شهدت أبخازيا احتفالات بمناسبة يوم النصر والاستقلال في العاصمة وجميع أنحاء البلاد في 30 سبتمبر.
احتفل الشعب الأبخازي بيوم النصر والاستقلال، حيث أقيمت احتفالا ت لاحياءالذكرى السادسة والعشرين لانتصار شعب أبخازيا في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا ضد الغزاة الجورجيين في جميع مناطق ومدن الجمهورية يوم الإثنين 30 سبتمبر.
جرت المراسم الاحتفالية الرئيسية في العاصمة. ففي صباح هذا يوم، قام ممثلو قيادة البلاد ووفود الحكومات الأجنبية من الدول الصديقة لابخازيا بوضع اكاليل الزهورعلى نصبين تذكاريين – الاول على ضريح النصب التذكاري للرئيس الأول لأبخازيا فلاديسلاف أردزينبا في قرية نيجنايا إيشيرا، والثاني على ضريح نصب الشهداء الذين استشهدوا في الحرب الوطنية لشعب ابخازيا في حديقة المجد في مدينة سوخوم.
المحارب المخضرم في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا سوسو توجبا، البطل الحاصل على ميدالية "الشجاعة". يأتي كل عام لزيارة ضريح الرئيس الاول لأبخازيا، وذلك تكريما لذكراه الخالدة في قرية أردزينبا الأم نيجنايا ايشيرا.
واكد المحارب قائلا: "كنا جميعا تحت اوامره. لقد كان على رأس الأمة، وبدون شك، التزمنا بتنفيذ جميع توصياته. واحرزنا النصر بفضل أفكاره الحكيمة والصحيحة".
مشاهدة شريط الصور لهذه الفعالية >>
وأشار أحد سكان سوخوم أرلان زانتاريا في هذه الذكرى إلى شجاعة الزعيم الأبخازي الاول وإرادته الحرة و الثابتة.
وقال: "اليوم لدينا دولة مستقلة، ولدينا الفرصة لبناء المستقبل والعيش على أرضنا الأم، ويعود كل هذا الفضل له "، ( فلاديسلاف أردزينبا - اضافة المحرر).
بعد وضع أكاليل الزهور عند نصب ضريح الشهداء في حديقة المجد، اقيم عرض عسكري، القى الرئيس الأبخازي راؤول خادجيمبا كلمة امام الحاضرين. وأشار في كلمته إلى أن كل عام يمضي على ذكرى انتصار شعب أبخازيا في الحرب الوطنية 1992-1993، يزداد المعنى الحقيقي لمسيرة الكفاح من أجل استعادة دولتنا القومية، هذه الدولة التي تعود أصولها إلى قرون عديدة.
وجاء في كلمته: "أود أن أعرب لمواطني جمهوريتنا ولجميع أصدقائنا ولكل المهتمين في دول الجوار والعالم عن خالص الاماني الطيبة. أتمنى ألا تتلاشى ذكرى الذين ضحوا بحياتهم من اجل هذا النصر المقدس! ألف تحية اجلال واكبار لأمهات وآباء الأبطال الذين سقطوا شهادة الشجعان في المعارك من أجل تحرير وطننا الأم! أهنئكم بيوم النصر جميعا أيها المواطنون الأعزاء!".
استمرت فعاليات المناسبة، وذلك بمرور مسيرة "الفوج الخالد" في الساحة بالقرب من مسرح الدراما الروسي الحكومي الذي سمي على اسم فاضل إسكندر. تم تنفيذ هذه الفعاليات لأول مرة في عام 2016. الآن تتكرر في كل خريف في العديد من المدن الأبخازية، وإن لم يكن في نفس اليوم. على سبيل المثال، من المقرر انطلاق المسيرة في غاغرا في 6 أكتوبر، وهو يوم تحرير غاغرا من الغزاة الجورجيين، وفي نوفي آفون المسيرة تمت بالفعل البارحة في 29 سبتمبر. اذ يزداد عدد المشاركين في المسيرة التذكارية في الجمهورية كل عام.
وتعبر مريم بارتسيتس، المقيمة في سوخوم والمشاركة في المسيرة للمرة الثالثة عن مشاعرها قائلة: "إنها فعالية مذهلة... هذه الصور للشبان اليافعين... كما لو أن كل هذه الوجوه اصبحت حية في الذاكرة. ولمجرد النظر إليهم: تفهم بالفعل، ان اولادهم قد كبروا حقا. "فالجروح لم تلتئم بعد".
عشية الاحتفال بيوم النصر في 29 سبتمبر، انطلقت مسيرة سنوية آخرى من على الحدود الأبخازية الروسية تحت شعار "مسار الأبطال"، اذ تم تنفيذ المسيرة الاولى عام 2007. وتتمثل بيسيرالمشاركون على خط "طريق الجنود"، ويتوقفون في الأماكن التي خاضت المعارك. على سبيل المثال عند المرور بغاغرا، يتذكرون تحرير المدينة من الغزاة الجورجيين. وفي غوداؤوتا يتحدثون عن أهمية الخطوط الدفاعية الخلفية.
شارك في المسيرة لهذا العام 170 شخصًا، وقطعوا خلال يوم مسافة 120 كيلومترًا تقريبًا، وانتهت مسيرتهم عند حديقة المجد في سوخوم. واشار احد منظمي المسيرة نار تانيا أن جميع المشاركين كانوا قد قطعوا المسافة من البداية إلى النهاية.
وقال تانيا: "أولاً وقبل كل شيء، هذه رحلة إلى التاريخ الحديث لجيل الشباب. واغلب المشاركين في المسيرة لم تتجاوز أعمارهم الـ 20 سنة. مررنا على طول الطريق وزرنا النصب التذكارية واضرحة الشهداء في المدن والقرى الذين استشهدوا في الحرب الوطنية لشعب ابخازيا ووضعنا اكاليل الزهور. مشينا وسرد بعضنا على بعض قصصاً عن الحرب، التي سمعناها من آبائنا وأمهاتنا وإخواننا الأكبر سنا. مشينا حقا على درب تاريخي. أنا مقتنع بأن مثل هذه الأعمال تثير الحب والوطنية في جيل الشباب".
في ذلك اليوم، تم في المتحف الحكومي للمجد العسكري الذي سمي على اسم فلاديسلاف أردزينبا، افتتاح معرض صور للمراسل الحربي فيتالي كيتسبا تحت عنوان "صدى الحرب". قدم اعماله التي التقطها أثناء الحرب الوطنية لشعب أبخازيا. وبفضل كيتسبا، تلقت أبخازيا أرشيف فريد من الصور واشرطة الفيديو. و يتضمن المعرض أكثر من 80 صورة فوتوغرافية.
وقال المراسل الحربي: "في الحرب كان الجميع يواجه الصعوبات: سواء الذين قاتلوا، والذين عملوا كصحفيين. فقد استشهد الكثير من زملائي. كنت بجانب المقاتلين. لم أحارب، ولم يكن لدي سلاح. سلاحي كان الصور والفيديوهات والمعدات. وصورت بقدر استطاعتي كل ما كنت اراه".
وانتهى اليوم الاحتفالي بحفل موسيقي بمشاركة نجوم الطرب الأبخاز واختتمت بالألعاب النارية.
هذا وتقام الاحتفالات بيوم النصر والاستقلال لشعب أبخازيا منذ 26 عامًا، اي منذ اليوم الذي حررت فيه القوات الأبخازية البلاد من الغزاة الجورجيين. ويعتبر هذا اليوم بمثابة يوم استقلال للجمهورية. في 30 سبتمبر من كل عام، يأتي العديد من الضيوف إلى أبخازيا من أجل مشاركة فرحة هذا اليوم مع الشعب الأبخازي. هؤلاء هم أشخاص ذوو أفكار متشابهة من دول صديقة مثل - بريدنيستروفيا و ناغورنو كاراباخ و سوريا وإيطاليا و أوسيتيا الجنوبية و مواطنون من قراشاي - شركيسيا و كاباردينو - بلقاريا و موسكو و سانت بطرسبرغ و تركيا و الأردن.