أحيا المؤتمر العالمي لشعب الأباظة ذكرى رحيل زميلهم وصديقهم قنسطنطين فاسيليف.

سعيد برغانجيا
قام موظفو المؤتمر العالمي لشعب الأباظة بزرع سبع غرسات من شجيرات القيقب في فناء منزل زميلهم وصديقهم قنسطنطين فاسيليف ، الذي وافته المنية في وقت سابق من هذا العام. كما شاركت والدة كوستيا وأختها وأصدقائها في هذه الفعالية.

وقالت رئيسة المجالس النسائية في المنظمة ، غيتا أردزينبا ، انه بالنسبة لفريق الكونغرس ، فان عام 2021 جاءهم بحدث حزين: فقد رحل عنهم "رفيقهم في السلاح ، وزميلهم ، الذي شاركهم في جمع كافة أفكار الكونغرس ، وخاض معهم المشاريع التي قاموا بتنفيذها معًا والمعروفة جيدا لدى الجمهور".

وأضافت أردزينبا : "هذه ليست مجرد كلمات - فقد كان قنسطنطين في الواقع شخصًا لم يغادر فريقنا أبدًا ، وبقي معنا حتى النهاية في كل مجريات الاحداث. كما شارك في رحلاتنا من خلال برنامج افتتاح المكاتب المحلية في أبخازيا. "لقد كان شخصًا موجودًا دائمًا معنا".

وتحدثت غيتا أردزينبا ، انه وبعد رحيل زميلهم في الكونغرس ، بدأوا في مناقشة كيفية تكريم ذكراه بشكل لائق.

و أكدت رئيسة المجالس النسائي في المؤتمر قائلة : "كنا مصممين على اتخاذ مثل هذا الإجراء ، وذلك، للفت انظار الشباب الذين كانوا دائمًا حول قنسطنطين. وولدت الفكرة في زراعة الأشجار بالقرب من منزله. أحبت والدته هذه الفكرة كثيرا. اتمنى أن نكون قادرين على ان نعاود الاجتماع مع أصدقائه في كل مرة للعناية بالأشجار".

وأعربت والدة قنسطنطين ، إيلينا فاسيليفا ، عن امتنانها الخاص للمنظمين والمشاركين في هذه الفعالية. لقد كان عليها من الصعب كبح دموعها. اقترب أصدقاء قنسطنطين من هذه الام واحداً تلو الآخر ، وعانقوها ووعدوها انهم لن ينسوا ابنها ابدا.

وقالت إيلينا شاكرة : "من الصعب علي الافصاح عن شعوري. شكرًا جزيلاً لكم جميعًا".

كما شاركت في الفعالية معلمة قنسطنطين الاولى ، ليديا شماكوفا. ووفقًا لما ذكرته، فان قنسطنطين كان منذ طفولته هادئا ومتزنا ، ولم تنزعج من تصرفاته يوما.

وتمر السنين ، و في احد الايام ، مرض قنسطنطين بعض الشيء ، وهب جميع الطلاب في الصف لمساعدته . طوال هذه السنوات كنت اراقب ترعرعه. ومن سنة إلى أخرى ، أصبح موهوبا و مثقفا . وعندما بدأ العمل ، أصبح أكثر ثرثرة. حتى أنني أخبرت والدته وقلت ذات مرة : "انظري، كم اصبح هذا الشاب مرموقا. فهو يرتدي ملابس أنيقة ، على ما يبدو ، ان الفضل يعود للعمل الذي يمارسه "، - قالت المعلمة.

يعتقد صديق قنسطنطين سعيد كفيتسينيا، أن قنسطنطين كان يعجبه مثل هذه الاعمال كثيرًا ، وهذه الفعاليات كانت دائما تولد الدفء والسعادة في روحه، وأن أولئك الذين عرفوه عن كثب ، كلما مروا من هنا ، فسوف يتذكرونه.

صديق حميم آخر ، داوور خيبا ، يعتبر، أن مثل هذا العمل في احياء ذكرى قنسطنطين، ليس الا جزء صغير مما كان يستحقه الشاب.

كان قنسطنطين من الأشخاص، الذين يأتون دائمًا لمساعدة المحتاجين. لو رأى ما عملناه اليوم ، لكان سعيدًا جدًا . في شخصه ، وبدون مبالغة ، فقدت أبخازيا شخصا غاليا وطموحا كان كان يمثل الجيل الطالع من الشباب"، - قال داوور.

وتحجب صديقته المقربة فيكتوريا كابيكيان عينيها عن البكاء.

تقول فيكتوريا : " قنسطنطين هو الشخص الذي ترك بصمته في حياة العديد من الحاضرين هنا. بصمة مشرقة ، ومشرفة للغاية. كان يود أن يكون الجميع هنا ، لأنه كان يحاول دائمًا جمع الناس معًا. كان قنسطنطين يقدر الإنسان في عمله. كان يرى في الشخص الظاهر من عمله، وكان يقدر عاليا جوهره أيضًا . آمل أن يكون مجيؤكم ، أولاً وقبل كل شيء ، دعما لعائلته في مواجهته الاسى الذي حل بهم . "أنا أعيش قريبا من هنا في هذا الحي ، وأنا على يقين، من أنه في كل مرة امر بها من هنا ، سأقول في نفسي : هنا كان لي شخص عزيز غادرنا، لكن ذكراه باقية ، والذاكرة تعمل العجائب في بعض الأحيان".

توفي قنسطنطين فاسيليف في يناير 2021. وُلد قنسطنطين وهو يعاني من قصور شديد في القلب. أُعلموا يومها والدته، أن الصبي لن يعيش طويلا ، لكن قنسطنطين كان لديه "خططه الخاصة". لقد كان على علم بمرضه وهذا هو السبب في أنه عاش حياة اجتماعية نشطة ، في محاولة لفعل أكبر قدر ممكن من الخير. توفي قنسطنطين قبل سبعة أشهر من عيد ميلاده الثلاثين.