المغارة الأبخازية: تاريخ مغارة نوفي أفون المشهورة عالمياً

كانت مغارة نوفي أفون قبل عام 1961 "حفرة بلا قاع" كما كانت تسمى من قبل السكان المحليين، وكان دوما تثير "الخوف والفضول" بسبب الغازها الغامضة، التي بقيت بدون حل، لحين ظهور أحد مغامر شاب دفعه فضوله الكبير لاستكشاف هذه المغارة اللغز. كان اسمه غيفي سمير، وكان عمره 16 عامًا فقط، واتسم بالتنوع والحماس، وقد أصبح فيما بعد رساما ونحاتًا، وكما قال في إحدى المقابلات التي أجريت معه، انه منذ الطفولة "كان مولعا بالطبيعة". في تلك الحقبة، كان غيفي سمير أول من نزل إلى هذه الحفرة المجهولة بواسطة حبل عادي على عمق 40 متر.

في أول رحلة استكشافية رسمية، شاركت ثماني فرق مختصة لاستكشاف مغارة نوفي أفون، وذلك في نفس العام 1961، وعملت بشكل متواصل لمدة 18 ساعة. بعد النزول الاول إلى المغارة من قبل غيفي، تبعه باحثون آخرو، وقد تم نصب معسكرات خاصة في عمق المغارة من أجل دراسة هذا العالم الباطني الغني والمتنوع الذي افتتح أمام العلماء.

وبعد مرور خمسة عشر عامًا، وفي عام 1974 تم افتتاح هذا النصب الطبيعي الفريد تحت سفح جبل إيفرسكايا للزوار في نوفي أفون. ومنذ ذلك الحين، زار المغارة مئات الآلاف من الناس.

يتم ايصال الزوار الى عمق المغارة بواسطة قطار "سياحي" خاص. لأول مرة، تم نقل السياح عبر نفق اصطناعي إلى عمق المغارة نفسها في العام 1975. القطار الكهربائي الفريد من نوعه " توريست" لا يوجد له مثيل، وقد تم تصميمه في معهد "غيبرواوغليماش" التابع لمؤسسات صناعة الفحم في اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وتم تصنيعه في مصنع ريغا لعربات السكك الحديدية. أصبح الخط الجديد للمترو كأول خط مترو مبسط في الاتحاد السوفياتي وأبخازيا. يمتلك الخط ثلاث محطات، ويبلغ طوله 1.3 كم.

تم إنتاج قطار جديد خاص لمغارة نوفي افو في مصنع ريغا لصناعة عربات القطارات في العام 2014، وهو يتوافق تماما مع معايير السلامة الحديثة وبيئة العمل. القطار مصمم خصيصًا للسفرعلى طول مسار ضيق للغاية تحت الأقواس المنخفضة لنفق المغارة، وله أحجام غير الاحجام القياسية المعروفة. تم صنعه في نسخة واحدة فقط وبالتالي فهو يعد فريدا من نوعه.

يزور مغارة نوفي أفون أكثر من 300 ألف سائح في العام. في الصورة: قاعة أبسني، والتي تعتبر احدى أجمل القاعات داخل مغارة نوفي أفون.

مغارة نوفي أفون - مؤلفة من تسع ساحات فريدة وواسعة، والمعروفة باسم القاعات. ستة منهم مفتوحات للسياح: وهي قاعة "المهاجرين"، وقاعة "أناكوبيا"، و"نارتا"، "أبخارتسا"، و"أبسني" و"أيوخا". في الصورة: قاعة أيوخا.

أكبر قاعة في المغارة هي قاعة المهاجرين. يبلغ طول القاعة 260 متر، وارتفاعها يصل إلى 50 متر، وعرضها - يصل إلى 75 متر.

في الصورة: قاعة "أبخارتسا". يُطلق عليها أيضًا قاعة الحفلات الموسيقية، لأنه يستضيف أحيانًا عروض موسيقية كلاسيكية بمشاركة فرقة الدولة الأبخازية كابيلا.

ثلاث قاعات في المغارة مخصصة فقط للبحوث العلمية. وهي قاعة باسم "مستكشفو الكهوف"، وقاعة اخرى تحمل اسم مكتشف المغارة غيفي سمير والثالثة قاعة "الغيليكتيت". في الصورة: قاعة "المهاجرين"

أدنى نقطة في المغارة تسمى - "مرآة البحيرات" - وتقع على ارتفاع 36 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وتبلغ سماكة الاقبية فيها 200 متر. في الصورة: قاعة "أناكوبيا".