اختتام مهرجان "أباظة" الثقافي والرياضي الذي أقيم في أبخازيا لأول مرة خلال فترة 16 - 18 أكتوبر تشرين الأول باحتفالات ضخمة في سوخوم.
سعيد بارغانجيا
انتهت فعاليات مهرجان "أباظة" الثقافي والرياضي، الذي أقيم للمرة الأولى في أبخازيا برعاية المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الاباظة، وذلك وسط احتفالات كبيرة على كورنيش المهاجرين في سوخوم مساء الجمعة 18 أكتوبر/تشرين الأول.
تم صباح اليوم وضع منصة في ساحة مسرح الدراما الأبخازي الحكومي، وبحلول الظهيرة، بدأ سكان المنطقة وضيوف المهرجان بالتوافد. وبدأت تُعزف الموسيقى الوطنية من أجل خلق جو احتفالي للجميع. وبعد فترة قصيرة من الوقت بدأ المشاركون في البرنامج بالظهور على المنصة –وكانوا من الفنانين المشاهير في أبخازيا، وفي قراتشاي-تشيركسيا مثل كياسو خاغبا وأمينة نابشيفا. وبعد الكلمة الترحيبية، ظهر رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة موسى إيكزيكوف. وألقى كلمة أمام ضيوف المهرجان، تحدث فيها عن تاريخ الشعب الأبخازي (الأباظة) وعن ضرورة تعزيز تقاليد المهرجان.
وتحدث رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة في كلمته: "يجب أن ندعم ثقافة أبخازيا وصورتها. ويجب أن نفهم أن المسافات لا يمكن أن تُعيق تواصلنا. مشكلتنا أننا نادراً ما نفعل ذلك. ومن الآن فصاعداً سنتواصل عن كثب. ولا يوجد شيء يمكن أن يمنعنا. كما أن تاريخنا يشهد على ذلك. بالإضافة الى أن تاريخنا في المستقبل يعتمد علينا، على الطريقة التي نعامل بها بعضنا البعض، وندعم بها بعضنا البعض. اليوم نحن معاً، وتمكنا من إظهار أننا نستطيع المضي قدما بثقة".
كما ظهرت على المسرح مجموعات رقص أبخازية وأبازينية ومغنون وموسيقيون على التوالي. وخلال الحفل، مُنحت الجائزة الرئيسية التي طال انتظارها للفائز ببطولة المصارعة الحرة الدولية الثامنة التي اختتمت مسبقاً –كأس موسى إيكزيكوف. وكان الفائز بها الرياضي آلان تابولوف من جمهورية قراتشاي-تشيركسيا.
وفي الختام، أعد المهرجان لضيوفه، بالإضافة إلى الحفل، الكثير من المفاجآت. لتتوسع منطقة الإحتفال وتتوزع إلى عدة مواقع: هنا كان "معرض" صور الأبازين القديمة، مطبوعة على شكل ملصقات، وفي منطقة أخرى – ساحة للبطاقات اللغوية، وفي منطقة أخرى قريبة تم عرض مكونات مسرح الدراما الأبخازي الحكومي و صور لمعروضات المتحف الإثنوغرافي من قرية إلبورغان.
وتمكن الجميع خلال الإحتفال أن يجتازوا صفوف الحرف مثل أساسيات الحياكة الدائمة (نسج ضفيرة على الأصابع –اضافة المحرر) والتطريز الذهبي. ثم قام ممثلون من المسرح الشعبي "إينجيتش" ومسرح الرقص الحكومي في قرتشاي-تشركيسيا بإعادة تمثيل العادات الأبازينية القديمة المتعلقة بإحضار العروس.
وأعربت عن امتنانها مواطنة سوخوم مدينة أفيدزبا: "كان مشهداً رائعاً. أنا سعيدة لأني أحضرت الأطفال. فاليوم سوخوم تغرق حقاً في الأجواء الإحتفالية. وأشكر جميع المنظمين".
وبكل تأكيد، اجتذبت المائدة الغذائية التي تنوعت بالأطعمة الأبازينية الوطنية جميع الضيوف، والتي أعدها خصيصاً مجلس المرأة التابع لمنظمة "ألاشارا" من قراتشاي-تشيركسيا.
وشاركت الصحفية نالا كوفي إنطباعاتها "أنا لم أتذوق أبدا المطبخ الوطني الأبازيني من قبل. الماماليغا موجودة هنا، ولكن من المعتاد أن تقطع إلى قطع وتقدم باردة. المطبخ نفسه يبدو متشابهاً، لكن في نفس الوقت مختلف جدا. لقد أحببت الحلوى الأبازينية بشكل خاص. المهرجان رائع. من المدهش أننا نجرب الأطباق الأبازينية في وسط سوخوم !".
وزارت أيضاً المهرجان الثقافي والرياضي "أباظة" قيادة الدولة برئاسة رئيس أبخازيا راؤول خادجيمبا . وزار الرئيس جميع مواقع المهرجان كما تذوق أطباق المطبخ الأبازيني الوطني.
وأشار نائب رئيس جمهورية أبخازيا أصلان بارتسيس إلى أن المهرجان خلال مدة يومين أصبح مركز جذب لمئات من الأبخاز و الأبازين، الذين قُدمت لهم إحتفالية حقيقية ثقافية ورياضية.
وقال نائب الرئيس: "هذا حدث هام في تاريخ العلاقات بين مجموعتنا العرقية. ويسرنا أن نرى العديد من إخواننا وأخواتنا هنا في أبخازيا. وأنا واثق من أن مهرجان "أباظة" سيصبح تقليدياً وسيسعدنا جميعاً لسنوات عديدة قادمة".
تم تنظيم المهرجان بطريقة تمكن الجميع من العثور على شيء ليفعله، وتتوفر لهم فرصة الاستجمام، كما تم كذلك تخصيص منطقة خاصة للأطفال، حيث كانوا يستمتعون بمشاهدة أبطال الرسوم المتحركة المفضلة لديهم.
شاركنا مارات بارتسيس البالغ من العمر سبع سنوات فرحته: "أتذكر الإحتفالية بيوم حماية الطفل (التي نظمها أيضاً المؤتمر العالمي في حزيران –اضافة المحرر). وعندما انتهت، كنا نأمل أن يكون هناك حدثٌ آخر في القريب العاجل. لقد أحببت المكان هنا".
الإحتفال، الذي ينظمه المؤتمر العالمي، هو مناسبة عظيمة لضيوفه ليرتدوا الأزياء الوطنية. ولم يكن مهرجان "أباظة" الثقافي والرياضي استثناء. فقد تمكنا من مشاهدة البالغين والأطفال يرتدون الملابس الأبخازية الوطنية في كل مكان. هذه الملابس شرفت بشكل خاص المهرجان.
وقال أرسو غونبا، وهو صبي جاء إلى المهرجان مرتدياً الملابس الوطنية: "جئت هنا مع أمي وأصدقائي. أنا حقا أحب المكان هنا. أحب أن أرتدي الزي الوطني لأنني أبخازي".
وأكدت رئيسة المجالس النسائية التابع للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الاباظة غيتا آردزينبا، تعليقاً على الحال و أجواء الحدث، أن توقعات منظمي مهرجان تحققت.
فتحدثت قائلة: "لقد تحققت توقعاتنا الرئيسية: فقد إستطعنا أن نهيئ ظروف التعارف لعددٍ كبير بين الشباب الأبخاز والأبازين. وبالأمس عمل المتطوعون الأبخاز والأبازين معاً في الموقع. وتعرفنا على فريق مبدع. طبعاً، كانت هناك دائماً روابط، ولكن المهرجان أصبح منطقة كبيرة للإتحاد. وقد نجح كل شيء، ويسرنا أننا استضفنا المهرجان الثقافي والرياضي الأول "أباظة" في أبخازيا".
وأكدت أن المهرجان يسبقه عملية طويلة من التحضير.
وتابعت متحدثة: "لقد انتظرنا هذا اليوم لفترة طويلة، وقد أعددنا له بعناية، وفهمنا المسؤولية. وهذه هي المرة الأولى في التاريخ الحديث لأبخازيا التي يزور فيها أشقاؤنا الأبازين وطنهم التاريخي بهذه الكمية الكبيرة: حيث يتألف الوفد من حوالي 100 شخص. وإنه من المهم لنا أن نظهر مجتمعنا التاريخي والعرقي واللغوي".
وقد استمر المهرجان مع الاحتفالات حتى وقت متأخر من المساء.
تجدر الإشارة إلى أن المهرجان الثقافي والرياضي "أباظة" يقام في أبخازيا لأول مرة، وقد افتتح في الـ 16 من أكتوبر/تشرين الأول ببطولة المصارعة الحرة الدولية لكأس رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة واستمر لمدة ثلاثة أيام.