في عام 1988 انتخب فلاديسلاف أردزينبا نائبا في المجلس الاعلى لجمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفيتية ذات الحكم الذاتي. وهنا كانت انطلاقته الاولى في الحياة السياسية، والذي اصبح فيما بعد مؤسس الدولة الابخازية الحديثة. وفي عام 1989 دخلت المواجهة الاثنية و السياسية بين الأبخاز و الجورجيين في الجمهورية واتخذت طابعا حادا. كان الشعب الأبخازي بحاجة اكثر من اي وقت مضى الى الدعم السياسي و الاعلامي، لان القيادة الجورجية فعلت كل ما بوسعها لخنق الحقيقة وطمس الاسباب الجذرية في هذه المواجهة التاريخية بين الجورجيين و الأبخاز. |
في العام 1990، انتخب أردزينبا رئيسا للمجلس الاعلى لجمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفيتية. انصبت اهتمامات الزعيم الجديد، في الاعلان عن حق الشعب الأبخازي في تقرير مصيره على أرض وطنه غير القابل للجدل. في 25 اب/أغسطس العام 1990، اثناء الدورة المنعقدة في المجلس الاعلى، صدرت وثيقة، اعلنت بموجبها أبخازيا عن انفصالها و انها دولة ذات سيادة، في المقابل، أعلنت تبليسي آنذاك ان الإعلان باطل ولا يحمل في طياته اي قوة قانونية. |
بسبب عدم الالتزام الجورجي بالاتفاقية المعلنة بين الطرفين المتحاربين، و الذي يقضي بانسحاب القوات ( الجورجية الى قرية باكماران، والابخازية الى حدود نهر غوميستا )، قامت القوات الجورجية في 18 أغسطس بخرق الاتفاق ودخلت مدينة سوخوم واحتلتها. وبدأت عمليات النهب والتطهير العرقي، ولا سيما ضد الأبخاز في العاصمة. انتقلت قيادة البلاد من الأيام الأولى للحرب من سوخوم إلى مدينة غوداوتا، حيث عملت هناك خلال فترة الأعمال القتالية بأكملها. وخضع المقاتلون الأبخاز لحصار امتد من غوميستا إلى بزيب. ووقعت ايضا تحت الحصار منطقة تكوارتشال وبعض القرى الأبخازية في منطقة أوشامشيرا، فيما احتلت القوات الجورجية بقية البلد. |
بدأت التشكيلات الأبخازية في إنشاء خط دفاعي عند محور غوميستا، عند الجبهة الغربية، وبدأت تشكيلات المقاومة الشعبية المسلحة والمنتثرة في الجزء الشرقي من أبخازيا في التوحد، وبذلك تم تشكيل الجبهة الشرقية تدريجيا. على خلفية هذه الأحداث، في 3 سبتمبر 1992، عقد اجتماع لرؤساء الجمهوريات القوقازية في موسكو في "فندق الرئيس"، واطلق على هذه اللقاءات يومها تسمية غير رسمية سميت بحلبة المتصارعين. وعلى جدول أعمال اجتماع رؤساء روسيا وجورجيا وأبخازيا، الذي شارك فيه أيضا، قادة شمال القوقاز ومناطق جنوب روسيا الجنوبية، جرى بحث وقف الأعمال القتالية في أبخازيا. بيد أن الوفد الأبخازي تعرض لضغوط شديدة من قبل المشاركين الآخرين في الاجتماع، الذين حاولوا صراحة تعزيز موقف الجانب الجورجي. |
حاولوا اجبار قائد البلد الذي تعرض للعدوان، على توقيع وثيقة، يدين بها أعمال المتطوعين. وعلى الرغم من الضغط الهائل، أبدى أردزينبا الحزم واستطاع الدفاع عن شرف الناس الذين وقفوا من أجل حماية الشعب الأبخازي. إن الوثيقة الختامية في لقاء موسكو لم تجلب السلام على الاراضي الابخازية، لان الوثيقة لم تنص بند انسحاب القوات الجورجية الغازية من أراضي أبخازيا، كما أصر الجانب الأبخازي. واستمرت المواجهة. |
خلال فترة نشاط أردزينبا، اتخذت تدابير ذات أهمية أساسية في الجمهورية. وعلى وجه الخصوص، استعادة دستور أبخازيا للعام 1925، وتشكيل الجيش الأبخازي، ووزارة الدفاع، ووزارة الخارجية، واللجنة الحكومية لإعادة المهجرين إلى الوطن، واستعادة أسماء العائلات الطبوغرافية الأولية. ومن بين أهم أعمال رئاسة أردزينبا التوقيع على بيان بشأن تدابير التسوية السياسية للصراع الجورجي الأبخازي؛ وإدخال قوة حفظ السلام التابعة للقوات الروسية على طول خط المواجهة على حدود أبخازيا مع جورجيا؛ وإبرام معاهدات بشأن الصداقة والتعاون بين أبخازيا وعدد من الجمهوريات الأخرى؛ وفتح تمثيل للجمهورية في عدد من البلدان؛ واعتماد الدستور الجديد للدولة الأبخازية ذات السيادة، والشعار، والعلم ونشيد الجمهورية؛ الاعتراف باللغة الأبخازية كلغة للدولة في الجمهورية؛ إنشاء أكاديمية العلوم في أبخازيا. |
توفى فلاديسلاف أردزينبا، رجل الدولة والسياسي البارز في أبخازيا، عن عمر يناهز 65 عامًا في 4 مارس 2010م. ترك وصية لدفن جثمانه في قريته ومسقط راسه إيشيرا التابعة لريف العاصمة سوخوم في أبخازيا، منطقة خط جبهة غوميستا. |