تواصل البوابة المعلوماتية التابعة للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة نشر قصص عن حياة أبناء الجالية الأبخازية (الأباظة) من مختلف أنحاء العالم. تدور هذه القصة حول مؤسسة ورئيسة جمعية حماية حقوق الحيوان في مصر، السيدة أمينة أباظة.

سعيد بارغاندجيا

السيدة أمينة أباظة، رئيسة جمعية حماية حقوق الحيوان في مصر S.P.A.R.E، أبخازية الاصل، ولدت في القاهرة. يبلغ عمرها الآن 64 عامًا، وقد كرست معظم حياتها لحماية الحيوانات. إضافة إلى ذلك، فان مواطنتنا من مصر تعمل في الإذاعة والتلفزيون المصري، ومترجمة من اللغة الفرنسية.

كان والدها أيضًا رائدا في الصحافة. تقول أمينة أباظة إنه كان "رجلا شجاعا للغاية"، وانتقد السياسيين إن لم يعجبه مواقفهم. وكان يكتب مقالات جريئة للغاية، وتضيف: "قصة والدي بحد ذاتها اسطورة و تحتاج الى الكثير من الوقت لسردها".

نحن على حد سواء نشبه بعضنا البعض - ونشبهكم ايضا

ينتمي جميع أبناء الجالية الأبخازية في مصر إلى عشيرة الأباظة ويحملون رسميًا نفس اللقب - أباظة. تقول أمينة أباظة إن عائلة أباظة المصرية متكافلين للغاية، ويحاول أعضاؤها البقاء على اتصال مع بعضهم البعض قدر الإمكان.

"معظمنا متشابهون بالشكل: فقامتنا طويلة، وبشرتنا بيضاء (مع البشرة الفاتحة - ملاحظة المحرر.)، جميلون وفخورون. فنحن نشبهكم الى حد كبير. وتتحدث أمينة اباظة عن "الأسرة"، التي تكرر افتخارها بها ": "معظمنا أناس شجعان للغاية، اشخاصنا يساعدون بعضهم البعض و المحتاجين ايضا:، نحن معتزون بأنفسنا. ولا أحد يجرؤ على المماس بكرامتنا".           

عندما يعلم الناس، على سبيل المثال، انه في مكان ما، يعملون اشخاص من الأباظة، هنا وللوهلة الاولى يفهم الجميع أنهم موظفون محترمون ويمكن الوثوق بهم وانهم بالتاكيد جديون بعملهم.

"الأباظة يعملون كل ما في وسعهم بجد ونزاهة، وعلى وجه التحديد اولا لأنهم أباظة. نحن نريد الحفاظ على وجهنا وتقاليدنا".

تتحدث أمينة بحماس عن العادات والتقاليد لدى عائلة أباظة في مصر. لكن لسوء الحظ، ضاع الكثير منها مع مرور الزمن، لكن الجيل الأكبر سناً يتذكر بعض العادات بشكل جيد.

واضافت امينة: "حدثتني أمي: انه في احد الايام توفي احد اقربائنا، مكثت آنذاك الأسرة (أسرة أباظة، وممثلو الشتات - من المحرر.) حوالي أربعين يومًا جنبا الى جنب مع اهل المرحوم. الآن كل شيء قد تغير، فكل شخص في يومنا هذا لديه حياته الخاصة، اذ لا يمكننا أن نلتقي كل يوم، لكننا نرى بعضنا ونلتقي في حفلات الزفاف، نرى بعضنا عند زيارة المرضى، وفي الاتراح والجنازات، هل فهمتم ما اعنيه؟ إضافة إلى ذلك، بالطبع، لدينا أصدقاء للعائلة من الاباظة انفسهم. فعندما يحتاج شخص ما في الأسرة إلى شيء ما، فإننا نقف جميعًا لمساندته. اوعندما يكون اي شخص من الأباظة محتاج، فإن جميع اسرة الأباظة تقف الى جانبه".

الرفق بالحيوان مسالة من مسائل الحياة 

اليوم، أمينة أباظة، متحمسة لعملها وشغفها الاساسي هو حماية الحيوانات. على سبيل المثال، اثناء كتابة هذا المقال، كانت امينة ومحاموها يعملون في دعوات قضائية في المحكمة، رفعت ضد ثلاثة وزراء مصريين في آن واحد - ضد وزراء الزراعة والبيئة والسياحة.

وتضيف رئيسة الجمعية قائلة: "أنا منزعجة جدًا عما يحدث في مصر (نحن نتحدث عمومًا عن حالة انعدام الأمن الحيواني من قبل مؤسسات الدولة - ملاحظة المحرر). أنا أكره القسوة والعنف، خاصة عندما يتجلى ذلك فيما يتعلق بالمخلوقات الضعيفة. في هذه الحالة، الحيوانات هي الضعيفة ". لديها حب للحيوانات منذ الطفولة. فعندما كانت فتاة صغيرة في مطلع العمر، لم تتمكن من المرور بجوار حيوان أليف كان في موقف صعب.

" كنت احب ان أطعمهم وألعب معهم. وفي اعماق قلبي، كنت أعلم أنه سياتي يوم من الأيام وسأفعل شيئًا من اجلهم. في إحدى المرات، قتلت خدمات المدينة كلبًا من كلاب الشوارع، الذي كنت على الدوام اقوم باطعامه، الذي كان ينتظر قدومي من المدرسة، و ينتظر معي قدوم الحافلة المدرسية. سمعت إطلاق نار في الليل، وسمعت كلبي يصرخ بشكل رهيب... كان لديه شعر أبيض وكانوا يدلعونه لا بلوس بيللي دو لا تير (اي الأجمل على وجه الأرض - من المحرر.). كنت يومها طفلة صغيرة، وعاجزة عن القيام بفعل أي شيء. لكن منذ ذلك اليوم، وعدت نفسي أنه عندما اكبر سأقوم بمساعدة الحيوانات ". بحسب ما تروي امينة اباظة.

جمعية حماية الحيوان في مصر قامت امينة بانشائها جنبا إلى جنب مع زوجها في العام 2001.

واضافت – "الظروف السيئة التي تعيشها الحيوانات في مصر سببت لي الاكتئاب. أنقذت وأنقذت طوالا العديد من الحيوانات، حتى اصبح منزلي اشبه بحديقة للحيوانات. لكن، بالطبع، هذا لم يكن كافيًا. ثم نصحني زوجي رؤوف ميشريكي باتخاذ إجراء بدلاً من الشكوى و البكاء طوال الوقت. قال لي: "إذا كنت تريدين أن تقومي بفعل شيئً، فافعلي ذلك كما يجب وبشكل صحيح".

تتعلق معظم خطط أمينة أباظة بإنقاذ الحيوانات. هذه المسألة تعتبرها امينة احدى مهامها الأساسية.

تقول أمينة أباظة: "مسألة حماية الحيوانات هي شغفي وخططي للمستقبل، وسأبذل قصارى جهدي لمواصلة ذلك حتى آخر دقيقة من حياتي"، وأضافت: "أشعر بالسعادة عندما أنقذ حيوانا ما، لكن في نفس الوقت، أنا حزينة، لاني أفكر في الآلاف من الحيوانات الأخرى، التي لم تتح لي الفرصة لإنقاذها، وبدون اي شك، فان هذا الامر يقلقني ويؤلمني.

أحلامي عن الوطن 

لم تزر أمينة وطنها التاريخي أبخازيا أبدًا، لكنها على اتصال دائم ببلدها التاريخي الأم عبر تويتر وفيسبوك.

"يجب أن نلتقي من أجل معرفة المزيد عن بعضنا البعض ومعرفة ما إذا كان الأبخاز [المعاصرون] لديهم نفس التقاليد والشخصية والذوق معنا (اي مع عائلة أباظة في مصر - ملاحظة المحرر). هذا مثير جدا للاهتمام. لم تتح لي بعد الفرصة لزيارة وطني، لكنني أعرف أنه بلد جميل وفيه شعب عظيم و مغوار"- تعتقد امينة.

امينة على يقين أيضاً، من أن جميع ممثلي الجالية الأبخازية (الأباظة) الذين يعيشون في جميع أنحاء العالم ينبغي أن يشجعوا على توحيد أبناء شعبهم.

" يجب علينا جميعًا القيام بذلك من أجل أن نرى: ان لدينا قاعدة واحدة، وشخصية واحدة، واننا متشابهون، ونتصرف بنفس الطريقة. وسيكون ذلك رائعا للغاية. الزيارات المتبادلة هي أيضا مهمة جدا. يمكننا أن نأتي إليكم، ويمكنكم أن تأتوا إلينا. ربما بعداد ثلاثة أو أربعة أشخاص كل عام. هذا بالتاكيد سيعطي نتائج إيجابية "، - بهذه الكلمات اختتمت السيدة أمينة أباظة كلمتها.

يذكر أن وفد من المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة سبق أن أجرى بزيارة عمل لمصر كجزء من الأنشطة الدولية الخارجية للمنظمة في عام 2019. خلال زيارة أعضاء المؤتمر، تم عقد العديد من الاجتماعات الهامة، وتم التوصل إلى اتفاقات بشأن التعاون مع ممثلي عشيرة أباظة في مصر، وتطورت بالتالي علاقات الصداقة والاخاء على الصعيد الشخصي ايضا.