افتَتح المؤتمر العالمي لشعب الأباظة مكتباً إقليمياً جديداً في بلجيكا، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها وفد المؤتمر إلى أوروبا الغربية في الفترة الحالية.
تأسس المكتب الإقليمي التابع للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الاباظة في مملكة بلجيكا في 13 كانون الأول/ديسمبر، وذلك في إطار زيارة العمل التي يقوم بها وفد المنظمة إلى الاتحاد الأوروبي.
وضم الوفد كلاً من إينار غيتسبا الأمين التنفيذي للمنظمة، وفياتشيسلاف تشيريكبا عضو المجلس الأعلى، وأمينا لازبا رئيسة بوابة المعلومات.
وأشار فياتشيسلاف تشيريكبا عضو المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي أن احد المهام الرئيسية للزيارة الحالية إلى البلدان الأوروبية، حيث يعيش ممثلي الجالية الأبخازية (الأباظة) هو إنشاء المكاتب الإقليمية للمؤتمر العالمي هناك.
وقال تشيريكبا في حديث حول الخطط الراهنة للمنظمة: "إن إنشاء شبكة من المكاتب الإقليمية في أوروبا الغربية هو احد الأنشطة الهامة للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة الآن. وعلى الرغم من أن بلجيكا ليس لديها تلك الجالية الكبيرة مثل هولندا، ولا سيما ألمانيا، إلا أن هناك أسر أبخازية في بروكسل وغنت وأنتفيربين وأماكن أخرى من البلد. والمهمة هي توحيدهم وإدراجهم في نطاق المؤتمر".
كما تحدث عضو المجلس الأعلى للمنظمة حول أنشطتها الرئيسية في المنطقة:
"أولا وقبل كل شيء، هو توحيد الأبخاز و الأبازين وتعزيز العلاقات داخل المجتمع، بحيث تُتحاح لأفراده فرصة التواصل بشكل منتظم، وعقد الاجتماعات المشتركة، والأمسيات وغيرها من الأحداث. ثانياً، إنه يعزز الروابط مع الوطن الأم. وأخيراً، يمكن للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة أن يسهم في عدد من المشاريع الثقافية والتعليمية التي بدأها أفراد المجتمع المحلي بهدف دعم اللغة والثقافة الأم".
وعُين داوور لوميّا رئيساً للمكتب الإقليمي المُنشأ حديثا كفرع للمؤتمر العالمي في بلجيكا، وهو إبن الشاعر الأبخازي الشهير والشخصية العامة والسياسية، والأمين العام السابق لأكثر من 15 عاماً للمؤتمر العالمي للشعب الأبازيني-الأبخازي (الآن المؤتمر العالمي لشعب الأباظة) غينادي ألاميّا.
ويعيش داوور لوميا في أوروبا الغربية منذ أكثر من 10 سنوات: في النمسا وهولندا وبلجيكا.
وقال رئيس الفرع الإقليمي للمؤتمر العالمي المُنتخب حديثاً: "لا شك في أن افتتاح المكتب الإقليمي للمؤتمر العالمي في بلجيكا حدث إيجابي للغاية بالنسبة لجميع الأبخاز والأبازيين الذين يعيشون في هذه المنطقة. إن بلجيكا تقع في وسط أوروبا، وهي في الواقع عاصمة الاتحاد الأوروبي، مما يجعل ذلك أمراً هاماً من وجهة النظر السياسية. ففي بروكسل يقع أكبر هياكل الاتحاد الأوروبي –البرلمان الأوروبي، ومقر الاتحاد الأوروبي، وسكريتاريا دول البينيلوكس".
ويرى لوميا أن تمثيل المؤتمر العالمي في مملكة بلجيكا سيعزز الاتصالات في مختلف الميادين مع أولئك الذين يريدون معرفة المزيد عن أبخازيا وشعبها وثقافتها.
وقال في هذا الصدد: "أعتقد أن إقامة اتصالات مع المواطنين في أوروبا الغربية، وبخاصة في بلجيكا، سوف تسهم في تنفيذ ليس فقط المشاريع الثقافية، ولكن أيضاً مشاريع في مجالات مثل التعليم والسياحة والتجارة".
وتعليقاً على تعيين رئيس الفرع الإقليمي للمؤتمر العالمي في بلجيكا، أشار فياتشيسلاف تشيريكبا إلى أن حقيقة أن والد داوور لوميّا من المؤسسين الأوائل للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة، والآن ابنه استمر في هذا العمل. مؤكدا أن هذه الاستمرارية لا يمكن إلا أن تكون موضع ترحيب.
وأضاف عضو الوفد قائلاً: "لقد سمعت الكثير من الأشياء الإيجابية عن داوور من قبل. ويجب أن أقول أن اجتماعنا أكد هذه التقديرات. فهو شاب متعلم جيداً يتحدث لغته الأصلية بشكل مثالي، ويتحدث لغات أجنبية بإتقان، وهو مدير محترف، وهي عناصر هامة جداً لنجاح عمل داوور كرئيس للمكتب الإقليمي للمؤتمر العالمي في بلجيكا. ونحن نتمنى له التوفيق في هذا الاتجاه الهام لبلدنا".
كما حضر أوزكان تاربا، أحد المشاركين في تأسيس المؤتمر الأول للشعب الأبخازي-الأبازيني في ديسمبر/ تشرين الأول من عام 1992، للقاء مواطنيه في بروكسل. وقبل بضعة أيام، حضر أيضاً اجتماعاتٍ مماثلة بروتردام في هولندا. أوزكان تاربا –هو من أبناء القاطنين في منطقة أبخازيا قديماً أختشيبسي (الآن منطقة كراسنايا بوليانا –اضافة المحرر). وهو، شأنه شأن غيره من المواطنين، يشعر بالقلق إزاء مصير الشعب الأبخازي، والحفاظ على لغة وتقاليد هذه المجموعة العرقية.
وأعرب عن رأيٍ مفاده أن العادات الوطنية ظلت باقية إلى حد كبير حتى يومنا هذا، بفضل أكثر الأحداث سعادة وحزناً في حياة الأسر المنتمية إلى هذا الشعب.
وقال تاربا: "أعتقد أن تقاليدنا محفوظة إلى حد كبير بفضل الأعراس والجنازات –فهي هنا في أوروبا، كما هي في أبخازيا. وفي تركيا، تقاليد الزواج الأبخازية أكثر أصالة، على عكس طقوس الدفن، التي اعتمدت التقاليد الإسلامية، التي لم تُطبق في أبخازيا. حفلات الزفاف والجنازات هي ما جمعتنا معاً لقرون أينما كنا، وهذه الاجتماعات تساعدنا على الحفاظ على جزء لا يتجزأ من ثقافتنا –ولغتنا".
وأضاف أنه قد ولد في تركيا، وانتقل إلى أوروبا الغربية قبل أكثر من 40 عاماً، وجاء إلى أبخازيا لأول مرة في سن الرشد، ومنذ ذلك الحين يقوم بزيارات منتظمة لوطنه.
ثم أشار قائلاً: "حقيقة أنني أتكلم اللغة الأبخازية وأحترم تقاليد شعبنا، لم يكن مجهودي الشخصي، بل كان ذلك بفضل والديَّ، وجداتي وأجدادي. ففي قانوننا الأخلاقي الأبسوارا توجد القوة العظمى التي تنتقل من جيل إلى جيل. ولأننا سننقلها الآن إلى الجيل الأصغر سناً، سنتمكن من الاحتفاظ بها".
وبصفته مشاركاً في المؤتمر الأول للشعب الأبخازي-الأبازيني، فإن أوزكان تاربا يتقاسم معنا وبسعادة ذكريات اليوم الذي أنشئ فيه المؤتمر.
"أتذكر جيداً الظروف العسكرية الصعبة التي أنشئ فيها المؤتمر. كنتُ في ذلك اليوم، أي في 8 من ديسمبر/ تشرين الأول عام 1992، في قرية ليخني. وكانت لدينا روحٌ مختلفة تماماً، وموقفٌ مختلفٌ، أصبحت لدينا الرغبة في الحفاظ على أنفسنا، وأن نحافظ على الشعب، كنا على استعداد للموت من أجل الحرية. أفضل ممثلينا جمعوا أفكارهم في هذا الكفاح الغير متكافئ بكل معنى الكلمة من أجل هذه الحرية، والآن مهمتنا الرئيسية تتمثل في الحفاظ عليها".
مشارك آخر في الاجتماع البلجيكي، علاء الدين كوبالبا، الذي يعيش في أمستردام منذ أكثر من 40 عاماً. وحضر أيضاً اجتماعات المؤتمر مع ممثلي الجالية الأبخازية-الأباظة في كل من روتردام وبروكسل.
وأكد كوبالبا أنه كان من دواعي السرور أن "نرى مواطنينا من أبخازيا هنا في أوروبا. إنها فرحة عظيمة لنا، وآمل أن تُنفذ جميع خطط المؤتمر العالمي بنجاح. هذه قضيتنا المشتركة العظيمة، التي لها فائدة لنا جميعاً، في أبخازيا وما وراءها. وأهم شيء سيسهم به المؤتمر العالمي في تعزيز الروابط بين الأجيال الشابة هو مستقبلنا. كلما زاد عدد الممثلين الشباب لشعبنا حول العالم سيتواصلون مع بعضهم البعض وبذلك ستزاداد فرصتنا لإنقاذ أنفسنا".
جميع اللقاءات مع المواطنين في أوروبا الغربية بالإضافة الى إفتتاح المكاتب الإقليمية في هذه البلدان تأتي ضمن خطة المؤتمر العالمي لشعب الأباظة ضمن إطار أنشطته الخارجية للعام 2019. ويُعَد المكتب الإقليمي التابع للمؤتمر العالمي الذي أنشئ حديثاً في مملكة بلجيكا ثالث المكاتب في أوروبا بعد التي أنشأت في المملكة المتحدة وهولندا.