واصل نادي الاهالي التابع لنادي الحوار للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة سلسلة من لقاءاته مع خبراء في مجال تربية الاطفال. كان ضيف الاجتماع في 8 فبراير هي المتخصصة في الاعداد التربوي أستاندا سادزبا، وكان موضوع الجلسة - اعداد جيل الريادة.
سعيد بارغانجيا
في اجتماع نادي الاهالي التابع للمؤتمرالعالمي لشعب الاباظة، تحدثت المربية والمعلمة والاستاذة في جامعة أبخازيا، أستاندا سازدبا، عن كيفية غرس الصفات العليا لدى الأطفال.
العملية التدريبية ( كوتشينغ) - هي عبارة عن مجموعة من الاستشارات والتدريبات،التي يقوم فيها الشخص ذوي الخبرة (كوتش) لمساعدة شخص آخر على تحقيق حياة معينة أو هدف مهني. في الوقت نفسه، لا يقدم المدرب لتلميذه أي طرق جاهزة لحل المشكلة: اذ يتوجب على الشخص الطالب، من خلال التحليل وبحثه الإبداعي، إيجاد الحلول بنفسه.
التسجيل المصور للقاء على قناة المؤتمر العالمي لشعب الأباظة على "يوتوب"
بدأت استاندا سادزبا بتدريس هذا المنهاج قبل حوالي عشر سنوات. ومع ذلك، وفقًا لاعترافها، فانها كانت تسترشد بنفس المبادئ التي تقوم عليها التدريبات، لكن في وقت مبكر جدًا - اثناء تربية أطفالها.
وقالت أستاندا سادزبا: "لقد أنجبت طفلي الأول وكان عمري 21 عامًا، وعندها كنت على يقين كيف لي ان ارى ابني في الثلاثينيات من عمره. وهو اليوم كما عهدته . لقد مارست هذا طوال حياتي، لكن الآن يمكنني نقله إلى الآخرين".
خلال الاجتماع، كشفت الاخصائية رأيها عن أهم مبادئ هذا التعليم. مشيرة إلى أنه من المهم للآباء، ممن يرغبون في غرس الصفات القيادية لدى الأطفال أن يفهموا أن "الريادي هو ذاك الشخص الذي يعالج الحدث ويتحمل المسؤولية. يعتمد سلوكه على القرارات المتخذة، بناءً على قيمه الشخصية، وليس تتبعا للظروف البيئية".
باختصار، انا اتحدث عن كيفية عدم اعتراض الطفل خلال فترة النمو وتكوين آرائه، وكيفية تربيته بطريقة، بحيث لا تفرض البيئة حالها عليه، بل ان يفرض نفسه على البيئة. تحدثت انا عن الادوات التي تساعد الآباء والأمهات والأطفال عندما يقعون في طريق مسدود، وكيفية الخروج من هذا الطريق المسدود،” - علقت الخبيرة على مشاركتها في أعمال نادي الاهالي.
أثارت كلمة أستاندا سادزبا العديد من الأسئلة لدى الموجودين. وتساءلوا عن مدى فعالية ارسال اطفالهم إلى رياض الأطفال - ام انه من الأفضل تربيتهم في المنزل، وكيفية بناء علاقات ثقة مع اطفالهم، وما هو الدور الذي تلعبه الجد والجدة في تربية الأطفال، وأسئلة اخرى كثيرة.
من جانبها، أشارت رئيسة نادي الاهالي، كاما كفيتسينيا، أن الاجتماع الذي عقد في 8 فبراير لم يكن أول اجتماع للآباء والأمهات في النادي، فقد ساعد ذلك المشاركين على "اكتساب قدر معين من المعرفة" وصياغة أسئلة مدروسة. واشارت ايضا، الى أن الكثير مما قالته المتخصصة المربية كان له مفهوم مشترك مع ما قاله الضيوف السابقون للنادي. واضافت أن كل هذا سمح للآهالي المشاركين في الاجتماعات بفهم المعلومات الواردة بشكل أفضل.
وتابعت كفيتسينيا: "في الاجتماع، ناقشنا مواضيع محددة. على سبيل المثال، ما هي طاقة الطفل، وكيف لنا امكانية فهمها وتوجيهها [بشكل صحيح]. ولفتت الأخصائية الانتباه إلى العديد من الأشياء المهمة. على وجه الخصوص، قضايا الاتصال والروابط، عندما يبدو لنا أن أطفالنا يفهموننا، لكن في الواقع نحن لا ننقل بشكل كاف المعلومات إليهم. من المهم التركيز على الأشياء الصغيرة التي تعتبر مهمة جدا وبالاخص في مرحلة التربية ".
ترى مرامزا ديلبا، وهي عضو دائم في نادي الاهالي التابع للمؤتمر، وحتى اليوم لم تفوت أيًا من الاجتماعات، أنه بعد كل اجتماع من هذا القبيل، "فانك ترى ان هناك شيء يتغيرلدى الاباء والامهات نحو الأفضل".
"الشيء الأكثر أهمية الذي تعلمته بنفسي من هذا الاجتماع هو أنه من الضروري توجيه طاقة الطفل بشكل صحيح"، شاركت ديلبا رايها، وأعطت مثالاً حيا: "اليوم طفلي أراد لفت انتباهي، أراد مني أن العب معه، لكنني كنت بحاجة للحضور الى هنا. لم أعطه الاهتمام الذي كان ينتظره. أفهم من ذلك أنني فشلت في تطبيق مبدأ صرف انتباه الطفل".
وأضافت المشاركة في النادي، الى أن الموضوع الاهم بالنسبة للمشاركين، كان موضوع الثقة بين أولياء الأمور وأطفالهم.
يذكر أن نادي الاهالي هو مشروع خاص يعمل تحت رعاية نادي الحوار التابع للمؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة - كان قد ابتدأ أعماله في 30 نوفمبر2019. و يمكن لأي من الوالدين أن يصبحوا اعضاء في النادي. ووفقًا للمنظمين، فإن الشرط الرئيسي لذلك هو توفر "الاهتمام والدافع".