سيقوم كلا من المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة ومجموعة من المتبرعين من اهل الخيرعلى مساعدة عائلة فقيرة من قرية باسلاو في بناء منزل جديد لهم.
سعيد بارغاندجيا
سيقوم فريق من منظمة المؤتمر العالمي لشعب الأباظة ومجموعة من المتبرعين بمساعدة عائلة باتال تشيريكبا من قرية باسلاخو التابعة لمنطقة أوتشامتشيرا في بناء منزل لهم. وسيقوم القرويون فيها بمساعدة عائلة باتال تشيريكبا بدور نشط في عملية البناء.
عاد باتال تشيريكبا ، وهو مدرس شاب بمادة الفنون والرسم، ذلك بعد تخرجه من مدرسة الفنون في سوخومي إلى قريته الأصلية في باسلاخو وحصل على وظيفة في مدرسة محلية لتعليم الأطفال مادة الرسم. لديه طفلان ، وأصغرهم مازال رضيعا. العائلة لديها مزرعة صغيرة وبعض الماشية. أول ما يجذب انتباه كل من يأتي إلى منزله الحالي هو ساحة كبيرة وجميلة ومجهزة جيدًا. لكن المنزل نفسه عبارة عن "كوخ" صغير من غرفتين ، حيث تعيش العائلة الآن فيه. كان لديهم الفرصة للانتقال إلى اوتشامتشيرا ، لكن رب الأسرة ، قرر البقاء في قريته باسلاخو ، ومواصلة العمل في المدرسة ومساعدة القرية على التطور.
قالت رئيسة المجالس النسائية التابعة لـلمؤتمر، غيتا أردزينبا ، إن أهالي باسلاخو طلبوا من فريق المؤتمر مد يد المساعدة من اجل بناء منزل لعائلة تشيريكبا ، وجاء ذلك اثناء الاجتماع الذي عقدته منظمة المؤتمر في القرية في 15 فبراير (يعقد المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة اجتماعات في المناطق الأبخازية المأهولة وإنشاء فروع محلية فيها. تم حتى اليوم افتتاح أكثر من 30 فرعًا محليًا ، بما في ذلك في قرية باسلاخو - ملاحظة المحرر.).
وتابعت غيتا قائلة :"عبر الحاضرين في هذا الاجتماع ، أن هناك عائلة فتية في القرية ولديهم طفلان ، وأصغرهم له أسابيع قليلة ، وهم بحاجة إلى المساعدة. تخرج رب الأسرة من مدرسة للفنون في سوخوم ، وهو موهوب للغاية ، لكنه لم يبق في المدينة ، لكنه عاد إلى قريته الأصلية للعمل في المدرسة كمعلم للرسم. وإضافة إلى ذلك ، فهو يساعد كل قروي هناك. وحسب ما جاء في
اعترافاتهم ، انك لن تجد منزلا في القرية الا و"بصمة" المساعدة من قبل باتال موجودة فيها ، لأنه يعرف كيفية التعامل مع الادوات والمعدات. وبحسب تعبيرهم ، فان "يداه ملطختين بالشحم و المازوت دائما "، ويساعد الجميع مجانًا".
وأوضحت ، أنه و كقاعدة عامة ، لا تقدم المنظمة مساعدة مستهدفة من هذا النوع ، الا انه ، وفي هذه الحالة بالذات ، فقد توصل فريق المؤتمر إلى استنتاج مفاده ، أنه من خلال مساعدة هذه الأسرة الواحدة ، سنتمكن من مساعدة القرية بأكملها.
واضافت - "لقد فكرنا وقررنا أن مساعدة هذا الشخص بالذات ستكون ايجابية بالنسبة للقرية بأكملها ، لأن المدرسة سيكون لها معلم ، وفي القرية سيكون هناك "معلم بجميع المهن ". هذا هو بالضبط ما ندعو إليه في كل قرية : المساعدة المتبادلة و التعاون المشترك و التجمع في الاعمال الجماعية لصالح القرية".
وتعليقًا على هذا المشروع ، قال ليفان تورتشوا ، رئيس مجالس الشباب في المؤتمر، إن العمل على صب الأساس سيبدأ في الأيام المقبلة ، ثم يليه وضع الطوب و البلوكات وغيره.
وقال تورتشوا:"سيتم الانتهاء من الأعمال الاساسية خلال ثلاثة أشهر. السكان المحليين أيضا سيشاركون في عملية البناء. ونحن (اي فريق المؤتمر- من المحرر ) سنقف أيضًا الى جانبهم".
وساعد الأسرة في هذا المشروع أيضًا ، مجموعة من اهل الخير - من بينهم شركة "كاسكاد" باسم مديرها أصلان أدزينبا ، والشركة الأبخازية للملاحة ومديرها داوور أردزينبا ، فضلاً عن رجل الأعمال آرتور أشوبا. وقد أعرب المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة عن امتنانه لهم وكذلك للجهات المتبرعة الأخرى : مثل أسما أوسيا ، وإيرينا أوزوفا ، اللتين قدمتا للأسرة تخوت وعربات للأطفال.
وصرح الأمين التنفيذي للمؤتمر العالمي إينار غيتسبا ، إنه في الآونة الأخيرة ، بدأ المواطنون الذين عادوا للعيش الى وطنهم التاريخي في الانضمام والمشاركة بنشاطات المؤتمر ومشاريعه.
واضاف غيتسبا : "تبرع احدهم بفوط الاطفال وبعض الأشياء الضرورية اللازمة لرعاية الطفل ، ووعد بتزويدهم بهذه الفوط طالما كان الامر لازما . و آخر، بادر بدعمهم بالمواد الغذائية الضرورية. الا انهم طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم.
شكر باتال تشيريكبا شخصيا كل من قدم المساعدة لعائلته. وعندما سالوه لماذا قرر البقاء في القرية ولماذا يساعد ابناء قريته بلا مقابل ، أجاب المعلم ببساطة : "انا تربيت هنا !"
كما أعربت زوجته ، إيلينا تانيا ، عن امتنانها لكل من استجاب ، وكذلك لكل من سيساعدهم بعد ذلك في عملية البناء.
واضافت : "شكرا لوقوفكم معنا. هذا هو وطننا ، ونريد أن نعيش هنا. إن زوجي يريد مواصلة العمل في المدرسة ، وهو لا يريد ان يترك أطفال قريتنا".
احد سكان قرية باسلاخو وهو كوبا تشيتانافا، اكد للمرة الثانية أن باتال لم يرفض في يوم ما تقديم المساعدته لابناء قريته ، وهو متجاوب دائما مع طلبات كل المحتاجين ، ولا يخشى أي عمل. وتابع قائلا : توفي أخي مؤخراً. لقد بنيت له قبرا. و ساعدني بذلك باتال كثيراً."إنه يساعد كل الناس ارضاء لوجه الله".
رئيس الفرع المحلي التابع لمنظمة المؤتمر - روبرت أدليباعلى قناعة تامة ، انه لابد للقرية من أن تساعد باتال ، مما يسمح للعائلة البقاء في القرية وعدم المغادرة.
واضاف - "ان المعلم باتال يدرس الأطفال مادة الرسم ، إنه رجل محترم للغاية ، ولا يخشى أي عمل. انه يساعدنا على الدوام. من المهم جدًا أن يبقى امثال هؤلاء الأشخاص في القرية. بصراحة ، عندما طلبنا ذلك من قيادة المؤتمر ، لم نعرف أنهم سيردون على طلبنا بهذه السرعة . نحن نقدر حقًا دعمكم ، وبالتالي ، فاننا سنساعده بسواعدنا لبناء منزله ".
تتمثل مجالات العمل ذات الأولوية لدى المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة في دعم سكان المناطق الماهولة في أبخازيا وأماكن إقامة الاباظة في الشتات خارج الجمهورية ، هدفا منه لتحسين اوضاع هذه المناطق. المؤتمر العالمي يسعى جاهدا لتهيئة الظروف ، التي بموجبها سيأخذ السكان باب المبادرة ،و يعملوا معًا وبالتدريج على تحسين نوعية الحياة في وطنهم. تحقيقًا لهذه الغاية ، تنشئ منظمة المؤتمرالمجالس المحلية ، والتي بدورها ستقوم بتنفيذ هذه التوصيات على أرض الواقع. بحلول فبراير 2020 ، بلغ عدد المجالس المحلية في أبخازيا وتركيا 30 مجلسا.