تحدث رئيس مؤسسة باغرات شينكوبا للغة الأبخازية، وعضو المجلس الأعلى في المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة فياتشيسلاف تشيريكبا عن طرق الحفاظ على اللغة الأبخازية من خلال تجربة ويلز في المملكة المتحدة.
يرى رئيس مؤسسة باغرات شينكوبا للغة الأبخازية، وعضو المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة فياتشيسلاف تشيريكبا، أنه يمكن الحفاظ على اللغة الأبخازية من خلال مختلف التجارب العالمية، مشيرا إلى أن مؤسسته تستخدم تجربة ويلز في عملها كمثالاً إيجابياً للحفاظ على اللغة.
يشار إلى أن ويلز هي واحدة من أربع جهات إدارية-سياسية في بريطانيا، والتي في الفترة الأخيرة واجهت مشكلة الحفاظ على اللغة الأم، لكن استطاعت حلها. وتطلب ذلك اتخاذ خطوات معقدة، وبفضل هذه الخطوات أصبحت اللغة الويلزية تستخدم الآن بنشاط على جميع المستويات.
وأوضح تشريكبا: "تثبت الممارسة العالمية أنه من الممكن وقف عمليات انقراض اللغة، ويمكن تعزيز مواقفها، ويمكن أن تتطور. وفي ويلز، تعلم عدد متزايد من الأطفال لغتهم الأم في رياض الأطفال والمدارس، رغم أن العديد من الآباء لا يعرفونها. فعادت للحياة من جديد، ويتحدثون بها في المؤسسات، وفي الحكومة المحلية، وأصبح من الضروري إتقانها للحصول على وظيفة حكومية براتبٍ جيد. هذا نموذج مشابه ويجب أن نقتديه".
وأوضح فياشيسلاف تشيريكبا أنه في إطار برنامج ويلز، تستخدم الهيئات الحكومية -المجالس المحلية والجمعية الوطنية لويلز لغتها الأصلية كلغة رسمية، وتنشر مواد مطبوعة رسمية. وفي عام 1982، تم إطلاق القناة التلفزيونية "القناة 4، ويلز"، وكان البث فقط باللغة الويلزية.
وتابع تشيريكبا: "وفقاً لأحكام قانون الجنسية البريطاني لعام 1981 حول إتقان اللغة الويلزية، جنباً إلى جنب مع اللغة الإنجليزية، كان شرطاً في المملكة المتحدة لتجنيس الأجانب"، مضيفاً الى أنه بحلول عام 2050 عدد ناطقي اللغة الأم في ويلز من المفترض أن يزيد إلى مليون.
وفي الوقت نفسه، قال العالم الأبخازي، عندما بدأ برنامج تطوير اللغة للتو في ويلز، لم يكن معظم الجيل الأكبر سناً يعرفون لغتهم الأم هناك.
وأضاف رئيس مؤسسة اللغة الأبخازية: "لدينا حالة معكوسة: فالبالغون يتكلمون الأبخازية، ولكنهم لا يريدون أن ينقلوها إلى الأطفال. ونحن بحاجة في رياض الأطفال والمدرسة إلى تعزيز وتطوير لغة الأطفال الذين استطاعوا إتقانها ضمن الأسرة. ولذلك، هناك حاجة إلى طرق منفصلة وكتب مدرسية منفصلة ومجموعات منفصلة: لأولئك الذين يعرفون اللغة، وللذين لا يعرفونها. وهذا سيكون أساس لنهج جديد أكثر فعالية، وموجه نحو تحقيق النتائج".
وقال تشيريكبا، أنه في إطار الرابطة الدولية لتنمية شعب الأباظة "ألاشارا"، وبدعم مالي من رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة موسى إيكزيكوف، أجريت دراسة للأطفال في مرحلة الرياض والمدارس عن موضوع إجادة اللغة الأم.
وكما أكد فياشيسلاف تشيريكبا قائلاً: "عمِلنا في رياض الأطفال والمدارس، في صفوف المرحلة الابتدائية. ووفقاً لنتائج الدراسات، فإن عدد الأطفال الذين يعرفون اللغة الأبخازية بشكلٍ جيد لا يتجاوز ال 30 في المائة. واتضح أنه في غضون ال 20 عاماً سيكبر جيل كامل، تقريباً لا يعرف اللغة الأم. وإن اللغة الأبخازية تفقد موقفها بسرعة كبيرة".
مؤخراً، وبدعوة من الرابطة الدولية لتنمية شعب الأباظة "ألاشارا"، زار جمهورية أبخازيا، البروفيسور خافيل لويس، المتخصص في مجال لغة ويلز ولغات الأقليات.
وقام تشيريكبا: "لقد أقام البروفيسور لويس حلقات دراسية لمتخصصينا، والتي تبين أنها مثيرة للاهتمام، ومفيدة جداً. ونحن سنبقى على اتصال معه ونخطط لرد الزيارة إلى منطقة ويلز، كجزء من البرنامج المدعوم من قبل موسى إيكزيكوف، للتعلم من هذه التجربة المؤثرة بأسرع وقت، واستخدامها لتعزيز وضع اللغة الأبخازية والأبازينية".
وأضاف أن النظام الحالي للتدريس اللغة الأبخازية في المؤسسات التعليمية غير فعّال، وذلك لأنه "مصمم بشكل رئيسي، لأولئك الأطفال الذين يعرفون جيداً اللغة الأبخازية، ولكنهم الأقلية في المدينة".
وأشار فياشيسلاف تشيريكبا أيضاً أنه على الرغم من وجود رغبة في تعلم اللغة الأم بين الأبخاز، فإنهم لا يريدون بذل الجهد في ذلك، وقال: "نعم، نريد أن نتعلم لغتنا الأصلية، ولكننا لسنا مستعدين للعمل من أجلها".
وتعمل مؤسسة اللغة الأبخازية حالياً على ترجمة الكتب المدرسية للتعليم قبل المدرسي. وهي عبارة عن مراجع لجامعة أكسفورد، المصممة لدراسة اللغة الإنجليزية من قبل الأجانب.
ووفقاً لتشيريكبا، يجري الآن تكييف الكتب المدرسية مع اللغة الأبخازية، ولكن وبشكلٍ عام أساليب التدريس المقترحة، قد اختبرت منذ وقت طويل وأسفرت عن نتائج إيجابية.
وفي حديث عن الخطط المقبلة للمنظمة، أشار تشيريكبا: "بدأ من الخريف، سيتم إنشاء مجموعة تجريبية في روضة الأطفال. وستتكون من أطفال لا يعرفون لغتهم الأم. وسنعلهم وفقاً للمنهجية الجديدة".
وتعد مؤسسة باغرات شينكوبا للغة الأبخازية، تعمل على حل مشاكل حفظ اللغة الأم وتنميتها. كما تنشئ المؤسسة أساليب جديدة لتعليم اللغة تلبي متطلبات العصر.