين في مجال دراسة لغة الأباظة. وتدفع لطلاب الجامعة المتفوقين، إذا كان لديهم أداء أكاديمي جيد، ثلاث اضعاف الراتب الدراسي، اي مبلغا وقدره 9 الاف روبل.

بدأ في هذا العام تعاون "الاشارا" مع جامعة أبخازيا. ففي أكتوبر من هذا العام، سيدخل سبعة متخصصين من لغة الأباظة الى كلية الدراسات العليا في جامعة ابخازيا، حيث سيفتتحون قسما في فقه اللغة الأبازينية في المستقبل. وهكذا، يفتح علماء اللغة لدينا آفاق الحصول على وظيفة في أبخازيا.