قامت الصحفية من أبخازيا سعيدة جيبا بجمع قصص عن رواد جالية الأباظة الذين يعيشون في تركيا.

سعيد بارغاندجيا

نشرت الصحفيّة الأبخازية سعيدة جيبا كتابا بعنوان "أشعة الشمس"، يتضمن 67 قصة عن حياة أبناء شعب الأباظة الناجحين الذين يعيشون في تركيا. ويزامن نشر الكتاب على مرور 155 عاماً على التهجير القسري للأبخاز من وطنهم التاريخي (تقام سنوياً فعاليات إحياء ذكرى ضحايا حرب القوقاز، والنزوح الجماعي، في 21 أيار –اضافة المحرر).

روت الكاتبة وهي تتحدث مع بوابة المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي أن فكرة إصدار كتاب يتضمن قصص عن المواطنين المشهورين ظهرت أثناء زيارتها إلى تركيا في شهر أيار عام 2018. عندما كانت مع زميلتها زارينا كوغونيا في زيارة الى صديقتها يودجال سيرغيغيّا بمدينة أدابازار لمدة ثلاثة أسابيع. ووفقاً لما ذكرته الصحفية، تمكنوا خلال هذه الفترة من التعرف على مختلف ممثلي الجالية الأبخازية (الأباظة) من مختلف مناطق تركيا. وقد حقق العديد من هؤلاء الأشخاص نجاحاً كبيراً في مجالات نشاطهم وقد تمتعوا بسلطة في تركيا منذ وقت طويل.

وكما شاركتنا سعيدة جيبا: "لقد أسعدني جدا أنهم مصدر فخر في تركيا، وأنهم معروفون ومحترمون. وفي الوقت نفسه، أردت أن أتكلم عنهم في وطنهم التاريخي – حتى يتعرفوا عليهم ويفتخروا بهم في أبخازيا أيضاً.وهكذا خرجت فكرة جمع كل هذه القصص. ومنذ تلك اللحظة، بدأت العمل على كتاب "أشعة الشمس".

وتذكر الكاتبة بأنها بعد عودتها من تركيا وبعد "التفكير العميق" في السبل الممكنة لتنفيذ الخطة، بدأت تلجأ إلى أصدقاء ومعارف للحصول على الدعم.

وترى جيبا أن "مولد هذا الكتاب أصبح ممكناً بمساعدة عدد كبير من الناس".

فسافرت الكاتبة إلى تركيا في كانون الثاني/يناير عام 2019، بعد أن حظيت بدعم كامل، لمدة شهر ونصف. وخلال هذا الوقت، جمعت العشرات من الصفحات من المواد الفريدة.

وروت الصحفية: "هذه قصص عن السياسيين والمدراء ورجال الأعمال والمصرفيين والمصممين والعسكريين والعلماء المشهورين. جميعهم مختلفون، لكن لديهم شيء واحد مشترك: جميعهم ممثلين لشعب الأباظة".

وكمثال على المقالات المدرجة في الكتاب، يمكن أن نذكر، على وجه الخصوص، قصة المخرجة التركية الشهيرة إيزيليا كوفا و سيركان أيكوسبا ممثل المسرح والسينما التركي المشهور ؛ والحكم الرياضي الدولي أورا بغانبا وصاحب المطعم الأبخازي في اسطنبول خلوق سادزبا. كما تواجد بين شخصيات الكتاب بعض المحاربين القدامى في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا: حامل "وسام ليون " ألبير بغانبا، و عالم الآثار وبطل في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا زيليخ أجيبا، الذي كان في فترة الحرب يبلغ من العمر 19 عاماً فقط. ومن العلماء والأطباء، يحتوي الكتاب قصص للبروفيسورية سيما أغربا و أوزدان أفيدزبا، ومدير مؤسسة بحوث القوقاز في أنقرة محي الدين غيتشبا، ومدير دار النشر في اسطنبول إيرول كوشبا و المتخصص بأرشيف الإمبراطورية العثمانية بكير حابات، وكذلك قصة زكي لاتسوشبا، وهو طبيب عينية، ويعد من بين أفضل خمسة في العالم. ومن المقابلات مع السياسيين في الكتاب، كان هناك مستشار وزير الصحة في تركيا والخبير في الإدارة الرئاسية التركية قادر أبوخبا. ويتضمن الكتاب تاريخ الأفراد العسكريين، الذين تقاعدوا الآن، كعثمان لاتسوشبا، وأيضاً الملاكم المحترف انور بزاغوا.

الشخصيات في المقالات كانت مختلفة جداً، حتى لو كان ذلك بالعمر فقط. ومن المثير جداً للاهتمام، أن أكبر بطل في الكتاب يبلغ من العمر 106 عاماً، وهو لطفي أجيبا. وقالت سعيدة جيبا أنه كان مهماً وبشكل خاص أن تتحدث معه، " لأنه احتفظ في ذاكرته بالكثير من القصص المدهشة". الآن ليوتفي أجيبا يعيش مع عائلته في قرية كايلير بالقرب من مدينة أدابازار. وأصغر بطلة في كتاب "أشعة الشمس" كانت نظرة ألكين التي تبلغ من العمر 25 سنة و هي سكرتيرة رئيس نادي كرة القدم الشهير في اسطنبول "فينيرباختشي".

عملت الصحفية على الكتاب لحوالي السنة. ويحتوي ألبوم الكتاب على 200 صورة حديثة ومحفوظة لجميع الشخصيات. وقد نشر المنشور بثلاث لغات هي: الأبخازية والتركية والروسية. وبناءاً على أقوال الكاتبة، أن أكبر الصعوبات في العمل كانت مرتبطة بعائق لغوي معين.

وأكدت سعيدة جيبا: "إن بعض شخصياتي يتكلمون اللغة الأبخازية، ولكن معظمهم لا يتقنونها. كما أنني لا أتحدث التركية جيداً، وبالطبع قام أصدقائي بمساعدتي، و كل هذا قد أخر العمل الى حد ما. فبعض المحادثات استمرت لمدة ثلاث أو أربع ساعات".

اختيار عنوان الكتاب لم يكن عرضياً.

وكما شرحت الكاتبة: "إن أبطال الكتاب، هم من أبناء وبنات أبخازيا، تفرقوا في جميع أنحاء العالم، وكما لو أن أشعة الشمس تستمر بحمل ضوء ودفء وطنهم".

نُشر كتاب "أشعة الشمس" الذي أعدته الصحفية الأبخازية سعيدة جيبا في 300 نسخة. وتعتزم الكاتبة ترك 200 نسخة لأبطال الكتاب وأقاربهم، بالإضافة إلى توزيعها لاتحاد المراكز الثقافية الأبخازية في تركيا. وستقدم 100 نسخة إلى مكتبات ومتاحف أبخازيا وجميع الذين شاركوا في إنشاء ألبوم الكتاب.