لقد تغير الكثير على مر العصور في تقاليد الزواج لدى الشعب الأبخازي، إلا أنه من المدهش أيضا أن الكثير قد بقي على ما هو. عن الزواج الأبخازي التقليدي وكيف هو الآن، في مقال من الدورة الإثنوغرافية لموقع المؤتمر العالمي لشعب الأباظة

حفلات الزفاف الأبخازية مشهورة بروعتها وكثرة ضيوفها، هل كانت دائما هكذا؟ يرى علماء الإثنولوجيا أن الأمر لم يكن كذلك على الإطلاق، إلا أن هناك أمرا واحدا بقي ثابتا، وهو أن الشباب حاليا، كما في الأيام الخوالي، يتعارفون قبل الزفاف، وهناك مرحلة ما قبل الزواج.

سنستطلع تقاليد العرس القديمة، وتساعدنا في ذلك المواد المتعلقة بالإثنوغرافيا وتعليقات العلماء المعاصرين، كما سنتذكر تقاليد الزفاف الأبخازي وسنحاول أن نعرف كيف تغيرت على مدى آلاف السنين من وجود العرق الأبخازي.
 

 التعارف      

في المجتمع الأبخازي التقليدي، لم تكن هناك تقريبا خطبة قبل الزواج. وعادةً لا يسمح حتى لهذا الشاب أن يتكلم بصراحة عن مشاعره، وخاصةً الفتاة لا تستطيع التعبير عن حبها.

يمكن للشاب أن يعبر عن اهتمامه بالفتاة المعجب بها بطرق أخرى، على سبيل المثال، ولإظهار مهارته، اصطياد طائر الشحرور ووضع عملة فضية في فمه، ثم "وضع" طائر الشحرور على غصن من البندق البري، مع إضافة بعض الفاكهة وإهداء هذه الهدية للفتاة المعجب بها، والتي تقوم بدورها بإهدائه مصنوعات يدوية، كوشاح، أو حقيبة، أو منشفة، وبعد ذلك يمكن للشاب تقديم هدية أكبر: أقمشة فاخرة أو حتى الحصان. هكذا يبدأ التعارف، والذي يمكن أن ينتهي بالزواج.  

أما في الوقت الحاضر، لا تهدى مثل هذه الهدايا، بل يمكن للشاب أن يهدي الفتاة المعجب بها خاتم الخطوبة مباشرةً. 

وفي الأيام الخوالي، كما هو الحال اليوم، كان بإمكان الشاب أن يعرف مكان فتاته، فيرسل صديقا له لصديقتها. إذا اتضح أن المشاعر متبادلة، يبدأ الخطبة الرسمية.

يتولى مهمة تحقيق موافقة الأطراف في إجراءات الخطوبة شخص متخصصا، يدعى الكاغاريا ("الخاطب" مترجمة من اللغة الأبخازية) إلا أن الخطبة كانت موجودة كذلك بأشكال مختلفة منذ العصور القديمة.

الخطبة من المهد     

اليوم الأبخاز يتزوجون باختيارهم: يتمكن الشباب بحرية من التعرف والتواصل في حفلات الزفاف وغيرها من الاحتفالات أو الأماكن العامة حيث لديهم الفرصة للتعرف على بعضهم البعض وفهم مشاعرهم. في أيامنا نادرا جدا ما يتدخل كبار السن في التعارف بين الشباب، من أجل إنشاء أسرة.

في الأيام الخوالي، كان الوالدان حصرياً ينظمان الزواج: فالأطفال لا يسألون عن رغبتهم، كانت هناك أوقات التي كان والدي الخطيبين يقدمون عربون الخطوبة وما زالوا أطفالاً في المهد ويضعون علامة على مهد الطفلين (هذا التقليد في اللغة الأبخازية يسمى الأغاراتشاقوارا)، بالإضافة الى ذلك، كان والد الطفل الذكر يضع في مهد الطفلة رصاصة، كانت الرصاصة بمثابة ضمان لتنفيذ العقد. ويعتبر عدم تنفيذ أي من الطرفين للعقد إهانة للطرف الآخر، ويمكن أن يصل إلى نزاع دموي. اليوم، هذا الشكل من الخطبة لم يعد موجودا.  

في القدم، كان الأبخاز معروفين بثلاث طرق للزواج: الزواج المفتوح، أو المشهر (أرغاما)، السري (مادزالا)، وزواج الخطيفة (أمتسارسا). ويمكن أيضا العثور على الأشكال الثلاثة جميعها اليوم، على الرغم من أن الزواج بطريقة الخطيفة أو السري، نادرة للغاية.

أرغاما:  جميع الأطراف موافقون   

غالبا ما يكون الزواج في أبخازيا بموافقة كبار السن في الأسرة، إذ يذهب أقارب العريس لبيت العروس من أجل الخطبة، ويرأس الوفد شخص محترم أو جار لوالدي العريس، يمكن أن يكون من نفس العائلة أو من عائلة أخرى، وينقل الزائرون نوايا الشاب.

في حال الموافقة، يعطى جانب العروس للوفد شيء شخصي للفتاة، وهنا يعني أنه تم تبادل الهدايا "آنابيمداخ ييميردون"، ويسمى هذا الشكل من الزواج "أرغاما"-وهو زواج مفتوح ومعلن، عندما يحظى بموافقة جميع الأطراف.

وبعد هذه الخطبة تتزوج الفتاة "من منزل الأب"، خلفها تأتي أسرة الزوج، مكوَنة من سبعة أو ثمانية أشخاص –أتاتساغاتسوا.
كما نرى، قديماً كانت الخطبة بين الأزواج طقوسا. ويستعد والدا العروس على نحو جاد للقاء مع ضيوف العريس، ويختار والدا العريس بعناية من سيرسلان في طلب العروس الذين سيتكلمون بالنيابة عنهما "شكرا على ثقتهما بنا وعلى تربية الإبنة على نحو ملائم". واليوم، تتزوج الفتيات الأبخازيات بطريقة "آرغاما"، وهو كالعادة، يؤدي للانجذاب أكثر إلى العرف الجميل، بعد أن فقد الجوهر القديم.

الخطيفة وعقد القران السري   

وإذا اختلف "الطرفان"؟ وبعد أن تلقى الشاب رفضا من والدي العروس، اعتبر نفسه مهانا للغاية وينظم عملية الخطيفة. يمكن أن يحدث ذلك، على سبيل المثال، خلال الأعياد الوطنية، في زفاف الجيران، أو عن طريق اتفاق مسبق مع صديقات العروس، واللواتي بمكر يخرجنها من المنزل. باختصار، العريس، ينوي خطف فتاته المحبوبة، مخططاً بعناية لكل شيء ومنتظراً اللحظة المناسبة. 

الفتاة المخطوفة لا تؤخذ مباشرة إلى منزل العريس وإنما إلى شخص مؤثر من العائلة أو القرية. ولذلك فإن الشباب لا يسعون إلى إيجاد الحماية فحسب، بل والاتحاد مع أحد من أجل حل المشكلة، فيقوم أحد الأقرباء ذوي النفوذ في واجب الضيافة لتسوية المسألة ويدخل في المفاوضات مع الطرف الغير موافق، وعادة تنتهي المفاوضات بالرضى.   

الخطيفة، كاستثناء من القاعدة، يمكن أن تحدث في يومنا هذا-على شكل استدراج الفتاة من منزلها بالحيلة، بالخداع، من خلال صديقة أو قريبة تدعوها للذهاب إلى مكان ما معها، إلا أنه وبدلا من ذلك يأتي أصدقاء الشاب ويأخذون الفتاة إلى أقاربه. وفي هذه الحالة، قد لا تكون العروس المقبلة على علم بالخطيفة.

وهناك خيار آخر، عندما تكون الفتاة نفسها موافقة على الزواج وتتزوج سرا عن والديها، فإن المتزوجان حديثا يغادران البلد لفترة، ويحاولون عند وصولهم حل المشكلة، وهنا نحن نتعامل مع شكل قديم من الزواج السري، في الأيام الخوالي هذا الزواج السري (مادزالا) تم دون أقارب وأصدقاء العروس، والديها لم يرسلوا تجهيزات العروس، أو الهدايا للأقارب الجديد، ونيابة عن صديقة العروس تذهب جارةً شابة أو أخت الشاب.

ويروي الباحث إليسو سانغوليا من قسم الإثنولوجيا في معهد دميتري غوليا للعلوم الإنسانية الأبخازية "كانت هناك حالات عندما كان والد العروس "يتبرأ" من ابنته بعد تزوجها سرا، ولا يتواصل معها لمدة تتراوح من سنة الى خمسة أو سبع سنوات، ولكن بعد إنجاب الأطفال، يحاولون إقناع الأب لمسامحة ابنته، وقد يتمنع عن ذلك، ولكن في النهاية يسامح. طبعاً، توجد بعض الحالات التي يمكن أن يتوفى فيها الأب دون مسامحة ابنته ورؤية صهره".  

تجهيزات العروس، اللباس والهدايا   

التحضير للزفاف يبدأ، كما في الوقت الحالي، بعد الخطبة. عادة ما يتم تعيين يوم الزفاف، من جانب العريس، وتعقد حفلات الزفاف في الخريف، بعد الحصاد الجديد.

بعد تحديد موعد الزفاف، يبدأ والدا العريس بالتحضير له بعناية: كصب النبيذ، وزرع الذرة للماماليغا، وتربية الدواجن، ويربى والد العائلة حيوانا للذبح من أجل الزفاف ويحضر كطبق رئيسي في الوليمة. في أغلب الأحيان كان الثور يزن 100-120 كيلوغراما.
ويقول إليسو سانغوليا، إن حفلات الزفاف لم تكن مزدحمة كما هي في أبخازيا الآن، ليست أكثر من 150 إلى 200 شخص.

ويشير عالم الإثنولوجيا الى أنه كان يتم دعوة الأقارب المقربين فقط، ويتم تنظيم الزفاف من قبل الجيران "فقبل بضعة أيام من الزفاف يتم إرسال الرسل للقرى، في كثير من الأحيان العريس مع صديقه يجوبون الأقارب ويبلغوا عن الزفاف المقبل. ولكن لايدخل العريس نفسه إلى المنزل ويدعوا لزفافه، وإنما صديقه الذي يفعل ذلك. إذا كان هناك حاجة، يساعد الأقارب ماديا، أحدهم بالنبيذ، وآخر يهدي ثورا، ولا يبقى أحد دون مساعدة". 

وكانت العروس تحضر جهازها بنفسها: وليس ما أعطى والديها -(أيخراتساغا)-، أما الباقي فتتم خياطته يدويا (كيسيتي، آتشكورا) الحزام والمناشف. بعد الخطوبة، تقضي العروس معظم الوقت في الخياطة، والتطريز، وإعداد الهدايا لأقارب المستقبل. وتساعدها في هذا صديقاتها. فهذا كل الذي سوف تأخذته معها في يوم الزفاف. 

وكانت أغلب هذه المنسوجات المصنوعة يدويا من قبل العروس تمنح كمكافأة على مختلف فعاليات الزفاف-على سبيل المثال، مسابقة أفضل الفرسان، لمن يتقن "فن قيادة الحصان" (أتشقازارا). 

فساتين الزفاف لم تكن محددة، أو أنها ليست مسجلة بالمراجع الإثنوغرافية. عادةً الفستان يخاط بالقماش الذي تم تقديمه من قبل العريس بعد الخطبة (أماتيرباغا). غير محدد اللون، ولكن على الأغلب كان أبيض اللون. وعادةً ماكان طويلاً (يصل للكاحل)، وواسع من الأسفل (الفستان الأبخازي) مع الياقة المرتفعة وأكمام طويلة تصل للأرداف (أسوا تسكي). ومن سمات فستان زفاف العروس المنديل -"أتاتسا كاسي"، الذي يغطيها من الرأس الى القدمين.

العالمة الشهيرة-الأثنوغرافية يلينا ماليا تكتب أن في الأصل كان الوشاح أبيض اللون، وكان محبوك خصيصاً من الخيوط الحريرية البيضاء، وبحلول منتصف القرن العشرين تم استبداله بالشيفون الأسود. حالياً، في يوم الزفاف العروس لا تغطي وجهها، فقط أثناء إحضارها يكون وجهها مغطى.

ويقدم الضيوف الهدايا للعروس، ومعظمها من المال، وتقوم صديقتها برفع المنديل عنها لإظهار وجها. وكانت هذه عادة من قبل والدي العريس. والذي عادة ما يهدي والد العريس للعروس بقرة، أو جاموس، أو فرس، أما والدة العريس تقوم بإهدائها أغطية الفراش، وهذه الهدايا تصبح من الملكية الشخصية للعروس. 

"راديدا" الجمر الساخن وحبز العرس   

بمجرد أن يتم توصيل العروس الى الأمخار (بيت صغير مخصص للعروسين الجدد) وعلى وقع أغاني الزفاف "راديدا"، يتم دعوة جميع الضيوف للطاولة المفتوحة تحت خيمة خاصة جهزت قبل يوم أو يومين فقط -أشاا.

يجلس الرجال والنساء بشكل منفصل، ويقوم الشباب بواجب الضيافة. ويكون ترتيب الجلوس حول المائدة حسب العمر. ويجدر بالملاحظة، أن في وقتنا الحالي، يتقيد الأبخاز أثناء الولائم بمعايير السلوك التقليدية.

المائدة الأبخازية التقليدية في الزفاف تتألف من الماماليكا، اللحم المسلوق، أسيزبال (صلصة البرقوق)، أراشيخ (صوص الجوز)، الدجاج مع صلصة الفلفل الحار، أتشابا مصنوعة من الشوك او الفاصولياء، الجبن، وللتحلية-أكالميش، أدجيندجوخوا، الذرة المسلوقة واليقطين.

إذا تم الزفاف في فصل الشتاء، فمساءً، حتى لايغادر الضيوف الطاولة، يتم وضع الفحم الحامي بالقرب من الأقدام حتى يتمعوا بالدفئ. 
في القدم، كانت وليمة الزفاف تستمر ليومين ونتخللها العديد من الطقوس المرتبطة بالمعتقدات الأبخازية القديمة.

 على سبيل المثال،كما يروي الباحث الإثنولوجي إليسو سانغوليا عن الطقوس المنسية "كسر خبز الزفاف" على رأس العروس – الأبخاز يعتقدون أنه بهذه الطريقة "أصبحت العروس مضيافاً"، و في منزلها من الآن فصاعدا "الخبز والملح سيتواجد بشكل كافي، ودليل على الإزدهار في كل الأوقات". هذا الخبز أو الكعكة (أتشاشمغال) في القدم كان يعد خصيصاً. خبز الزفاف معروف من قبل كثيرا الشعوب. مثلاً، السلافيان القدماء بدون الرغيف لم يحدث بأي زفاف.  

وأخيراً عندما ينتهى الزفاف، يتفرق جميع الضيوف، و تنام الأسرة، وفقط بعد ذلك، وتحت غطاء ظلام الليل، يدخل العريس الى الأمخارا، ويبقى العروسان أخيراً لوحدهم في منزل الزوجية.

ويجدر بالذكر أن هناك لمسة غريبة أخرى عن الزواج والحياة الأسرية للأبخاز، كتبها العالم شالفا إينال-إيبا: كانوا يعتقدون أن الرجل الذي يريد أن يستخدم حقه كزوج في ليلة الزفاف الأولى ليس رجلاً.

أمخارا – منزل المتزوجين حديثا    

الآن لا أحد يبني الأمخارا عن قصد، حتى إن هذه المنازل تم الحفاظ عليها فقط في الصور القديمة وفي أوصاف الباحثين لتقاليد الزواج. "الأمخارا، كمبنى، -هو بناء بسيط، ما عدا صغر حجمه لا يختلف بأي شيئ عن<...> الكوخ. ويبنى بالضرورة خلف "البيت الكبير"، على بعد حوالي واحد أو اثنين من العشرات من الأمتار"، كما كتب إينال إيبا. 

بناء (الأمخارا) في الأيام الخوالي، مثل الآن شراء شقة للشباب. عندما كانت بيوت الزواج هذه لا تزال تبنى، يتم جلب العروس الى هناك في يوم الزفاف. كتب ديمتري غوليا، مؤسس الأدب والإثنولوجيا الأبخازية: "أمخارا-  هو منزل للمتزوجين حديثا، حرفياً- عازل للصوت. الغرض من هذا البناء هو ضمان للعروسين الجدد من التنصت المزعج من مختلف الأشخاص، الصديقات، وعموما الشباب".  

أصل العرف لبناء أمخارا لا يرتبط مباشرة بتنظيم سلوك العروسين الجدد، على الرغم من أنه يُنظر إليه بهذه الطريقة. في الواقع، تم بناء أول أمخارا في وقت كانت الزيجات بطريقة الخطيفة واسعة الانتشار: حيث يأخذ العريس الفتاة "في اتجاه غير معروف" ويخبأها في أمخارا. هذا تفسير آخر لاسم المنزل "أمخارا" المترجم ب "وسط المجهول".

وفي أمخارا، تبقى العروس لمدة أسبوعين تقريبا بعد الزفاف، لتقوم بأعمال يدوية وترتب المنزل الجديد. ولا أحد من الكبار، - لا ذكر ولا أنثى -، يدخل الأمخارا. يمكن أن يدخل الى هناك فقط الفتيات الشابات. حتى العريس لايدخل إلى هناك علناً. ويرجع ذلك إلى السلوك المتواضع المعتاد لدى الأبخاز عند الأصغر سنا في حضور كبار السن. وبعد أسبوعين، عندما يتفرق الأقارب والضيوف يتم تنظيم احتفال خاص أطلق عليه اسم" الخروج من أمخارا"- "أمخاراتغارا" أو "أيوندو أيونغارا". الدخول إلى المنزل كبير مصحوبا بإطلاق الرصاص وأغنية خاصة تسمى" أخولاسينزا"، التي كان يتم غنائها في مدينة بزيب أبخازيا. وبعد الانسحاب من بيت الزواج، أصبحت زوجة الابن عضوا كامل العضوية في الأسرة تبدأ بواجباتها معهم.

الزوجة الشابة    

بناء عن الكاتب شالفا إينال- إيبا، من بين المحظورات الأكثر غرابة التي كانت مفروضة على العروس، والتي هي متعلقة بطريقة التكلم والأسماء، والتي بقت جزئياً في يومنا هذا.

لا ينبغي للزوج والزوجة، تحت أي ظرف من الظروف، أن ينطقا باسم بعضهما البعض. ويتحدث الزوجان إلى بعضهما البعض بـ "أنت" ("ورا"،"برا"). ولا ينطق الزوج أسماء والدي زوجته. ولم يكن على الزوجة أبدا أن تسمي حماتها وحماها، والأكبر سنا من عائلة زوجها. وتنادي والد زوجها بـ "سيدنا" (حاح)، و والدة زوجها ب "سيدتنا" (أحكواج). في الوقت الحال ينادى أبو الزوج، وام الزوج، وأب الزوجة، وأم الزوجة ب "بابا" و "ماما".  

ولا يقل ذلك عن قوة حظر التحدث إلى الشيوخ. العروس لم تجب أبدا على كلمات وأسئلة والد الزوج، وتستمع إليها بصمت، وتقبلها ونفذتها. وهذا الحظر – عدم التحدث إلى الكبار- يفسره علماء الإثنالوغيا على أنه مظهر من مظاهر الاحترام.

في الوقت الحاضر، كعادة، إذا كان والد الزوج يريد زوجة ابنه أن تتحدث معه، يطلب منها أن تتحدث معه. وبقيت الأسر الأبخازية التقليدية محافظ على ذلك، حيث كل شيء وفقا للعادات: زوجة الابن لا تتحدث، ولا تجلس على الطاولة، ولا تنادي زوجها، ولا تنادي أحد من الشيوخ بالاسم، وبالتالي، فإن الحفاظ على العديد من التقاليد اليوم يعتمد إلى حد كبير على الأسرة ومدى التزامها بالعادات والتقاليد.