في يوم الذكرى السنوية 155 للتهجير القسري لسكان جبال القوقاز، قام ممثلو المؤتمر العالمي للشعب الابخازي - الاباظة بوضع اكاليل الزهور على النصب التذكاري لضحايا الحرب القوقازية في سوخوم وقاموا بتوزيع أشرطة تذكارية "أشاماكا" في أبخازيا وتركيا.
سعيد برغانجيا
أحيا وفد من المؤتمر العالمي لشعب الأباظة ذكرى ضحايا الحرب القوقازية والتهجير القسري لشعوب القوقاز الجبلية، حيث قام الوفد بوضع الأكاليل وباقات الزهور على تمثال المهاجرين في المنطقة المعروفة باسم رصيف المهاجرين في سوخوم يوم الثلاثاء 21 مايو.
وأشار الأمين التنفيذي لـلمؤتمر العالمي لشعب الأباظة اينارغيتسبا، إلى أن "المشاركة في احياء الذكرى السنوية لنهاية الحرب القوقازية، تشهد مرة أخرى على الرغبة في الحفاظ على اهمية ذكرى الاحداث التاريخية هذه، واهمية نقلها للأجيال القادمة، وكذلك خلق ظروف اضافية مسبقة لتعزيز الروابط في المجتمع وبالتالي منع تكرارأخطاء الماضي في المستقبل".
ووجه موسى إكزيكوف، رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة، كلمة إلى ممثلي الاثنية الأبخازية - الأبازينية في هذا اليوم.
وجاء في كلمته "أناشدكم بمناسبة الذكرى المأساوية السنوية الخامسة والخمسين بعد المائة لشعوب الأبخاز- الاباظة والأوبيخ والأديغة والاشقاء من شعوب أخرى من القوقاز، الذين أجبروا على التهجير إلى أراضٍ أجنبية، مما أدى إلى تناثر أحفاد أجدادنا في أكثر من خمسين دولة حول العالم. نحن نعتز بذكرى تلك الأحداث المأساوية، وهذه الذاكرة يجب أن تساعدنا في بناء مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال الجديدة".
وأشار إكزيكوف إلى أن جميع أعضاء المنظمة "يوحدهم الاهتمام بشأن مصير شعبنا والرغبة في أن تكون اهتماماتهم مفيدة لوطنهم التاريخي".
"تهدف أنشطة المؤتمر العالمي لشعب الأباظة، أولاً وقبل كل شيء، إلى تعزيز الوحدة الإثنية الثقافية لشعب الابخاز - الاباظة، وتعزيز تنميتهم الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، واستعادة وتنمية القرابة، وتوسيع وتعزيز روابط الأبخاز- الأباظة في الشتات مع وطنهم التاريخي".
تكريما لاحياء الذكرى السنوية 155 لحرب القوقاز، أطلق الكونغرس في هذا اليوم نشاطه بمشروع "اشاماكا" (اسم طقوس الاحتفال بالشموع - المحرر)، في العديد من مدن أبخازيا ولدى ممثلي أباظة الشتات في تركيا. تم توزيع أكثر من ألف شريطة تذكارية، التي ترمز الى شمعة الاتراح في العادات الأبخازية "اشاماكا" ووزعت على جميع الذين شاركوا شعور الحزن على ضحايا حرب القوقاز.
في أبخازيا، قام أعضاء المنظمة بتوزيع الشرائط عند "شعلة الذاكرة" التقليدية أو "شعلة النارتيين" - وهو حدث تذكاري على شاطئ المهاجرين في نفس المكان، عند النصب التذكاري لضحايا حرب القوقاز.
وفقًا لما قاله إينار غيتسبا، فان الحدث هذا سيصبح تقليدا سنويًا، وأعرب الأمين التنفيذي للمنظمة عن أمله في أن يصبح الشريط التذكاري "اشاماكا" "رمزًا لذكرى أولئك الذين سقطوا في أوقات عصيبة مرت بها شعوب القوقاز.
هذا وشارك العائدون من تركيا ومن سوريا في احياء هذه الذكرى، العائدة من اصل أوبيخ من تركيا، حضرت لإحياء ذكرى أسلافها الذين كانوا ضحايا لهذه الأحداث المأساوية في القرن التاسع عشر، و تعتقد أن "المشاركة في مثل هذه الأحداث لها أهمية كبيرة لجميع ممثلي المجموعة الاثنية العرقية الأبخازية (الأباظة)".
واشارت انه "من المهم أن نتذكر تلك السنوات القاسية عندما طُرد الأبخاز قسراً من أرضهم الأم. وأشارت إلى أنه يجب ألا نسمح لأنفسنا أو للأجيال القادمة بنسيان هذه التواريخ".
في تركيا، احيا ممثلو الشتات الأبخازي (الأباظة)، الذي يرأسه المندوب المفوض لأبخازيا في تركيا، فاديم خارازيا، ذكرى ضحايا حرب القوقاز في القرية الأبخازية بالبالي بتركيا، والتي تُعد أول ملجأ للنازحين القادمين من أبخازيا.
أيد ممثلو الشتات بحماس عمل "اشاماكا" وثبّتوا الشريطة التذكارية على صدورهم تضامناً مع المواطنين في أبخازيا وفي العالم.
احياء ذكرى ضحايا حرب القوقاز في جمهورية قبردينو بلقاريا حيث خرج مئات من ممثلي منظمتي "اباظة" و"الاشارا " واعضاء المؤتمر العالمي لشعب الاباظة في مسيرة رافعين الاعلام.
كما احيا سكان جمهورية قرشاي شركيسيا ذكرى ضحايا حرب القوقاز بتجمع امام نصب تذكاري لضحايا الحرب.
هذا ويتم إحياء ذكرى ضحايا حرب القوقاز سنويًا في 21 مايو. في هذا اليوم، من عام 1864، أقيم عرض عسكري في منطقة كبآدا ( كراسنايا بوليانا حاليا - المحرر ) على شرف نهاية الحرب القوقازية التي استمرت لقرن، والتي حرمت مئات الآلاف من الناس من وطنهم التاريخي إلى الأبد، إذ انتقلت عائلات بأكملها إلى الإمبراطورية العثمانية، ومن هناك انتشرت الحياة في جميع أنحاء العالم.