حول أهم المشاكل الرئيسية التي تواجه شعوب الأباظة، وعن الامكانيات والشروط الطبيعية اللازمة لإعادة مواطنينا في الشتات الى وطنهم التاريخي، وحول برامج التنمية العرقية والقومية، تابعوا المقابلة مع رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة رئيس الجمعية الدولية لتطوير الإثنية لشعوب الأبخازوالأبازين «ألاشارا» السيد موسى ايكزيكوڤ
- السيد موسى ايكزيكوف، طاب يومك! سؤالي الأول هوكيف نواجه التحديات التي تقف أمام الشعب الأبخازي والأبازيني اليوم؟ وما الذي يجب عمله وماهي الشروط اللازمة لضمان عملية التطور في المجال التراثي والقومي؟
- نحن جميعا بحاجة إلى تعلم كيفية التحدث مع بعضنا البعض بطريقة جديدة، وكذلك سماع بعضنا البعض، وفهم بعضنا البعض، ولا بد علينا تعلم كيفية تحديد المهام التي يجب معالجتها، والأهم من ذلك، معرفة كيفية العثورعلى طرق لحل المشاكل الملحة التي نواجهها معًا.
هذه الامورمهمة للغاية، علينا التحدث بلغة واحدة ومفهومة للجميع، وعلينا ايضا ان نتفهم أننا أسرة واحدة، وكل واحد منا يجب ان يكون مسؤولا ليس فقط عن أفكاره، بل عن أقواله وأفعاله، ومسؤولا عن جاره. يجب على كل فرد أن يهتم بما يحدث لكل فرد من افراد عائلتنا، يجب أن يتعلم كل واحد منا أن الامورالحسنة ان اصابته، فهي حق للجميع وليست محتكرة بالنسبة له فقط، بل للبقية اجمعين.برأيي شعبنا أشبه بعائلة كبيرة واحدة، ومن المستحيل ان تجد في هذه العائلة الغرباء!
- ماهي الخطوات العملية لتحقيق ذلك؟
- لدينا تجربة جيدة جدا في شمال القوقاز. يمكننا التحدث عمليا في ذلك لمرة واحدة، وياسفنا ان نفس الكلام يتكررمرتين على الاقل، وبدون اية نتائج ملموسة.
أية محادثة يجب أن تكون مدعومة من خلال عمل ملموس. نحن، وعلى وجه الخصوص نعد البرامج اولا، ثم ندعوا لمشاركة الحد الاقصى من ممثلي شعبنا في تنفيذها.
سأقدم مثالاً حيا. القرية، التي كان شعور الناس فيها قبل خمس سنوات انها ستزول ولن تصمد اكثر من سنتين بسبب السكر، ومن ثم بسبب الفراغ المتقع الذي ملأ عيون الناس، اضافة الى عدم المعرفة فيما يمكن القيام به، وبشكل عام، في ذلك الوقت لم تنبت ارض القرية إلا نبات القراص، ولم يسكن نفوس الناس في القرية الا اليأس المطلق. اما اليوم فان الاوضاع قد تغيرت، ونصف سكانها يملكون تطلعات وخططا عملية مدروسة، قام السكان أنفسهم بإصلاح الطرق، وأنشأوا الحديقة، واعادوا بناء دارالثقافة.
قبل عامين أوثلاثة كان هناك قلة من الناس الذين كانوا يزرعون الأرض، اما اليوم فلا وجود لأراض لم تستصلح. النتيجة ان الكل وبلا استثناء هب وبدأ يعمل.
- ماهي التدابير الواجب اتباعها لحث الناس اليائسين على تغيير نظرتهم للعالم؟ كيف يمكن الانتقال من اليأس إلى الرفاهية المعهودة؟
- لقد أنشأنا المجالس النسائية ومجالس الشيوخ. ولدينا تنظيم "ألاشارا" الذي دخل عامه السابع ويعمل وفق برامج محددة في حفظ وتطويرالتراث الموروث لامتنا. في هيكل المنظمة هناك قادة في مختلف المجالات، سواء كانوا في تنظيم الشباب، أوالأسرة والأطفال، والرياضة، والطب، والتعليم.
إن الرؤساء المعنيين في هذه المجالات يقومون بتشكيل بما يسمى مجالس الخبراء، وتضم هذه المجالس أفضل المتخصصين لدينا في مختلف المجالات، والمهنيين في مجالاتهم. بالتعاون مع هؤلاء الخبراء، نحدد المشكلة ونختار الأولويات ونكتب البرامج التي ننفذها بعد ذلك. وبالفعل، فلقد عملنا بهذه الطريقة وللسنة السابعة على الدوام.
قبل عام قمنا بتوحيد جميع منظمات الأبازين العامة في منظمة واحدة "أبساغول"، والتي تعتبرالان بمثابة عائلة كبيرة واحدة، تجسد برامجنا وتطلعاتنا.
البرامج عادة نكتبها مفصلة، وخاصة لكل قرية بحد ذاتها وبمشاركة سكانها القرويين. لا أحد يعرف أكثر من السكان أنفسهم عن حجم المشاكل التي لديهم. وعند دراسة البرنامج والمشاريع، نحدد عادة إمكانات كل قرية وامكاانيات سكانها القرويين:بما في ذلك الامكانيات الفكرية والمادية وغيرها. بعد ذلك نحدد الأشخاص من هذه القرية، ونقوم بدراسة ما لديهم من إمكانات وكيف يمكنهم المساعدة. نقوم بعدها بدراسة ميزانية القرية، انطلاقا من ميزانية المنطقة بالنسبة لهذه القرية، اوميزانية الجمهورية، اوالميزانية الفيدرالية للمنطقة.
- ما نوع رد الفعل الذي يسببه هذا النشاط الاجتماعي من قبل السلطات المحلية؟
- لقد واجهنا متاعب جدية من قبل السلطات. كان هذا مهما بالنسبة لنا، اذ لا يمكنك حتى أن تأتي إلى جمهوريتك الأصلية، ودون أن تخبرأحدا، لا يمكن تجميع الناس لتوضيح شيء لهم، نحن ندرس البرامج الحكومية للجمهورية في مجال الثقافة والرياضة وغيرها، إننا نحاول دمج برامجنا مع البرامج في الجمهورية، بحيث نخلق معاً تأثيرًا تآزريًا لعملنا المشترك.
- كيف يمكن الاستفادة من تجربة المنظمة "ألاشارا" وتطبيقها في أعمال المؤتمر العالمي لشعوب الأباظة؟
- نحن واستنادا الى النظام الداخلي للمؤتمر العالمي لشعوب الاباظة (المؤتمر العالمي لشعب الأباظة)علينا افتتاح مكاتب اقليمية في جميع الأماكن التي يقيم فيها
شعبنا، وبمساعدتهم، سننفذ البرنامج على خط المؤتمر العالمي لشعب الأباظة. فخلال هذا العام، سيتم دراسة برامج لاهلنا في الشتات، برامج خاصة تبعا للجمهورية اوالبلد اوالمنطقة التي يعيشون فيها. من المهم أن نفهم أنه في كل منطقة قوانينها ومتطلبات معينة، وسنأخذها اثناء دراستنا بعين الاعتبار.
بالإضافة إلى ذلك، سوف يعتمد كل شيء على رغبة مواطنينا في الخارج للمشاركة فيها. سوف نراقب الوضع عن كثب، واعتمادا على مستوى تقبلهم واستعدادهم، سوف نقدم حلولاً لمهام ومسائل محددة.
- ما هي المهام الرئيسية للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة؟
- المهام الرئيسية هي أربعة. الأولى هوالعثور على جميع مواطنينا، أينما كانوا، لإدراجهم في عملية البناء والتاسيس. وعلاوة على ذلك، فالمهمة الثانية فإننا سوف نوحد كل جهودنا ونحل المشاكل حتى لا يتقلص عرقنا ويخف عددنا، بل يجب ان يتزايد. في موازاة ذلك، نحتاج إلى توحيد مجتمع الأعمال لدينا، وبالتالي خلق فرص لنا جميعا. وأخيراً، من الضروري تشكيل برنامج شامل للحفاظ على أبخازيا وتنميتها.
مجتمع الأعمال لدينا عريق ومنتشرفي جميع أنحاء العالم، وسوف نتحد وسنعمل لضمان أن تنهض أبخازيا في جميع الاتجاهات، بما في ذلك في الاتجاه الاقتصادي، وان تتطور سبل الحياة فيها بشكل حيوي وديناميكي للغاية. فقط في هذه الحالة سنكون قادرين على خلق الظروف الطبيعية لعودة إخواننا وأخواتنا إلى وطنهم الأم. لا يستطيع الأبخاز في أبخازيا أن يفعلوا ذلك بأنفسهم منفصلين، وسوف نحققه معا، لأن هذا وطننا الأم المشترك. ينبغي أن نجعل من بلدنا الصغيرهذا بلدا ذا فرص عظيمة، وإمكانات هائلة.