دخل فيلم "باتشا" للمخرجة الأبخازية أتانا أغربا ضمن برنامج مهرجان الأفلام السينمائي البريطاني Life-off Global Network

سعيد برغانجيا

يشارك الفيلم تحت عنوان " باتشا "، وهو فيلم قصير للمخرجة الأبخازية أتانا آغربا، ضمن المهرجان البريطاني الشهير للأفلام السينمائية -
 Lift-Off Global Network

فكما شاركتنا المخرجة: "أرسل الفيلم للمشاركة في المهرجان قبل شهرين. عادة، إذا حُدِّدت أبخازيا كبلد الإنتاج، الفيلم سيكون غير مؤهل "لأسباب سياسية". كان لا بد من تحديد بلد المنشأ روسيا، لتَمَكُن من مشاهدة الفيلم. وهنا جاءت الرسالة: قَبِلت لجنة المهرجان طلبنا، واختير الفيلم للمشاركة في برنامج المسابقة".

وتعتبر المخرجة أتانا آغربا أن مهرجان Lift-Off Global Network – هو "المهرجان الوحيد للسينما المستقلة الحقيقي في العالم".

وتضيف قائلة: "من المحتمل أيضا أن تكون واحدة من المهرجانات القليلة التي تهدف إلى دعم صانعي الأفلام في تنفيذ المشاريع. ولكن علينا أن نعبر المراحل التي تعتمد على تصويت الجمهور".

المخرجة الشابة – طالبة في السنة الخامسة في المعهد السينمائي الحكومي لعموم روسيا المسمى س.أ. غيراسيموف. فكرة الفيلم، الذي قدم في المسابقة، بدأت في السنة الدراسية الأولى لآتانا، ولكنها لم تتجسد في ذلك الوقت.

"كتبتُ قصة النص، ولكن في ذلك الوقت لم يكن هناك موارد داخلية أو تقنية، ولم يكن لدي المعرفة الكافية. فوضعته جانباً ونسيته. وبعد ثلاث سنوات لمحت النص عن طريق الصدفة، وقررت إعادة كتابة القصة وإعطائها فرصة " كما تروي المخرجة.

ودون الكشف عن قصة الفيلم، قالت إن الفيلم يتحدث عن قرية لم يهطل المطر فيها لسنوات عديدة. سكان هذه القرية يعيشون في عالم من الخرافات والأساطير، وقد تم إلقاء اللوم على الشخصية الرئيسية "مايا"، معتبرين أن وجودها وحده "يجلب المتاعب". أما (باتشا)، الذي أطلق عليه اسم الفيلم، هو اسم الجرار. وهذا كل ما شاركته المخرجة عن قصة فيلمها.

وقد قام ممثلو مسرح الدراما الأبخازي بالتمثيل في الفيلم المشارك بالمهرجان، وهو ما تفتخر به آغربا على وجه الخصوص.

واضافت آغربا : " قام كلٍ من ميلانا لوميا و بينار كوفي – الموهوبين جداً بتأدية الأدوار الرئيسية، وكنت فخورة بهم أمام طاقم التصوير من موسكو. فقد كان الزملاء، على الرغم من خبرتهم القليلة في المشاركة في التصوير، فقد أدوا الادوار باحتراف و مهنية، والأهم من ذلك، تعاملوا مع هذا العمل بحب ومثابرة. كما أنني حصلت على خبرة جيدة في العمل مع مثل هؤلاء المحترفين".

وقد تم التصوير في قرية باسلاتا الأبخازية. ووفقاً لآغربا، كان العمل في موقع التصوير صعباً، لكنه غني ولا يُنسى.

وتقوم المخرجة بشرح ذلك قائلة: "قد تم تصوير الفيلم "بتوتر" - لدرجة أننا قمنا بالتصوير خلال أربعة أيام 11 مشهد مُقرَر. وفي بعض الأحيان، كان يستمر تصوير المشهد 18 ساعة كاملة بدلا من 8 ساعات "

وتذكرت بشكلٍ خاص إحدى أيام التصوير –أو بشكل أصح، الليلة – التي تم تصوير فيها مشهد الذروة. ففيها، وفقاً للسيناريو، الآلات الزراعية تشارك – الجرار، بالإضافة إلى ذلك، كان من الضروري توفير الإضاءة اللازمة في الموقع. "كان هناك مشهد ليلي في الميدان حيث صورنا المشهد الأخير، لم تكن هناك كهرباء قريبة، ولم يكن هناك مكان لربط العدد الكبير من معدات الإضاءة. لذا طلبنا المساعدة من وزارة الطوارئ وتم تزويدنا بمولد كهربائي، كما أنه، وفقا للسيناريو، يجب أن يكون هناك مطر غزير. وهو ما قد حصل حقاً في تلك الليلة، لكن الكاميرا لم تلتقط المطر الطبيعي، ولذلك أصبح من الضروري هطول المطر الاصطناعي. فلجأنا مرة أخرى إلى وزارة الطوارئ وسيارات الإطفاء المزوده بالماء– وقدموها لنا مجاناً، كما ساعدونا في الموقع حتى نهاية المشهد"، وتقول آغربا، استجابة وزارة الطوارئ للمساعدة "لا تقدر بثمن"، وهي في غاية الامتنان.

طالبة المعهد السينمائي الحكومي لعموم روسيا تقول أنه بسبب كل الصعوبات التقنية للمشاهد لم نستطع المباشرة في تصويرها لفترة طويلة، وبالإضافة الى ما سبق، فجأة تم تحذيرنا من إقتراب العواصف الرعدية الوشيكة.

وعبرت المخرجة عن مشاعرها قائلة: "تضاعفت حالة التوتر التي طغت على ظروف التصوير وتسارعت. كان هناك حوالي 50 شخص غريب في الموقع. بمجرد التفكير بأنني كنت أنا "صاحبة الفكرة"، من ناحية، كنت مسرورة، ولكني في نفس الوقت كنت مرتبكة: فبسبب تجاربي الإبداعية، كان العديد من الناس يعملون في الموقع طوال الليل. وعموما، تجاوب الكثير من المتطوعين، الذين ساهموا في الفيلم بشكلٍ جدي، دون التفكير بأنفسهم".

يمكن إستئجار الفيلم السينمائي القصير "باتشا" من على الإنترنت من موقع المهرجان، وهو مُمَثل تحت رقم 81. وستؤخذ الأصوات الإلكترونية بعين الاعتبار في عملية الإختيار في مختلف المراحل، والتي يمكن لكل مستخدم أن يضعها، بعد تسجيل بسيط. وبالتالي، فإن كل تصويت لصالح الفيلم الأبخازي – المشارك في المهرجان السينمائي Lift-Off Global Network  - يمكن أن يؤثر على مستقبله.