تم افتتاح نصب تذكاري للجنود الأبخاز، الذين استشهدوا ابان الحرب الوطنية لشعب ابخازيا في قرية أتارا، وذلك بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين للانتصار في الحرب الجورجية الأبخازية.

تم افتتاح نصب تذكاري، تخليدا لشهداء قرية أتارا ، الذين لقوا حتفهم خلال الحرب الوطنية لشعب أبخازيا ، وذلك عشية الاحتفال بالذكرى السابعة والعشرين للانتصار على جورجيا في الحرب الجورجية الأبخازية 1992-1993. تم بناء النصب التذكاري من التبرعات التي قدمت من قبل اهل الخير والمنظمات ، بما في ذلك منظمة المؤتمر العالمي لشعب الأباظة.

وأشار رئيس المجلس الأعلى لـلمؤتمر العالمي موسى إيكزيكوف، إلى أن جيل ما بعد الحرب في أبخازيا تقع على عاتقهم مهمة "القيام بكل ما هو ممكن، حتى تظل شجاعة وبسالة مواطنيهم، بما في ذلك، أولئك الذين قدموا من الدول الاخرى للدفاع عن وطنهم التاريخي ، في ذاكرة الأجيال الحالية والاجيال المقبلة".

وقال ايكزيكوف ، "ان النصب التذكاري في قرية أتارا ، مثله مثل باقي الاضرحة الأخرى، التي نصبت تخليدا لأولئك الذين سقطوا من أجل حرية الوطن أبسني ، هو رمز للبطولة والولاء للوطن الأم. اذ ان حماية المواقع التذكارية المرتبطة بأحداث الحرب الوطنية لشعب أبخازيا في 1992-1993 والحفاظ عليها، اعتبرها من اولى المهام. واضاف ايكزيكوف : "من المهم للغاية، أنه وبفضل الجهود المشتركة لسكان قرية أتارا والمواطنين المهتمين بذلك ، أمكن ترميم هذا النصب التذكاري".

تم بناء النصب التذكاري على أساس نصب تذكاري، كان موجودا بالاصل في هذا الموقع. كانت النتيجة ، انه اصبح نصبا تذكاريًا جديدا.أود أن أشكر كل من شارك بنشاط في عملية ترميم النصب التذكاري. اتمنى السلام والازدهار لشعب أبسني".

قام رئيس الفرع المحلي لـمنظمة المؤتمر العالمي في قرية أتارا ألخاس كفيتسينيا، بدور نشط في عملية بناء النصب التذكاري ، وعمل على جمع الأموال لهذا المشروع. وقال ، إن المبلغ الاساسي لتشييد النصب، جمع من قبل سكان قرية أتارا انفسهم . واعتبر كفيتسينيا مختصرا، أن النصب التذكاري شارك ببنائه " اهل القرية جميعا".

استمرت أعمال البناء لمدة ثلاثة أشهر ، وعمل الجميع ليلا ونهارا . كل يوم ، والى جانب الحرفيين والمهنيين، كان السكان المحليون يتواجدون هنا، وخاصة الشباب. ساعد الجميع قدر المستطاع. وشكر كفيتسينا قائلا : شكراً جزيلاً لكل من كان مهتما بذلك ، وشكرا لكل من ساهم في تخليد ذكرى اولئك الذين استشهدوا في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا".

وحضر مراسم إزاحة الستار عن النصب التذكاري، قادة البلاد بقيادة الرئيس أصلان بجانيا ، وأمهات الشهداء والشخصيات الاجتماعية والقرويين، وبالطبع قدامى المحاربين، الذين شاركوا في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا.

واليكم احدى القصص . ذات مرة ، انتقل الشقيقان - رياض وفريد أروتا - إلى أبخازيا من سوريا، قبل أربعة أشهر من بدء النزاع المسلح. كلاهما كان يحلم بالعيش في وطن أجدادهم. اشتعلت الحرب ، كان الاخ الأصغر رياض في ذلك الوقت يبلغ من العمر 28 عاما ، وكان الأكبر فريد يبلغ من العمر 41 عاما. كلاهما اتجها فورا ودون تردد للدفاع عن وطنهما. اتضح فيما بعد، أن فريد قد استشهد في 16 مارس 1993 في قرية أتارا. خاض رياض الحرب بأكملها وحصل على وسام ليون ( قلد في 4 ديسمبر 1992 الوسام لبطولته الفائقة وبسالته وشجاعته التي ابداها في الدفاع عن جمهورية أبخازيا - ملاحظة المحرر). بعد الحرب ، عاد إلى سوريا ، لكن نداء الوطن الأم كان هو الأقوى: ففي عام 2012 عاد إلى أبخازيا ، حيث لا يزال يعيش هنا، ولديه ولدين وابنة.

حضر رياض أروتا افتتاح النصب التذكاري مع زملائه.

وقال المحارب المخضرم في تعليقه : "هذا يوم مهم للغاية بالنسبة لنا . شكرا جزيلا لكم جميعا".

أضرحة الشهداء، الذين استشهدوا في الحرب الوطنية لشعب أبخازيا، موجودة في العديد من مناطق الجمهورية. في كل عام ، وفي الأيام الهامة و المناسبات الرسمية لأبخازيا ، يأتي سكان وضيوف الجمهورية إلى هذه النصب التذكارية لوضع اكاليل الزهورعليها، وذلك تكريما وتخليدا لذكرى مواطنيهم الأبطال.