في عشية الذكرى الثانية والثمانين لفلاديمير أفيدزبا، أجرت بوابة المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة مقابلة مع هذا الشخص السياسي اللامع.
أجرى الحوار سعيد بارغانجيا.
الناشط في الحزب الشيوعي السوفيتي و السياسي الأبخازي، الدبلوماسي، المرشح للدكتوراة في العلوم التاريخية، عضو نقابة الصحفيين لعموم الاتحاد السوفياتي، النائب في المجلس الأعلى لأبخازيا فلاديمير آفيدزبا، في عشية عيد ميلاده تتحدث بوابة المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة عن حياته المليئة بالأحداث المشرقة.
- من فضلك سيد فلاديمير، أخبرنا عن طفولتك.
- كانت طفولتي مثل أي شخص آخر: لعبت مع الأصدقاء، وبعضهم مازالوا أصدقائي حتى اليوم. على سبيل المثال، مع رؤوف أبوخبا، دامت صداقتنا مدى الحياة. وأكثر ما أتذكره من طفولتي هو فترة الدراسة، كان ذلك في عام 1945، حيث أنهيت الصف الأول بعلامات كاملة، وكنت أفضل طالب في الصف. درست في المدرسة العليا لثماني سنوات، والآن هي التعليم العام الثانوي. لذلك، أتذكر جيداً، كيف أُجبِرنا على التعلّم بشكل أعجوبي اللغة الجورجية، ومنعت من التحدث باللغة الأبخازية. كل هذا محفور في ذاكرتي طوال حياتي.
- مباشرة بعد المدرسة، بدأتَ العمل في مسرح الدراما الأبخازي. هل كنت تنوي مواصلة دراستك؟
بعد المدرسة حاولت دخول المعهد الزراعي الجورجي، وقد تم قبولي من خلال المِنحة (في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية كانت هناك بعض المِنح، حينها كانت الدولة تخصص أموالاً لتدريب بعض المتقدمين للتخصصات الشعبية –اضافة المحرر). ولكن لسبب ما نحن ذوي المِنح لم نقبل في المعهد. فعُدت للوطن، ووالدتي لم ترغب أن أبقى في مجال الزراعة، وخالي، عزيز آغربا، كان المدير العام لمسرح الدراما الأبخازي. فطلبت منه والدتي المساعدة في الحصول على عمل، فذهبت إليه من أجل المقابلة، وفي نفس اليوم قَبِلني للعمل كمُمَثل، كان ذلك في عام 1956. لقد أحببت هذا العمل حقاً، و وقعت في حب المسرح. الوضع العام كان جيداً، كنا محاطين من قبل ممثلين عظماء، مثل ليو كاسلاندزيا، شاراخ باتشاليا، مينادورا زوخبا، روزينبي آغربا. كان من دواعي سروري أن ألعب دور الكابتن ميليتسكوي في مسرحية "الضيف الأسود" لغيورغي غوليا. ولكن على الرغم من حقيقة أنني أحببت كل هذا، كنت أكثر انجذاباً نحو السياسة.
- كيف توجهتم نحو السياسة؟
- بنفس الوقت الذي عملت فيه بالمسرح، التحقت بمعهد سوخوم التربوي الحكومي في قسم الأدب. كنت ناشطا في العمل الشبيبي، دعيت إلى اجتماعات في اللجنة الإقليمية للشبيبة، في اللجنة المركزية للهيئة الطلابية الجورجية. عموماً، ركزت على العمل في الهيئة الطلابية أكثر من المسرح، وبعد التخرج، دُعيت إلى العمل في اللجنة المحلية للشبيبة، وانتخبت بعد أسبوعين أمينا ثانيا للجنة منظمات الشباب بمقاطعة سوخوم. وبعد حل لجنة مقاطعة سوخوم، انضممنا إلى مقاطعة أوتشامتشيرا، حيث كنت الأمين الثاني للجنة الصناعية في أوتشامتشيرا. لكن هذا العمل لم يحدث. عندها إقترح عليَّ غيورغي دزيدزاريا (شخصية أبخازية سياسية و عامة بارزة –اضافة المحرر) التخصص بالدراسات العليا. كان يعرفني، ودعاني للحضور إليه، وتكلمنا، وفي النتيجة، شاركت في المسابقة ونجحت. وبعد إتمام الدراسات العليا بحوالي ستة أشهر تم إرسالي الى مكتب تحرير صحيفة "أبسني-كابش" كرئيس لقسم الدعاية. عملت في مكتب التحرير لمدة 10 سنوات، منها سبع سنوات كرئيس الإدارة، وثلاث سنوات نائباً لرئيس التحرير، ومن بين كل مراكزي الوظيفية، أحببت عمل الصحافة بالأكثر.
- لقد كانت فترة صعبة من القمع الجورجي. هل كان من الصعب العمل في صحيفة أبخازية؟
- لم يكن الأمر سهلاً. لكن الصحيفة نشرت لألمع ممثلي المثقفين الأبخاز. وكانت الصحيفة مطلوبة بشدة، لذلك على الرغم من كل الصعوبات، فقد عملنا.
- أخبرنا عن عملك كأول سكرتير للجنة الحزب لمقاطعة تكوارتشال.
- عملت هناك لمدة خمس سنوات وشهر واحد. وكانوا يعملون في مجال الطاقة، واستخراج الفحم، وبناء المباني والمصانع. وواجبات السكرتير الأول تضمنت حرفيا كل شيء. وكنت مسؤولاً عن كل شيئ. خلال السنوات الخمس التي عملت فيها هناك بنينا مصنعين. كان العمل شاقاً، ولكن أثناء ذلك، بدأت مقاطعة تكوارتشال بالحياة، ووصل عدد سكانها لـ25 ألف نسمة، أما اليوم، لسوء الحظ، المدينة تموت، إذ لا يعيش فيها سوى خمسة آلاف نسمة فقط.
- لقد عمِلتَ كممثل مفوض لجمهورية أبخازيا في جمهورية تركيا لفترة زمنية طويلة من حياتك، من عام 1994 إلى عام 2014. كيف حدث هذا. وكيف غادرتم إلى تركيا؟
- لقد دعاني فلاديسلاف آردزينبا أول رئيس لأبخازيا إلى حضور اجتماعاته لعدة مرات. وكان ذلك بعد نهاية الحرب الوطنية لشعب أبخازيا. سألني أين أريد أن أعمل، وعاملني بشكل جيدٍ جداً. فقد كنا ننتمي لقرية واحدة. عندها قلت، إن أمكن، أود أن أمثل أبخازيا في تركيا.
- ما هو الدافع لرغبتكم؟
- عندما كنت لاأزال أقوم بالدراسات العليا، كنت أذهب إلى بيتي في قرية إيشرا في كل عطلة. قمت بمساعدة والدتي، لقد كنت متعلقا جدا بها. وكانت خالتي أيضاً تعيش مع والدتي. في إحدى زياراتي، أعطتني خالتي رسالة موجهة إلى والدي، وطلبت مني قراءتها. وقد كتبها تركي متزوج من امرأة أبخازية كانو قد عاشوا في إيشرا سابقاً، وفي عام 1936(خلال عمليات القمع التي قام بها ستالين –اضافة المحرر) أجبر على المغادرة إلى تركيا. وفي رسالة قد كُتب أنه في عام 1961، كان مهتماً بمصير أصدقائه. لقد قرأتُ هذه الرسالة، وأصابتني الحيرة، لقد إنبهرت بها كثيراً. وفي نفس اليوم كتبت له رداً، طلبت فيه المساعدة في العثور على أقاربي من نفس العائلة الذين يعيشون في تركيا. وهكذا بدأ إتصالي مع الجالية في تركيا. وبهذا الوقت تحديداً، تحدثت مع آردزينبا عن العمل في تركيا، كنت قد تواصلت مع ما يقرب من ثلاث مئة من مواطنينا من تركيا.
- هل تتحدثون اللغة التركية؟
- أطقنها منذ الطفولة. في القرية كان جيراني أتراك، وكانوا يتحدثون معنا باللغة التركية. و كان هناك بعض الأطفال، زملائي، الذين تحدثوا معي أيضا باللغة التركية، وبالإضافة الى العديد من الأشخاص في المدرسة. هكذا أتقنتها ببطء. لقد مُنعنا من التحدث إلى بعضنا البعض باللغة الأبخازية، وهكذا قمنا بمناقشة الأمور الهامة والأسرار باللغة التركية. وبقيت أتذكَرُها. وعندما بدأت بالدراسات العليا، معرفتي للغة التركية أصبحت ورقتي الرابحة.
- عندما غادرتم إلى تركيا هل كانت لديكم عائلة ؟
- نعم، كان لدي عائلة، طفلين. ولكن غادرت لوحدي. فمن ناحية، كان من دواعي سروري أن أتيحت لي الفرصة أن أصبح دبلوماسيا أبخازيا رائداً في تركيا، ولكن في نفس الوقت، تلك المسؤولية شكلت ضغطاً كبيراً علي.
- هل كنت تشعر بالإشتياق؟
- كانت زوجتي والأطفال يحضرون عندما تتاح لهم الفرصة. وهكذا مضت ال 20 عاماً. لكن في تركيا، لم أشعر ولو لثانية بأنني غريب لقد قبلوني واندمجتُ بين إخوتي. اشتقت لوجودي في تركيا، وبشكلٍ خاص للأشخاص العزيزين علي، ولمنازل المثقفين الأبخاز، وللمسرح، والكتب.
- أعلمُ، أنكم قد وصفتم كل سنوات إقامتكم في تركيا في دفتر مذكراتكم وتخططون لنشرها – متى سيحدث ذلك
- في نهاية العام أو في بداية العام القادم –فقد قمت بإعادة قراءته، وأجريت بعض التغييرات.
- عن ماذا يتحدث، بشكل عام؟
- عن كل ما كنت قلقا جدا بشانه، وعن ما شعرت به، وحول الأحداث التي شهدتها. و الى حدٍ كبير عن المشاكل التي تواجهها الجالية الأبخازية في تركيا.
- كيف تقيّم عملك في تركيا؟
- بطريقة ما،أثناء إقامتي هناك، كنت غالبا اراود المكتب، ولم أكن في المزاج المناسب وكنت أشعر بالإنزعاج. دخلت مرة إلي ناشطة أبخازية تركية. والتي لاحظت أنني كنت منزعج، فسألت هي عن الأمر. أخبرتها إنني لم أكن راضياً تماماً عن عملي، ولم يكن لدي الوقت لتنفيذ العديد من الأشياء. فأجابتني قائلة: " قارن ما كان لدينا هنا عن أبخازيا قبل وصولك – و شعورنا الصحيح اليوم اتجاه أبخازيا". أعتقد أن هذا هو مساهمتي الرئيسية.
- فلاديمير دجمالوفيتش، ماذا تعمل الآن؟
- أنا كبير علماء إدارة دراسات المصادر في المعهد الأبخازي للدراسات الإنسانية. أنا أتقدم في السن و أحتاج إلى مزيد من الراحة. أنا في الغالب أعمل على دفتر مذكراتي الآن. كل ما أكتبه اليوم هوعن عملي في تركيا. أكتب، وأنا أعلم أن كل ما تعلمته وما شاهدته، لا يمكن لغيري وصفه.
- أرجو أن تتحدث عن عائلتك.
- زوجتي هي الصحفية يلينا ياكوفليفا. وتعمل إبنتي في سفارة أبخازيا في روسيا، وابني- يعمل في ادارة الجمارك في أبخازيا. الابن متزوج. ونعيش بسلام. أنا قلق من أنه ليس لدي أحفاد بعد، ولكن آمل أن يكون قريبا.
- عيد الميلاد لاي شخص، هو دائما مناسبة لتلخيص بعض النتائج خلال هذه الفترة من العمر. كيف تقيّم مسار حياتك؟
- لو كان علي أن أعيد الكرة مرةً أخرى، فأنا لا أود تغيير أي شيء. أنا بعمر 82 سنة وأنا سعيد بالحياة.
- ماذا تريد أن تتمنى لنفسك في عيد ميلادك؟
- الحفيد – ولاشيئ غير ذلك. فكل ماهو ضروري، هو موجود لدي.
Duygulandım ve gözlerim yaşardı, değerli büyüğümüze, sevenleri ve sevdikleriyle birlikte sağlık ve mutluluklar diliyorum.
Duygulandım ve gözlerim yaşardı, değerli büyüğümüze, sevenleri ve sevdikleriyle birlikte sağlık ve mutluluklar diliyorum.