عقد ممثلو وفد المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة برئاسة موسى إيكزيكوف اجتماعاً خِتامياً مع عائلات الأباظة في المملكة الأردنية الهاشمية خلال زيارة العمل إلى الأردن.
إيزولدا خاغبا
عقد وفد المؤتمر العالمي لشعب الأباظة برئاسة رئيس المجلس الأعلى موسى إيكزيكوف في عمان، اجتماعاً مع أسر عائلات الأباظة الأردنية، مُختتماً بذلك الزيارة الى المملكة الأردنية الهاشمية.
وخلال اجتماع، ناقش أعضاء المؤتمر وممثلي المجموعة العرقية الأبخازية (الاباظة) الخطط المستقبلية المشتركة في جوٍ عائلي مريح، حيث تحدثوا عن الوضع المعيشي للجالية في الأردن، وكيف يمكن للمؤتمر العالمي أن يقيم علاقات مع المواطنين في الخارج.
وأقيم هذا الحدث في قاعة استقبال الجمعية الخيرية الشركسية. وقد افتتح الأمسية، رئيس الجمعية الخيرية الشركسية جانبيك زهدي الذي أشار إلى أن المنظمة الشركسية مستعدة للتعاون مع المؤتمر العالمي لتطوير العلاقات مع الجالية الأبخازية (الأباظة) في الأردن، وأعضاء المنظمة العامة "ديوان الأباظة" الذين هم أيضاً أعضاء نشطين في الجمعية الخيرية الشركسية.
وأعرب رئيس "ديوان الأباظة" حسن أباظة (تشيتشبا) بدوره عن استعداد منظمته لدعم عمل المؤتمر العالمي لشعب الأباظة في الأردن.
وقال حسن أباظة (تشيتشبا): "نحن مستعدون لدعم المؤتمر العالمي لشعب الأباظة وموسى إيكزيكوف في جميع المساعي، ونأمل أن يحقق، بوصفه رئيس المؤتمر، جميع الأهداف".
وأشار رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة موسى إيكزيكوف، في كلمته أمام الحضور، إلى أن الاجتماع كان "شفافاً" بوجه خاص، ويلمس الحواس.
وأكد إيكزيكوف، إلى أن الاستنتاج الذي توصل إليه خلال هذه الزيارة، هو أن الجالية الأبخازية (الأباظة) في الأردن "مندمجة و بعمق في حياة وأنشطة الجالية الشركسية في البلد"، مما يسمح للجاليتين بالمحافظة على ثقافتهما وتقاليدهما.
وقال إيكزيكوف: "سيكون من المستحيل الحفاظ على العادات والتقاليد في الأردن إذا لم يكن هناك دعم من قبل سلطات هذا البلد، وفي حال عدم وجود الظروف المناسبة لذلك. وأود أن أشكر ملك الأردن على هذا الموقف المتفاني والدعم الشامل لجميع الشركس والأبخاز والأبازين. وأنا على يقين من أن جانبكم (أي جانب جالية الأباظة في الأردن– إضافة المحرر) الأمر مُتبادل، والحكومة ترى فيكم الدعم الكامل لمسار شعبها".
ثم أشاد رئيس المؤتمر العالمي بعمل القناة الفضائية التلفزيونية "نارت"، والتي زار مكتبها في وقت سابق. فقد قدمت هذه القناة في بثها حيزاً كبيراً للقطات الفيديو لأبخازيا، والتي تُعرض بشكل مستمر. (عقب الاجتماع من المقرر كذلك بث مواد خاصة ببوابة المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة –اضافة المحرر).
وفي اللقاء الذي تمَّ مع عائلات الأباظة، شدَّد إيكزيكوف على أهمية المشاركة المباشرة للمغتربين في عمل المؤتمر العالمي في جميع بلدان إقامتهم. كما تحدث عن أهداف المؤتمر وكيف يمكن تحقيقها.
فعبر إيكزيكوف عن ذلك قائلاً: "إن مهمتنا هي أن نبذل كل ما في وسعنا لتنمية أبخازيا على نحو مستمر، وهذا يتطلب جهود كل واحد منا (من ممثلي المجموعة العرقية الأبخازية (الأباظة) – اضافة المحرر). ولدينا خبرة في إنشاء مكاتب إقليمية للمؤتمر العالمي ومجالس للشباب والنساء في أبخازيا وفي أبازاشتا، وبرامج للتوجيه الثقافي والعلمي والتعليمي والرياضي والاجتماعي. والناس هناك بمفردهم يغيرون بيئتهم و الظروف المعيشية بشكل ديناميكي. هذا النظام يسمح بتغيير وعي ومزاج الناس. وهناك اعتقاد، أنه عندما نكون متحدين، يمكننا أن نفعل كل شيء، لأن الإنسان، خُلق للإنشاء، وفي نهاية المطاف يجد دائماً الطريق لتحقيق أحلامه".
وأشار رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة إلى أنه خلال الزيارة إلى الأردن، وبعد التواصل مع الأشخاص في جميع الاجتماعات، أصبح لدى وفد المؤتمر حافز قوي للقيام بعمل أكثر نشاطاً وارتباطا مع الجالية.
وكأحد السبل الرئيسية للتواصل وتبادل المعلومات، أشار موسى إيكزيكوف بشكل خاص إلى بوابة معلومات رسمية تابعة للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة، أطلقت في أيلول من العام الماضي.
ثم قدمت إيزولدا خاغبا محررة بوابة المعلومات عرضاً مفصلاً لموقع المؤتمر العالمي على الإنترنت وتحدثت عن الفرص التي تتيحها البوابة للقراء.
فتحدثت خاغبا قائلة: "اللغات الست التي تبث بها البوابة تتيح "التحدث" مع الجالية بلغة بلد إقامتهم. من المهم أن المعلومات التي تقدم للقراء حول أنشطة المؤتمر الثقافية والأحداث الرياضية، و حول تاريخ الشعب، وعن حياة مواطنينا في جميع أنحاء العالم كانت بسيطة و مفهومة. وتتاح للمستخدمين المسجلين فرصة التعليق على المواد، والعثور على أبناء الوطن في بلدان أخرى، وتبادل الاتصالات والمعلومات. كما يمكن أيضاً تحميل استمارة طلب العضوية في المؤتمر العالمي من الموقع مباشرة، والتي يتم بعد ذلك إرسالها إلى العنوان المحدد".
وأبدى جميع الحضور اهتماماً جاداً بعمل المؤتمر، وبفرصة أن يصبح عضواً فيه. وكان الضيوف مهتمين بمعرفة الى ماذا يرمز شعار المؤتمر، وكيف يتفاعل المؤتمر مع السلطات الرسمية في أبخازيا، وما هي الفرص المتاحة لإقامة العلاقات الاقتصادية بين الأردن وأبخازيا و أكثر من ذلك بكثير.
كما أعرب الشباب عن رغبتهم في المساعدة في العمل الذي سيقوم به المؤتمر العالمي لشعب الأباظة في الأردن.
فعبَّر الشاب ماهر أباظة أحد ممثلي الجالية قائلاً : "أخبرونا: ماذا يمكننا أن نقوم به للنهوض بعمل المنظمة في بلدنا؟ نحن نفهم مدى أهمية مشاركة الشباب وأن يقيموا علاقات مع وطنهم التاريخي. إن المستقبل للشباب، ونحن مستعدون للوقوف سوية!".
أجاب موسى إيكزيكوف على ذلك، وهو يشدد دائما على أهمية إشراك الشباب والأطفال في مختلف المشاريع قائلاً:
"لحل مشاكل الشباب، من الضروري فهم ماهيتها. وللقيام بذلك، نحتاج إلى التحدث معهم. وينبغي إنشاء مجلس للشباب من أكثر أعضاء المجتمع نشاطاً في الأردن. معاً سنكتب برامج لحل المشاكل القائمة، و معاً سنكتب برنامج لمستقبلهم. وكلما تفاعلنا بشكل أوثق، كلما حُسمت المسائل بمزيد من الفعالية".
بعد الجزء الرسمي للحدث بقيَّ المشاركين لفترة طويلة: فقد كانت هناك العديد من الأسئلة الإضافية، و تبادلوا أرقام الهواتف، وأعربوا عن أملهم في مزيد من الاجتماعات، وللذكرى التقطوا الصور الجماعية.
في وقت سابق، وفي إطار الزيارة إلى المملكة الأردنية الهاشمية في الفترة من 24 إلى 27 آب، عقد وفد المؤتمر العالمي بقيادة موسى إيكزيكوف اجتماعات أخرى. على وجه الخصوص، مع ممثلي الجالية الأبخازية (الأباظة) في مكتب المنظمة العامة "ديوان الأباظة"، ومع الناشطيين السياسيين والاجتماعين في الأردن، ومع نائب رئيس مجلس الشيوخ في الأردن منير صوبر، ومع المؤسس المشارك للجمعية الأردنية الشركسية للشباب وعضو مجلس النواب في الجمعية الوطنية (البرلمان) في الأردن منصور سيف الدين مراد سجاج، ومع رئيس النادي الرياضي "النادي الأهلي". كما زار الوفد المدرسة الشركسية في عمان والتي يدرس هناك ممثلي الجالية الأبخازية -الأباظة الاردنية، كما درس الوفد أيضاً ماهية عمل قناة التلفزيون الفضائية الشركسية " نارت"، التي تُحدث العالم بأسره عن حياة الجالية الشركسية في الأردن.
وقد أدرجت زيارة المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي-الأباظة الى لمملكة الأردنية الهاشمية في الجدول الزمني للرحلات الخارجية لقيادة المؤتمر لعام 2019، الذي أقره أعضاء المجلس الأعلى في عام 2018. وحتى نهاية هذا العام، يعتزم المؤتمر أيضاً زيارة سوريا وألمانيا وهولندا وتركيا.