شهدت أبخازيا احتفالات شعبية واسعة النطاق بمناسبة يوم العلم الوطني 23 يوليو، وتجري الاحتفالات بهذه المناسبة على نطاق واسع من قبل الشعب الأبخازي (الأباظة) في جميع أنحاء العالم

شهدت العاصمة الأبخازية سوخوم احتفالات شعبية واسعة بمناسبة يوم عيد العلم الوطني لجمهورية أبخازيا، وقد شارك المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي – الأباظة في تنظيم هذه الفعاليات.

على الرغم من هطول الأمطار الخفيفة، وعند الساعة السابعة مساءً، بدأ الناس يتجمعون في الميدان أمام مسرح الدراما الأبخازي: كان هناك برنامج مثير للاهتمام وغني ينتظر ضيوف هذا العيد.

لكل من أراد أن يتصور في مكان الاحتفال، تم تحضير منطقة للتصوير على خلفية لافتة تخص موضوع الاحتفال، وصور كبيرة للمؤلفة ديانا فوبا، و جناح فيها خريطة جغرافية تبين تواجد الأبخاز- الأباظة في الشتات.

وبالقرب من الجناح وضعت لافتات تاريخية عن شعب الأباظة، اذ يمكن للمشاركين في هذا الحدث الحصول على لمحة تاريخية صغيرة عن كل لافتة.

وبشكل منفصل، كان هناك قسم، يظهر فيه العلم الحالي للجمهورية، وأضيفت إليه معلومات تاريخية مفصلة على خلفية الأحداث التي حصلت لحين توكيد هذا العلم الوطني. أشارت رئيسة المجالس النسائية في المؤتمر العالمي لشعب الأباظة، غيتا أردزينبا، وهي واحدة من المسؤولين عن تنظيم الاحتفال، أن هذا اليوم يعتبر حدث مميز بالنسبة للمنظمة، وكذلك لشعب أبخازيا بأسره.

وقالت اردزينبا: "للسنة الثانية على التوالي، نستعد بحماس كبير للاحتفال بيوم العلم. من المهم بالنسبة لنا، ان نغتنم هذه الفرصة لنروي علنا قصة شعبنا مرة أخرى. مرالاحتفال بنجاح، والناس كانوا سعداء وراضون، فقد قرأت ذلك في وجوههم. هذه الأعياد توحدنا. هذا هو سبب آخر لأن نكون فخورين بكوننا أبخاز". 

اقيم حفل موسيقي بهذه المناسبة لجميع الضيوف، حيث عزفت الأوركسترا الشعبية باسم أوتار خونتساريا، وقدم العازفون تيمور خاغبا ومدينة كفاراتسخيليا المحبوبين جميعا لدى الجمهور الابخازي.

وشاركت المغنية مدينة كفاراتسخيليا عواطفها قائلة: "إنه لمن دواعي سرورنا دائمًا تقديم عروض في الحفلات الموسيقية المخصصة لهذه التواريخ الهامة. لدى أبخازيا ما تفتخر به، لقد قطع شعبنا شوطًا طويلاً نحو الاستقلال، واليوم - هو تأكيد واضح على ذلك". 

مشاهدة شريط الصور لهذا الحدث >> 

الحدث الرئيسي في هذا العيد كان الموكب الشعبي. اذ حمل الناس برفقة الفرسان ومجموعة من حاملي الشعلات العلم الأبخازي بمساحة 20× 30 مترًا، مروا بها بمكان يسمى ضفة المهاجرين على رصيف الشاطئ.

وقالت الضيفة مارينا دارتشام، وهي من سكان مدينة سوخوم: "لقد كان المشهد رائعا. كنت سعيدًة جدًا عندما حملت مع عشرات الأشخاص علمنا المحبوب! إن مثل هذه الأحداث توحدنا، مذكّرة بالقيم الرئيسية - وهي الوطن الأم والعائلة والاحترام والوحدة".

وكان بين الحضور في هذا اليوم العديد من الأطفال والكبار في الأزياء الوطنية. لذلك، فقد حضرت ميلانا بارتسيتس مثلا، البالغة من العمر تسع سنوات مع والديها، حيث استعدوا لذلك بشكل مسبق.

وقالت الطفلة: "نأتي الى هذا الاحتفال للسنة الثانية على التوالي، وأنا دائما اتزين في اللباس القومي. هذا هو علمنا، لقد حدثني أبي عنه".

في نهاية المساء، قام اعضاء فرقة الدولة للرقص الشعبي "شاراتين" بعرض رقصة "آيباركيرا" ( مترجمة من الأبخازية -المحرر..)، ويمكن لأي شخص أن يشارك في الرقص مع الراقصين المحترفين. أعربت رئيسة المجالس النسائية في الكونغرس، نيابة عن المنظمين، عن أملها في أن يصبح هذا تقليدًا جديدًا وطيبا للاحتفال بيوم العلم الابخازي.

وتقول في هذا الصدد السيدة غيتا أردزينبا: "حقيقة أن هذا الرقص يوحّدنا، فهذا واضح حقا من عنوانه. نحن فخورون للغاية بأننا تمكنا من تنظيمه، ونحن سعداء لأن الناس تقبلوه برضى كامل ورقصوا في انسجام تام".

في المهرجان، يمكن لأي شخص أن ينضم إلى المؤتمر العالمي لشعب الأباظة عن طريق ملء استمارة خاصة. في نهاية الحفل، ازداد عدد الاعضاء المنتسبين الى المؤتمر ووصل الى... شخص.

بعد الانتهاء من البرنامج الرسمي، لم يتفرق الناس على الفور، بل تابعوا، فغنوا الأغاني الوطنية ورقصوا الرقصات الشعبية.

يذكر أنه تم اعتماد علم الدولة الحديث لجمهورية أبخازيا خلال جلسة المجلس الأعلى لجمهورية أبخازيا في 23 يوليو 1992 في مدينة أكوا (سوخوم)، بعد اتخاذ قرار بإنهاء دستور جمهورية أبخازيا السوفيتية للعام 1978 واستعادة دستور جمهورية أبخازيا الاشتراكية السوفياتية عام 1925. ومنذ عام 2005، يتم الاحتفال بيوم العلم الوطني لجمهورية أبخازيا رسميًا في 23 يوليو.