قدم اتحاد مسرح جمهورية أديغيا عرضًا استثنائيًا في المسرح الوطني باسم إ.س. تسي، وصفه النقاد بـ«الظاهرة الثقافية للعام»

مسرحية «حفنة من التراب» المُقتبسة من رواية «آخر الراحلين» لكاتب أبخازيا بغرات شينكوبا، لم تنقل العمل الأدبي إلى خشبة المسرح فحسب، بل أحيَت ذكرى شعبٍ اختفى من خريطة العالم. 

عُرضت المسرحية  لأول مرة في 23 أبريل/ نيسان 2025 (باللغة الأديغية) وفي 24 نيسان (بالروسية)، وهي أول اقتباس مسرحي للرواية الأسطورية في أديغيا، تميزت بعمقٍ فني واحترامٍ استثنائي للنص الأصلي.

يشرح مخرج المسرحية، كونستانتين ميشين، مفهوم المسرحية على النحو التالي: "لم نُكلف أنفسنا بمهمة تقديم تقييمات تاريخية أو البحث عن المحق والمذنب. كان هدفنا مختلفًا - خلق مساحة للذاكرة، حيث يشعر كل مشاهد بصلة بمن رحلوا. هذا العرض أشبه بتلك الحفنة الصغيرة من تراب الوطن الأم التي أخذها المنفيون معهم. كل من يحضر عرضنا سيأخذ معه "حفنته" الخاصة - قطعة من هذا التاريخ"

تدور قصة المسرحية حول العجوز زاوركان زولاك (100 عام)، آخر ناجٍ من شعب الأوبيخ، والذي حافظ على ذاكرة حية عن شعبه، يزوره الباحث اللغوي شاراخ كفادزبا في منزله لتوثيق مذكرات هذا الرجل العجوز، فيصبح حوارهما جسرًا بين الماضي والحاضر.

يؤدي دورَ زوركان المعمر: الفنانُ الشعبي لجمهورية أديغيا، تيوتشيج تاكاخو، بينما يؤدي الفنانُ المُكرّم لجمهورية أديغيا، روستام أتشمز، دورَ شاراخ كفادزبا والشاب زوركان.

يشاركنا روستام أتشمزانطباعاته:

«انغمست في الدور كما انغمس بطل القصة في الماضي. نقدم صوتَ آخر شاهد على عصرٍ بكامله، إن صمت هذا الصوت، سيختفي عالمٌ بأكمله. هذه مسؤولية عظيمة على أي ممثل»

آراء النقاد حول العرض مذهلة بصدقها وعمقها.

قال أميربي كولوف، العامل المُكرّم في المجال الثقافي لجمهورية روسيا السوفيتية الاتحاديه الاشتراكية، والفنان المُكرّم في جمهورية أديغيا وإقليم كراسنودار: "لقد أُنجز العمل باحترافية عالية، مما أغنى المسرح بعمل جديد ومتميز. لأول مرة منذ سنوات أرى عملاً عميقاً ومؤثراً كهذا على خشبة المسرح. عمل المخرج لا يُنير المشاهد فحسب، بل يرتقي به إلى مستوى جديد من الإدراك"

قالت سانيات أغيرزانوكوفا، وهي فنانة شعبية في جمهورية أديغيا، وفنانة مُكرّمة في جمهورية الشيشان: "سيُذكّرنا هذا العرض بأنه يجب ألا ننسى لغتنا وثقافتنا. عندما تشاهد هذا العمل، ستدرك أن فقدان اللغة هو فقدان للهوية، فقدان للذات"

الفنان المُكرّم من جمهورية أديغيا،  والمُكرّم من جمهورية كاباردينو-بلقاريا وأيضاً من جمهورية قراتشاي-شركيسا، أستيمير أباناسوف تحدث  قائلا": "هذا العرض لا يُناسب التحليل الفني المُعتاد، إنه مُقدّم بحيوية وصدقٍ شديدين، لدرجة أنه يلامس أرقّ أوتار الروح. بعد مشاهدته، ستشعر وكأنك لمست شيئًا أبديًا."

مسرحية "حفنة التراب" ستعرض في مهرجان "الفيدرالية".

في أيلول/ سبتمبر 2025، ستعرض المسرحية التي ستمثل جمهورية أديغيا في المهرجان الوطني السادس لمسارح الشعوب "الفيديرالية" في غروزني. وضمنت في برنامج المهرجان  ١٢ مسرحية من أفضل العروض المسرحية من جميع أنحاء روسية والتي تم اختيارها من قبل لجنة من الخبراء

وكما قال المخرج كونستانتين ميشين: "ما دمنا نتذكرهم – فهم بيننا الى الأبد"

وربما تكون هذه هي المهمة الجوهرية لهذه المسرحية