يعتبر اسطورة في عالم الرياضة، تراس لاكثر من 20 عاما فريق الاتحاد السوفيتي الوطني للرماية بالقوس والسهم ولم يذق طقم الخسارة ابدا، انه أرسين شعيبوفيتش بالوف، اصوله من جمهورية قرشاي – تشيركيسك .عاش اغلب فترات حياته بعيدا عن وطنه الام ، لكنه لم ينس يوما انه كان أبازينيا، كان يتواصل بشكل وثيق مع الجالية الابازينية في موسكو.

ارسين بالوف

من ارشيف العائلة

ارسين بالوف، الرجل الذي لايقهر

يعتبر اسطورة في عالم الرياضة، تراس لاكثر من 20 عاما فريق الاتحاد السوفيتي الوطني للرماية بالقوس والسهم ولم يذق طقم الخسارة ابدا، انه أرسين شعيبوفيتش بالوف، اصوله من جمهورية قرشاي – تشيركيسك.عاش اغلب فترات حياته بعيدا عن وطنه الام، لكنه لم ينس يوما انه كان أباظة، كان يتواصل بشكل وثيق مع الجالية الابازينية في موسكو.

غيورغي جيكالوف

لقد كنت محظوظا للغاية بالتعرف على ارسن بالوف، و يعود الفضل هذا ليوري ايسوفوفيتش أجيربوفيتش، "عميد جالية الأباظة في العاصمة موسكو". فالحوار مع هذا المدرب العظيم، الذي تم في عام 1996م، كان أساسا لتحريرهذه المقالة.

ولد أرسين بالوف في 21 أكتوبر عام 1933م في مركز جيمانتشا في كازاخستان، حيث كان والده شعيب يخدم كضابط في الجيش الأحمر. بعد الانتهاء من الخدمة في عام 1940م، عاد شعيب بالوف مع عائلته إلى وطنه الى قريته إنجيتش- تشكون في جمهورية قاراشاي- تشركيسيا. لكن سرعان ما بدأت الحرب العالمية الثانية، والتحق الى الجبهة في ايامها الاولى. خدم في الاستخبارات، منح وسام الراية الحمراء،استشهد في عام 1942م، في معركة بالقرب من محطة لوزوفايا.

фото 3:

شعيب بالوف، والد أرسين بالوف

© من أرشيف العائلة

фото 4:

شعيب بالوف، والد أرسين بالوف

© من أرشيف العائلة

фото 5:

وثيقة منح الوسام باسم شعيب بالوف

© من أرشيف العائلة

фото 6:

وثيقة منح الوسام باسم شعيب بالوف

© من أرشيف العائلة

Подзаголовок:

عميد جميع الألعاب الرياضية

في العام 1943، تم قبول ارسين بالوف في المدرسة الحربية باسم سوفوروف في اقليم ستافروبول، كونه ابن الضابط الذي استشهد في الجبهة، واستغرقت دراسته في المدرسة 10سنوات. (مدرسة سوفوروف العسكرية - عبارة عن شبكة من المدارس، التي أنشئت خلال الحرب لأبناء الشهداء – المحرر).

اثناء دراسته في المدرسة افتتح لنفسه خيارالرياضة، والتي أصبحت فيما بعد عمله الدائم و شغلت كل حياته.

على الموقع "متحف تاريخ كاديت الروسي" على شبكة الإنترنت، كتب عن أرسين بالوف، خريج مدرسة سوفوروف فرع ستافروبول العسكرية، هذه الاسطر: "فلربما، وعلى مدار 19 عامًا من تاريخ مدرستنا، لم يغادر جدرانها رجل رياضي أكثر موهبة من أرسين بالوف. لقد مارس فيها كل انواع الرياضات، التي اصبحت اجلا منهاجا اساسيا في هذه المدرسة: ابتداءٌّ من الجمباز وألعاب القوى وانتهاءٌّ في المبارزة والملاكمة. وقد اظهرفي جميع أنواع الرياضات نتائج جيدة للغاية.

фото 7:

أرسين بالوف، في مقابلة صحفية في عام 1996م

من أرشيف العائلة ©

عن تلك الايام، حدثنا أرسين شعيبوفيتش بكل سرور، كيف انه في نهاية الدوري قام بالتنافس مع ابن بلده كورني تاتارشاو(العالم الابازيني المعروف، والدكتور في العلوم الاقتصادية - المحرر): " كنت لا أزال طالبا في مدرسة سوفوروف الحربية عندما فزت يومها بالعاب القوى. في منطقة ستافروبول ودون منازع كنت وابتداء من الصف الثامن متفوقا على تاتارشاو وكل المتسابقين معه.في المنافسات كان تاتارشاو يمثل فرق الريف، اما انا - فكنت امثل المدينة. وفي النهائي غالبا ما نلتقي،المسكين، لم يستطع ولا مرة انتزاع الفوز مني، لقد كان طموحا جدا، ورياضيا متميزا".

ومع ذلك،مرت فترة، كان أرسين مدرب الرواد الرياضيين مترددا في اختيار طريقه الى المستقبل. نجل الضابط هذا، قرر مواصلة خطواة عائلته، وبعد التخرج من مدرسة سوفوروف العسكرية سجل في كلية لينينغراد العسكرية. لكن حبه للرياضة أخذ مجراه - فقد انهى ارسين بالوف معهد لينينغراد للتربية البدنية، وعمل في هذا المجال لسنوات عديدة، ابتدء كمدرس ثم رئيسا لقسم التدريب البدني في الأكاديمية السياسية العسكرية باسم لينين، حتى انهى خدمته وتسرح برتبة عقيد.

фото 8:

أرسين بالوف

من أرشيف العائلة ©

Подзаголовок:

من فضلك، اذهبي وأحضري لي هذا الثوم  

في رياضة الرماية بالقوس والسهم، التي جلبت له المجد والشهرة، وقد حالفه الحظ في احد الايام عندما طلب منه زميله في الأكاديمية اناتولي بوغدانوف (الحائز على بطولة الاولمبيات لمرتين وبطل العالم و أوروبا والاتحاد السوفياتي لعدة مرات برياضة الرماية بالبندقية - المحرر.) طلب تحضير زوجته انتونينا للمسابقات، كونها ستشارك في رياضة الرماية بالقوس و السهم.

"كان لدي انذاك اعمالا كثيرة، ثم اجابه ارسين بالوف على مضض ساخرا - وانا أقول للسيد بوغدانوف: "أنا عادة اقضم البصل فقط، أنا لا أعرف ماذا يعني هذا القوس، أتركني لوحدي، اسألك بالله". (وهنا تلاعب بالألفاظ: في اللغة الروسية، تشير كلمة "لوك" إلى مادة البصل المعروفة، وكذلك تعني مدفع اطلاق النار ايضا - المحرر.). اتجه بعدها بوغدانوف إلى رئيس ارسين بالوف. رجل الرياضة المشهور، الحاصل على وسام لينين...استدعاني الرئيس بعد ذلك وقال "انا ارجوك" - وأنت تعرف ماذا تعني هذه الكلمة في الجيش "أرجوك". فماذا بقي علي فعله ؟ بالطبع وافقت.

جاءتني في النهاية فيفوتشكا متزينة و متمكيجة. قلت لها: "الى اين انت ذاهبة؟" - فردت "الى التدريب طبعا" فقلت "وكيف أتيت؟" - وبنفس الوقت أريتها صورمجموعة من النساء اثناء التدريب، من بينهن صور برمي الجلة الكرة الثقيلة ورمي الأقراص. - قلت هل ترين كيف يفلحون ؟" ثم هدأت نفسي قليلا وقلت: "هيا اجلبي لي هذا "الثوم" - أنا لا أعرف من أي جانب على أن امسكه، وما هي العضلات التي يجب تدريبها في جسمك". ثم جلبت القوس، والحقيقة انه اعجبني ايضا".

تفاجأ بالوف، بعد ان تعرف على معدات هذه الرياضة الجديدة، واقتنع بأن رياضة الرماية بالقوس و السهم هي احدى رياضات العاب القوى.

« والمبدا ان عليها امساك 17 كيلوغراما بشكل مشدود. واوضح، انه من الضروري أن تتخذ الهدف، ثم تقف بشكل ثابت، ثم تثبت الهدف، ثم إطلاق السهم. فإذا قمت بضرب هذه الكيلوغرامات بالثواني... و ببساطة هذه اذا من العاب القوى».

لقد اعطت التدريبات نتائج مرضية: فازت أنتونينا بوغدانوفا بالمسابقات التي احتضنت خمس مدن شارك فيها أفضل الرماة من موسكو ومدن اخرى كالفوف و كييف و شاوليايا وبوريسلاف.

4، تمت دعوة أرسين بالوف إلى هيئة التدريب لفريق الرماية بالقوس والسهم في الاتحاد السوفييتي، بعد 1967في العام، وخلال سنوات أصبح كبير المدربين للفريق الاساسي في البلاد

 

1980مسابقة الرماية خلال الألعاب الأولمبية الثانية والعشرين، موسكو،

ريا نوفوستي / سيرغي سوبوتين ©

الابطال أربعة أجيال من

فعندما أصبح -ونساء كانوا ارجالا يقول ارسين بالوف: تخرج على يدي أربعة أجيال من الرماة. انهم جميعا اعزاء عليبالطبع، فان فريق النساء احب إلي، لأنني بدأت معهم، و. لكن في الغالب، الرجال و النساءالمدرب الرئيسي، قمت بتدريب في جميع أنحاء العالم، وربحنا المراكزالأولى انذاك مع الان نشأت معهم، ورفعنا مدرسة الرماية السوفييتية، المعترف بها.النساء أولاً

في كل جيل كان هناك رياضيون بارزون.وذكر أرسين شعيبوفيتش ابرزهم: "إذا كنا نتحدث عن النساء - فالأكثر تميزا، والأكثر موهبة، وأكثر محبة، إذا جاز لي القول، كانت ناتاليا بوتوزوفا، التي حطمت جميع الأرقام القياسية العالمية. كانت انسانة رياضية من الدرجة الأولى. كذلك، بالطبع، كيتيفان لوسابيريدزة بطلة الالعاب الاولمبية في عام 1980م في موسكو (بوتوزوفا اثناءها مرضت قليلا وتنازلت وحصلت على الميدالية الفضية). والمتالقة الرياضية من مدينة كوتايسي، بطبيعتها كانت قوية جدا، قوية الإرادة وقوية جدا. كانت صفاتها الإنسانية رائعة، وكانت تسمى ضمير الفريق - كانت دائمًا منطقية في

التفكير. انها لودميلا ارجانيكوفا (الحاصلة على الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية في برشلونة في عام 1992م - الطبعه) كانت رياضية جيدة جدا. هؤلاء هم تلاميذي انا".

фото 10:

على منصة التتويج، الفائزون في الألعاب الأولمبية الثانية والعشرون: المركز الاول كيتيفان لوسابيريدزه (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) - المركز الاول، ناتاليا بوتوزوفا (اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية) - المركز الثاني، بايفي ميريلوتو (فنلندا) - المركز الثالث، موسكو، 0198

وكالة الأنباء الروسية نوفوستي/ فلاديميرفيودورينكا©

رغم ان ارسين بالوف كان متراسا للفريق الوطني،الا ان المتقدمين عامة لم يكونوا دائما على كفاءة رياضية تامة، لكن خبرته و قوة شخصيته يستطيع ان يرى مالم يراه الغير في عملية التاهيل عند الشباب، وكان له السلطة عند تشكيلة الفريق وله حق الرفض او القبول وبما يراه مناسبا.

"وافقت على انضمام بوتوزوفا الى الفريق "مبكرا" مع أنه كان في الامكان التريث ولو لسنوات ثلاث اخرى. لقد رايت زيبينيسو روستاموفا في بطولات الناشئين - حصلت عندها على المركز الرابع. وتقنيا كانت بارعة في الرماية. الشيء الرئيسي في هذه الرياضة - هو تكرار نفس الحركات وفقا للزمن، والإيقاع وهيكله، لقد نفذت الشروط كلها ببراعة تامة، وكانت صغيرة الحجم، ضعيفة،والسئ في الامر انها مازالت - طالبة. وبالنهاية قررت انضمامها الى الفريق الوطني. قدمنا لها منحة دراسية.

وكان هناك خلاف كبير جدا في عام 1975 في موضوع اصطحابها الى نهائيات كأس العالم في سويسرا أم لا. ومرة أخرى أصررت على أنه ينبغي مشاركتها. وكان ترتيبها الرابع في النهائيات.في السنة التالية فازت ببطولة العالم وحصلت على الميدالية البرونزية في الألعاب الأولمبية في مونريال.

وتابع بالوف: "وبعدها قضت سبع سنوات في المنتخب الوطني، أيضا واحدة من الرياضيين البارزين، أول طاجيكية - نالت لقب بطلة العالم. ثم أصبحت وزيرة الرياضة في بلدها في طاجيكستان".

في احدى الممقابلات الصحفية تذكرت زيبونيسو روستاموفا وقائع ضمها الى فريق الاتحاد السوفيتي للنساء و قالت: "إن انضمامي للفريق كان بفضل كبار المدربين لفريق الاتحاد السوفييتي للنساء ارسين شعيبوفيتش بالوف.

لقد ادرجني في عداد المنتخب الوطني كرياضية شابة وذات طموحات عالية. كنت انذاك في العشرين من عمري، والرياضيون الآخرون للفريق الوطني أكبر مني سناً. لكنني كنت مرتاحا جدا بينهم. كل علتي انهم كانوا يروني صغيرة، وبالمناسبة، فان الفريق اعتاد على مناداتي بالصغيرة".

 

قهره فريق لا يمكن

م، وكعضو في فريق التدريب 1968 بالوف بالسفر مع المنتخب الوطني إلى البطولات الدولية الرسمية منذ عام يبدأ أرس -ية واخرى اوروبية، وكذلك خمس دورات أولمبية عالمية. و كان غالبا ما يعود بطولة عالم 12م. شارك في 1971منذ عام.بالنصر بعد كل بطولة. نتيجة أخرى غيرنتيجة النصرلم تكن في متوقعات احد ابدا

لرياضية يتذكر ارسين شعيبوفيتش انه في ذلك الزمان، إذا حصلنا على المركز الثاني مثلا، فعند لقائنا اللجنة (لجنة الشؤون) ولهذا لانستطيع رفع نظرنا الى عيون اللجنة. المحرر. -في إطار مجلس وزراء اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية وهذا الانطباع لم يتشكل عبثا، ولكن تشكل على مدى ان فريق بالوف لا يمكن أن يخسر. يعني، ان هناك انطباع سائد يقول ». يكن لهذا الفريق نظيرا في العالم كله فترة طويلة من الزمان و لم

قال بالوف أن الانتصارات في ذلك الزمان كانت تعامل على النحو المطلوب، لذلك من الصعب القول ان الانتصارفي إيطاليا.أو إنجلترا مثلا او أي مكان آخركان أكثر إشراقا من الاخر

حتى عام 1971من عام للفترةية. وفزنا في جميع البطولات الأوروبية، لقد فزت بعشر بطولات عالم "يقول المدرب الكبير: وهذا يعني، ان كل الجوائز في -. وحصد كل من الرجال والنساء جميع الجوائز م،عندما كنت انذاك المدرب الرئيسي1992

الرماية على مسافات محددة، وهذا هذه في النار هناك يطلق -أوروبا كانت لنا. كان هناك أيضا البطولات الأوروبية المغلقة". لذلك نحن لم نخسر حتى في كل البطولات الأوروبية -الرماية نوع من انواع الاحتراف في

فان الكثير من الميداليات التي حصدت في الالعاب العالمية والأوروبية، وكذلك الألعاب الأولمبية، صفت -دعما لما قيل سابقا.زينت شقة بالوففتلف الكؤوس والسهام جنبا إلى جنب مع مخ

 

"في مدينة يورك، فازت إيما غابشينكو، وهي من الرياضيين في الاحتياط بالمنافسة الفردية، وخسرنا نحن أمام فريق بولندا. لقد خسرنا 3 نقاط فقط! - مضى 25 عامًا، وآرسين بالوف يشعر بالأسى مما جرى في هذه الحادثة. - فقبل المغادرة، يخضع الجميع عادة الى فحص طبي عام. وبالخطا - أخذوا امرأة إستونية حاملة. كان جسمها الرياضي شبيه باجسام الرجال - والحمل لم يكن ملحوظا على الاطلاق. وعندما وصلوا، بدات عليها عوارض الحمل من تقيؤاة و غيرها. نحن لم نفهم شيئا و اعتقدنا انها تسممت باكلة ما. لقد فقدت 200 نقطة أقل مما كانت تكسبه في معدلاتها. وفقدنا ثلاث نقاط. هذا امر لن انساه طوال العمر. وأعطيت نفسي عهدا: عدم قبول الحوامل في الفريق الوطني. و "المثير للامر" انه لم يكن هناك انذاك (طبيب نسائي ضمن اللجنة الفاحصة - المحرر). لكن لا تزال هناك قصة اخرى شبيهة بالاولى. يقولون أن الحصان يقع في الحفرة مرة واحدة، وأنا ارتكبت الخطأ لمرتين. لا أعرف هل انا أسوأ من الحصان"؟

وهزيمة أخرى تم طبعها في ذاكرة المدرب. ففي عام 1977م، عقدت كأس العالم في العاصمة الأسترالية كانبيرا. كان من الضروري الذهاب إلى هناك على الأقل قبل أسبوع واحد بهدف التكيف والتأقلم.

"لم يعطونا أسبوعاً، لأنه لم يكن هناك نقود"، حدثنا أرسين شعيبوفيتش عن هذا الأمر. - وخسرنا أمام الأميركيين، على الرغم من أنهم لم يكونوا أكثر استعدادًا منا. لكنهم كانوا في نيوزيلندا - هناك قاعدة عسكرية أمريكية - وكانوا يمارسون بهدوء لمدة شهر.وعندما وصلنا - كان لا يزال الطقس لطيفا، ومطر خفيف، وما ان بدأت المنافسة - وصلت الحرارة الى 50 درجة مئوية".

 خلال الفترة التي عملنا بها مع فريق الاتحاد السوفياتي الوطني، اعد أرسين بالوف الفريق لست العاب اولمبية، الأربعة منهم 1972 في ميونيخ، 1976 في مونتريال، 1980 في موسكو و 1988 في سيول - فازبجميع الدورات. لكنه في كثير من الأحيان يتذكر مقاطعة الاتحاد السوفياتي للأولمبياد في لوس أنجلوس في عام 1984 وفضية برشلونة في عام 1992م.

في عام 1984، قررت قيادة البلاد عدم إرسال الرياضيين إلى الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس. كان هذا ردا على مقاطعة الامريكان لأولمبياد موسكو عام 1980. عقدت بلدان المعسكر الاشتراكي مباريات بديلة في تشيكوسلوفاكيا.

" بالنسبة لاي رياضي، فان الفرق بين الألعاب البديلة والالعاب الحقيقية - كالفرق بين السماء والأرض. حتى أنها أقل مكانة من كأس العالم - أرسين شعيبوفيتش يتذكر هذه الاحداث بحزن على الرغم من الحفاظ على جميع السمات، إلا أن كل ما كان من المفترض أن يفوز في الألعاب الأولمبية تم تطبيقه على الفائزين في هذه الألعاب، بما في ذلك الرتب الرياضية والمكافآت النقدية".

في الوقت نفسه، تم إعطاء المدربين في جميع الألعاب الرياضية أمرًا:عليهم تحطيم ارقام الفائزين الذين شاركوا في الألعاب الأولمبية في لوس أنجلوس. وكل من عمل تحت اوامر ارسين بالوف تجاوب في أداء هذه المهمة و بدون مشاكل.

"كانت هناك اوامر، فامتثلنا لها، ومع ابتسامة كان المدرب يروي الاحداث تلك. - و بالحقيقة هو أننا كنا مستعدين ومتدربين للغاية. في ذلك الوقت كان لدي فريق نسائي مؤلف من- 20 شخصًا، حصلن على 2630 نقطة كمعدل متوسط من النقاط (وللتنويه فان النتيجة القصوى الممكنة للرماية من القوس و السهم هي 2880 نقطة - المحرر). وكان من المفترض أن ارافق

ثلاثة أشخاص فقط. يومها وفي كل العالم، كانت هناك امرأة واحدة فقط - اصلها كورية جنوبية حصدت 6032 نقطة. وهكذا كانت النتيجة عند الرجال ايضا. ولو اننا شاركنا لمزقناهم جميعاً في تلك الأولمبياد. وكنا مجرد راضين بالواقع المفروض علينا في هذه الألعاب البديلة. بالطبع، لم يكن لدى الرياضيين أي ارتياح ضمني. ولا أعتقد أنه يوجد أحد من الرياضيين الذي لم يرغب في الذهاب إلى الألعاب الأولمبية. القيادة العليا في مجال الرياضة بقيادة بافلوف (بافلوف سيرغي بافلوفيتش، الذي شغل منصب رئيس لجنة الثقافة البدنية والرياضة تحت إشراف مجلس الوزراء لاتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية للاعوام 1968 - 1983م المحرر). كان ايضا ضد عدم مشاركتنا. لكن كل شيء انذاك كان يقرر من قبل اللجنة المركزية (اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفياتي)". – المحرر

 

وكانت هناك أولمبياد عام 1992م في برشلونة

« لقد واجهنا بالفعل في برشلونة حالة نفسية صعبة - شرح أرسين شعيبوفيتش أسباب الأداء الغيرناجح للفريق، حيث وصف الألعاب الأولمبية بالفشل. - خضنا الاولمبياد اخر مرة كفريق موحد. اليوم وبسبب ان رابطة الدول المستقلة قد تشكلت بالفعل، فإن هذه الدول المستقلة، قد انضم بعضها إلى الأمم المتحدة، لكل دولة لجنتها الأولمبية الخاصة بها. ومع ذلك فقد قرروا الذهاب إلى هذه الألعاب الأولمبية كفريق موحد. لكن الصلاحيات التي كان المدرب الرئيسي يتمتع بها قد اضعفوها. لم تراودنا يوما فكرة ان نمثل بلدا غير بلدنا في الاولمبياد. فهاهي ناتاليا ناساريدزه - بطلة العالم، وأنا وكامل لجنة التدريب قد استنفذنا طاقات هائلة في اعدادها و في فترة قصيرة من الزمن واستطعنا أن نمنحها لقب رياضية من الطرازالعالمي - سافرت إلى تركيا عشية الألعاب. سألوها: ابقي هنا ان رغبتي، اقترحنا نحن عليها السفر بعد الاولمبياد التي ستذهب اليها. لا، غادرت هي وتركت الفريق عاريا".

 

فقط من اجل بلدي

كما تمت دعوة أرسين بالوف إلى العديد من البلدان.

"في اب أغسطس من عام 1991م، ايام الانقلاب (ابان لجنة الطوارئ الحكومية، التي أنشئت اثناء الانقلاب في الاتحاد السوفياتي – المحرر.) كانت بولندا حاضنة لبطولة العالم وكانت هذه البطولة صعبة للغاية،- يتذكر أرسين شعيبوفيتش

-يومها, كيف كان العديد من الدول في العالم يستقبلون المواطنين السوفييت كلاجئين. ففي وارسو في تلك الأيام، تم إنشاء لجنة لقبول الطلبات ومن ثم إرسالها إلى بلدان اخرى. كنت انذاك مع زوجتي في بولندا، عرض علينا خيارات للجوء، منها كانت أمريكا وإيطاليا وفرنسا والإمارات. وكان برفقتي ايضا يومها مجموعة من المدربين. جمعتهم جميعا وقلت لهم: "يا شباب، لا لبلدان اللجوء!"، وعدنا جميعا سوية إلى الاتحاد السوفيتي".

 

عقد العمل الخارجي الوحيد الذي ابرمه ارسين بالوف كان في عام 1992 في مدينة برشلونة خلال دورة الألعاب الأولمبية، عندما كان واضحا للجميع أن المنتخب السوفياتي لم يعد له وجود. ووافق على العمل في الكويت. لكنه لم يكن مصيره السفرإلى هناك، اذ ان المرض منعه.

في عام 1996، وفي عرض لنتائج مسيرته الطويلة على دروب المجد في هذه الرياضة، ارسين شعيبوفيتش لم يخف ارتياحه و قال: "لقد عشت حقبة تاراسوفا، وتشيرنيشوف، وغوميل ( المدربون المعروفون في كرة السلة و الهوكي السوفييت - المحرر..) وغيرهما من المدربين المشهورين.الجميع ترك وغادر مبكرا، لكني غادرت فقط عندما لم يعد قوام للاتحاد السوفيتي. عاشرت رياضة القوس لمدة 33 سنة. بعد انقطاع قصير عنه جذبني وعدت مرة أخرى اليه: أنا ادرب اليوم فريق موسكو، وأنا النائب الاول لرئيس الاتحاد الرياضي. مستقبلا سوف أترشح لرئاسة الاتحاد. فان نجحت - فسيكون لدينا رئيس أباظة".

لم يحالف الحظ أرسين بالوف ليصبح رئيسا لاتحاد الرماية في روسيا. ففي نفس العام، 1996م، توفي. ودفن في موسكو في مقبرة فوسترياكوفسكي.

фото 20:

قبر ارسين بالوف في موسكو

© من أرشيف العائلة