كل جيل وله عازفيه . وبين شباب الأبازين اليوم ، هناك مواهبة حقيقية لدى العازفين على الهارمونيكا - أكثر الآلات الموسيقية القومية انتشارا. لكن الخبراء والعازفين أنفسهم يعترفون أنه حتى يومنا هذا لم ينجح أحد في تجاوز مهارة زولي إريچيفا ، فلقد كانت مبدعة وأصيلة في طريقة ادائها.

заглавное фото:

زولي إريچيفا

заголовок:

زولي اريچيفا: تناغم في الدم وفي القلب وفي الروح

автор:

غيوركي چكالوڤ

лид:

كل جيل وله عازفيه . وبين شباب الأبازين اليوم ، هناك مواهبة حقيقية لدى العازفين على الهارمونيكا - أكثر الآلات الموسيقية القومية انتشارا. لكن الخبراء والعازفين أنفسهم يعترفون أنه حتى يومنا هذا لم ينجح أحد في تجاوز مهارة زولي إريچيفا ، فلقد كانت مبدعة وأصيلة في طريقة ادائها.

фото_1:

زولي اريچيڤا مع اداتها الموسيقية المحببة

© من أرشيف العائلة

подзаголовок:

صديقة الطفولة

«كتبت زولي چامبوتوفنا اريچيفا في قصصها «عن الهارمونيكا الابازينية» - الهارمونيكا هو وئامي، والذي أحبه من كل قلبي. على الرغم من أنه لا تتكلم لغتنا البشرية، ولا تروي لي القصص العجيبة، لكنها تروي لي تاريخ شعبنا ، ووقائع زماننا ...». كانت الهارمونيكا بالنسبة لها ليس مجرد آلة موسيقية.بل صديقة يمكن أن تتحدث معها ، وتقاسمها الأفراح والأحزان.

фото _2:

زولي اريچيفا – الاولى من اليسار مع عائلتها 1920 – م1930

© من أرشيف العائلة

ولدت زولي اريچيفا في عام 1912م في قرية دوداروك (و تسمى الآن قرية بسيچ - المحرر ..)، وتتحدث الاساطير عن ان الأميردوداروكوف ربح رهانا كان قد اشترطه مع أحد ابناء الامراء الاديغة، والرهان كان على مائة راسا من الخيول، يقدمها الاديغي ،إذا وجد في القرية بيت واحد على الأقل لا يجيد العزف على الهارمونيكا. لم يكن هناك مثل هذا المنزل في القرية اساسا. ولا عجب في ذلك طبعا، والفضل يعود الى زولي التي كانت محاطة بالموسيقى ومن ثم تعلمتها وعلمتها للاخرين .فعندما كانت طفلة، كانت غالبا ما تقصد احد الجيران للاستماع إلى المعزوفات التي كانت تعزف على االهارمونيكا القديمة. وعندما تنشغل الجارة بمهامها المنزلية ، ترى زوليا قد أخذت الأداة وحاولت تكرارما سمعته منها . يقولون ان والدها جامبوت لاحظ فيها هذه الموهبة، فباع الأب البقرة الوحيدة واشترى لها هارمونيكا. ومنذ ذلك اليوم ، وهي تعانق الموسيقى. كانت تدرس نفسها بنفسها - لم يدرسها أحد قط مبادئ الموسيقي . لمجرد مشاهدتها و سماعها الايقاع من الكبار ، تعلمت الفتاة زولي العديد من نغمات الرقص والأغاني. كانت زوليا انذاك في العاشرة من عمرها فقط ، وكل الحفلات الريفية تقريبًا اصبحت تحت توجيهاتها : فقد دهش كبار السن من كيفية أداء الفتاة الصغيرة بمهارة للألحان القديمة. عندما تكون عندما ظهرت في الثلاثينات حلقة للرقص في قرية بسيچ، فإن السؤال حول من سيصبح عازفها لم يكن موضع نقاش عند احد ، فالكل كان يشير الى زولي ايريچيفا ! عملت الحلقة بنجاح ، واستنادا الى تفوقها، وعلى ضوئها تاسست فرقة تشركيسيا للغناء و الرقص الشعبي في المقاطعة.

фото_3:

زولي إريغيفا (الثانية من اليمين في الصف الأول) ، ابنها جورجي دزيبا عضو الفرقة الحكومية اللغناء والرقص الشعبي في منطقة قراشاي- تشيركيسك ذات الحكم الذاتي، 1950م

© من أرشيف العائلة

подзаголовок:

«!اعزفي لي لحني يا زولي »

في أوائل الثلاثينيات من القرن العشرين ، تزوجت زولي من كابلان دزيبا - المولود في قرية كوفينسك (التي أصبحت اسمها الآن قرية ستارو - كوفينسك - المحرر). رزقوا بابنتان وابن غيورغي ، الذي كرس حياته أيضا للموسيقى.

фото _4:

زولي اريجيفا مع زوجها كابلان دزيبا في الثلاثينات

© من أرشيف العائلة

حصلت زولي على الشهرة و الاعتراف الشعبي بها بوقت متاخر، بعد الحرب الوطنية العظمى ، التي تركت أثرًا عميقًا في مصيرالجيل الذي نجا من هذه المأساة بأكمله. حافظت زولي إريجيفا في قلبها امتنانها الدائم للجنود الذين دافعوا عن البلاد. وكتبت في مذكراتها - « في كل مرة عندما تلمس اصابعي الهرمونيكا الخاصة بي، اتذكرشبابنا الأبطالنا الذين ارتقواالشهادة في مقاومتهم للعدو» - اتذكرهم عندما كانوا يطلبون مني في الاحتفالات السعيدة ان اعزف لهم بقولهم «اعزفي لحني يا زولي !.» بهذه العبارة ، كنت البي لكل واحد منهم معزوفته المفضلة».

عملت زولي نفسها في الحقول ، شأنها في ذلك شأن جميع النساء اللائي بقين في المؤخرة . ولكنها لم تترك مهنتها المفضلة ، التي أنقذت حياتها يوما وحياة أولئك الذين عملوا معها. ففي أحد الأيام ، وبعد عودتهم من العمل ، فقدت مجموعة من الفلاحين طريقها في ظلام الليل. في ذلك الوقت ، كانت أسراب الذئاب تجوب المنطقة في كل مكان، والتي غالبا ما تهاجم الناس. البقاء في الليل في الميدان كان خطيرا. عرفت زولي أنهم سيسعون للبحث عنهم. ولكن كيف سيتم العثور عليهم في هذه الظلمة الحالكة ؟ فما كان لها الا ان أخرجت الأكورديون وعزفت عليه. وتتبعا لهذه الأصوات ، وجد القرويون الذين ضلوا طريقهم للقاء من يبحث عنهم .

фото _5:

زولي اريجفا مع الهرمونيكا

© من أرشيف العائلة

رقص «العالم كله» على موسيقى زولي بعد الحرب ، تم الإعلان عن البدا في تشكيل مجموعة جديدة لفرقة الغناء والرقص الشعبي في منطقة تشركيسيا.«ابتدات المنافسة.وراح كل المتسابقين يرقصون على انغام زولي إريجيفا . يقول محمد ماخوچيڤ في مذكراته الذي كان مسؤولا في مسالة الاختيار - كانت زولي هي المشرفة على الفرقة وقال : اسمعوا ما سأقول؟ عملت في الفن لمدة 45 عاما. وخلال هذه الفترة، لم أر أي شخص يعزف على الهارمونيكا اروع من عزفها».

фото _5_2:

زولي اريجفا في الوسط

© من أرشيف العائلة

وتحدث عضو الفرقة كونستانتين شخاغوشيف عن اجتماعه الأول وعمله مع زولي اريجيفا. قال «كنت لا ازال شابا، عملت حينها على مقطورة في الكلخوز وفي احد الايام، بعد عودتي من العمل، سمعت صوت اوكورديون وبربان ينبعثان من بيت الجيران ( البربان هو الطبلة الصغيرة ). سالت نفسي ما إذا كانوا قد احضروا عروسا إلى المنزل، أم انه فرح من نوع اخر- وكانت زولي مدعوة مع راقص يرافقها ، فكانت زولي تعزف و الراقص الذي قدم معها يرقص . لم أستطع مقاومة نفسي، وبدات ارقص ايضا. بعد وقوع هذه الحادثة، دعتني للانضمام إلى الفرقة. أصبحت زولي بالنسبة لي كالأم، وكانت تعاملني بمثابة ابن لها».

фото _6:

زولي اريجيفا مع زملائها في الساحة الحمراء ، موسكو في الخمسينات من القرن الماضي

© من أرشيف العائلة

фото _6_1:

بطاقة الفنانة - العازفة زولي اريجيفا 1957م

© من أرشيف العائلة

фото _6_2:

معزوفات زولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

في عام 1957م ، أقيمت مهرجانات في موسكو مخصصة للاحتفال بالذكرى السنوية الـ 400 لضم تشركيسيا إلى روسيا

وتابع محمد ماخوجيف قائلا« في سياق المهرجان لشعوب منطقة تشيركيسك الذي دام عشرة ايام في موسكو، تم طلب سجادة ضخمة بسماكة 5 سم، والتي تم تصنيعها في الصين - وعلى هذه السجادة رقص 500 شخصا من جميع أنحاء العالم. ورافقتهم زولي بالعزف جميعاً. ثم تم منحها لقب « الفنانة الفخرية لعموم جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية».

фото _6_3:

ميدالية زولي اريجيفا، الفنانة الفخرية لعموم روسيا الاتحادية

© من أرشيف العائلة

كانت زولي إريجيفا واحدة من أولى النساء اللاتي حصلن على هذا اللقب. والحالة نادرة: نفس المرسوم تم منح لقب الفنان الفخري لعموم جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفياتية لابنها غيورغي دزيبا.

фото _7:

زولي اريجبفا و غيورغي دزيبا

© من أرشيف العائلة

подзаголовок:

«الموسيقى لا تلد الا موسيقى»

اليوم ، زولي إريجيفا قد فارقت الحياة منذ سنين طويلة ، ولكن لحسن الحظ، ففي رصيد إذاعة قراشاي - تشركيسيا هناك سجلات محفوظة لها - 67 وحدة محفوظة. من بينها - اضافة الى لألحان الشعبية ، هناك أعمالها الموسيقية الخاصة. وتقول نينا كيشماخوفا، المحررة في قسم الموسيقى في هيئة الإذاعة الإقليمية: «سجلات زوليا اريجيفا هو«رصيدنا الذهبي في إذاعتنا». - يتم حفظهم كشئ لا يقدر بثمن ، ويجب تناقلهم من جيل إلى جيل».

фото _8:

بطاقة زولي اريجيفا في استحقاقها ميدالية « العمل البارع »

© من أرشيف العائلة

фото _9:

ميدالية «العمل البارع » لزولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

عمل مؤيد خاراتوكوف لمدة 40 سنة في الإذاعة كمهندس صوت ، وسجل مرارا الحان زولي إريزييفا. ويتذكر قائلاً: «لأول مرة رأيت زولي في قريتي كوبينا ، حيث كانت تزورأقاربها من عائلة كيشماخوف، - كانت زياراتها بمثابة عيد لجميع اهل القرية ، الذين كانوا يتجمعون لسماع الحانها . ثم في الراديو ، كثيرا ما كنا ندعوها للتسجيل. فقبل التسجيل ، كانت تدرب اصابعها لفترة طويلة ، لدرجة اانك تحسبهم انهم بدأوا يركضوا برشاقة فوق مفاتيح الاوكورديون وبالسرعة التي تريدها».

фото _10:

تحت اشراف العازفة زولي اريجيفا

© كوستيا شخاغوشيف

фото _11:

الرقص مع الخناجر ، تحت اشراف العازفة زولي اريجيفا

© كوستيا شخاغوشيف

وتقول نينا كيشماخوفا ، المحررة الموسيقية في ذكرياتها ، إن تسجيلات زوليا في الراديو كانت تتم دون أية مرافقة في الايقاع ، لكنها في احد التسجيلات طلبت مرافقتها على الطبلة - البارابان «طلبت ان يضبط معزوفتها ضارب طبلة متمكن .اتصلنا بإيديك خاتشوكوف من فرقة « أبازينكا » وسجلنا الاداء معًا. بعد التسجيل ، سألت زولي: « ابن من يكون هذا الشاب؟» شرحت لها أنه من عائلة خاتشوكوف ، ابن ليلي غونوفا ( عازفة الأكورديون المشهورة من الستينات إلى تسعينيات القرن الماضي. المحرر). فاجابت زولي: «آههاههههه ، - «فالموسيقى لا تلد الا موسيقى».

фото_12:

زولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

фото_12_2:

شهادة استحقاق زولي اريجيفا لميدالية «العمل البارع»

© من أرشيف العائلة

фото_12_3:

ميدالية زولي اريجيفا «العمل البارع»

© من أرشيف العائلة

подзаголовок:

أوركسترا في أداة موسيقية واحدة واضاف مهندس الصوت مؤيد خاراتوكوف القول- «في الواقع ، كان يردنا الى الاذاعة الكثير من عازفي الاوكورديون المشهورين في قراشاي تشركيسك .- واستطعت أن أسجل اغلبهم ، إن لم اقل كلهم - لا يمكن الخلط بين معزوفات زولي مع معزوفات أي

شخص اخر. كان صوت اوكورديون زولي يبدو وكأنه أوركسترا ». يؤكد كونستانتين شاغوشيف أن اوكورديون زولي يمكن تمييزه من بين الاف الاصوات الآخرين. واضاف : « بمجرد أن أسمعه بالراديو ، أقول على الفور:« هذه - زولي »، «كانت زولي تستخدم في ادائها باس واحدة فقط ، وتناسق في أداء الألحان وسلاسة في الانتقال»، - الحانها تعكس مهارات اداء غالينا غوجيفا الملحنة المهنية ومعلمة في العزف على الهارمونيكا. و الشيء الأكثر أهمية هو أن الخبراء والمستمعين يلاحظون أن الروحانية متأصلة في الحانها. الأناشيد التي تؤديها زولي اريجيفا تأخذ الروح ، وتولد المشاعر الطيبة ، وتجلب الحزن ، وتدخل الفرحة.

фото _13:

تحت اشراف العازفة زولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

фото _14:

تحت اشراف العازفة زولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

في تلك السنوات ، لم يكن هناك دور للتعلم على الهارمونيكا أبدًا ، ولم يكن هناك عازفون محترفون. و يقول محمد مخوجيف ان العازفين في الفرقة كانوا ممن تعلم العزف بنفسه . وأصبحوا فيما بعد جميعًا تلامذة لزولي. لقد أتقنت في الماضي تعلم العزف على الالة بشكل مثالي ، وشاركت بسرور أسرار إتقانها مع الموسيقيين الشباب.

احدى تلامذة زولي اريجيفا كانت زاريليا تسيكوفا التي قالت -يومها أخذوني مباشرة من ارض الفلاحة واقتادوني للاختبار. - ومن بين جميع المتقدمين اختارتني زوليا لمرافقتها في قيادة الفرقة معها». تعد العشر سنوات، التي عملت فيها زاريليا تسيكوفا جنبا إلى جنب مع زولي اريجيفا من اكثر السنوات روعة بالنسبة لها ، مما سمح لها أن تصبح واحدة من أفضل العازفين الابازين.

фото _15:

شهادة استحقاق زولي اريجيفا لميدالية «الرائدة في العمل »

© من أرشيف العائلة

фото _16:

ميدالية «الرائدة في العمل » لزولي اريجيفا

© من أرشيف العائلة

подзаголовок:

الرفيقة الحقيقية للحياة

كتبت زوليا في مذكراتها- «في الهارمونيكا طلب وحكمة. فمن ايام شبابي، والهارمونيكا تبحث معي. إنها في دمي ، في قلبي، و في روحي. تدخل الهارمونيكا اعماقي فتنعشه وتارة تحزنه و تارة تفرحه. وفي اللحظات العصيبة للشخص تأتي لمساعدته »،- لقد كان لزولي في الحياة تجربة عصيبة . لقد توفي زوجها في وقت مبكر ،عانت قسوة الحياة مع أطفالها الثلاثة. وقد ساعها في تحمل هذه الاعباء ، وجود اداتها المحببة –الهارمونيكا.

фото _17:

زولي اريجيفا مع حفيدتها ، في الثمانينات

© من أرشيف العائلة

وفي مقابلة إذاعية سجلت في عام 1977م من قبل دينا جاجيفا (مذيعة الراديو في الاعوام 0196-1990م المحرر.)،قالت: «الآن عمري 64 سنة. وعلى الرغم من أن المرض قد جعلني الازم السرير ، الا ان عيني مازالت تتطلع نحو الهارمونيكا. أنا أحب الأكورديون ، فياعزيزتي دينا. أطلب من أهل بيتي: عندما يتوفاني الموت ، ضعوا الهارمونيكا بجواري . انهم وبكل بساطة يضحكون ...عن مدى حبي لهذه الهارمونيكا، فأنا أحب الهارمونيكا واحب الناس، واعشق أنغامنا».

фото _18:

نصب تذكاري على جدار المنزل الذي عاشت فيه زولي إريجيفا ،قرية پسيچ

© من أرشيف العائلة

توفيت زولي چامبوتوفنا اريجيفا في عام 1989م. سمي الشارع في قرية پسيچ، الذي كانت تعيش فيه ، باسمها ، على جدران منزلها نصبت لوحة تذكارية. وفي شرفة بيتها تقام مسابقة المهرجان الشعبي لموسيقى الأبازين. ويستمر وئامها يطرب البشر: فمعزوفات زولي اريجيفا المسجلة اليوم، تذاع في الراديو وفي مختلف الأحداث و المناسبات و على شبكة الإنترنت. وطالما ان الناس يستمعون إلى هذه الموسيقى ، ستبقى ذكرى زولي في قلوبهم.

видео _1:

الفنانين المخضرمين لعموم روسيا الاتحادية زولي اريجيفا و غيورغي دزيبا

© » هيئة الاذاعة و التلفزيون في « قراشاي تشركيسك