نظمت الجالية الأبخازية في موسكو المهرجان المفتوح الثاني للثقافة الأبخازية "أبسني" في العاصمة الروسية موسكو.
سعيد بارغانجيا
أقيم المهرجان المفتوح الثاني للثقافة الأبخازية "أبسني" في موسكو في حديقة "كراسنايا بريسنيا" يوم الأحد 30 يونيو، وقد تم تنظيم هذا المهرجان من قبل الجالية الأبخازية في موسكو وبدعم من سفارة جمهورية أبخازيا لدى روسيا الاتحادية، والقسم التابع لوزارة الثقافة في مدينة موسكو، ووزارة الثقافة وحماية التراث التاريخي والثقافي لأبخازيا، ووزارة المنتجعات والسياحة في أبخازيا.
وتعليقًا على الحدث، أكد رئيس الشتات الأبخازي في موسكو بيسلان أغربا، أن مثل هذه الأحداث في غاية الأهمية، إذ تسمح بتعريف الناس بأبخازيا.
وقال أغربا: "يستطيع الناس في هذا المهرجان التعرف شخصيا على اسس الثقافة الأبخازية، والالتقاء بممثلي الأمة والتجدث معهم مباشرة. يخلق هذا المهرجان التعاطف المباشرة والاتصال مع الناس، وهو أداة فعالة للغاية للجميع في فهم شعب اخر ذو اثنية عرقية أخرى".
وأشار إلى أن المهام الرئيسية للمهرجان هي إظهار الثقافة الأبخازية لسكان موسكو العاصمة وإعطاء الأبخاز المقيمين في موسكو الفرصة ليشعروا ولو "ليوم واحد، انهم في بيتهم".
واضاف: "لقد تجمع الكثير من الناس. ووفقا للتقديرات الأولية، فقد فاق عدد الزوار 10 ألف شخص".
السفر إلى أبخازيا
وبمهمة خاصة، زار المهرجان نائب وزير المنتجعات والسياحة في أبخازيا، استامور بارتسيس. ونيابة عن الوزارة، قام بقرعة بين المشاركين انتقى من خلالها الفائزين ومنحهم اجازة راحة إلى أبخازيا -إلى منتجع بيتسوندا الشهير. وكان الفائز بالجائزة ضيفًة قدمت الى موسكو - من سكان مدينة سمارا إيكاترينا غريديسوفا.
وأردف بارتسيس قائلا: " لا يزال هناك العديد من الجوائز المختلفة. بشكل عام، أود أن أشير إلى أن مثل هذه الأحداث لها أهمية خاصة لجذب حركة السياحة إلى بلدنا. تمكن المنظمون من إثبات اصالة بلدنا. تم تنظيم المهرجان على أعلى المستويات، وهذا، بالطبع، يشكل بالتالي صورة ممتاز لأبخازيا كدولة سياحية".
بحر من الموسيقى
تم تنظيم حفل موسيقي لضيوف المهرجان، حيث قدم الفنانون الابخاز والفرق المشهورة عروضهم. من بينهم الموسيقار الشهير ألكساندر شوا، مغنية الأوبرا أليسا غيتسبا، وفناني الأداء الموهوبين - فاليريا أدليبا، آمرا بارغاندجيا، سعيدة أغربا، غيا بيليا، ميلينا بارتسيتس، فيكتوريا لابيا، فرقة الرقص الوطنية "نارتي" و "ألون".
الفنان شوا: "قمت بتأدية ثلاثة من أغنياتي، بما في ذلك أغنية "سا سيغ ايتاز "وتعني بالابخازية (ما كان في قلبي - من المحرر). فقبل الأداء، تمكنت من السير في الحديقة والتعرف على المهرجان عن كثب. لقد استمتعت بالتواصل مع الناس، وتذوقت الأطباق الشعبية، والنبيذ الأبخازي، قابلت العديد من الأصدقاء من أبخازيا. كنت مع أصدقائي من موسكو، كانوا سعداء، أرادوا معرفة المزيد عن أبخازيا. أنا سعيد بوجود مثل هذا المهرجان".
كما قدمت الشابة المعروفة لمشاركتها في برنامج "أنت رائع !" على قناة ان- تي - في، المغنية الأبخازية فاليريا أدليبا بآداء أغنية "سيغوتسا ايتو" (وتعني بالابخازية ما في قلبي - من المحرر )، واستحوذت على قلوب المستمعين.
الدروس الأبخازية مع المطبخ الوطني والنبيذ الجيد
تضمن المهرجان تقديم دروسًا تفاعلية بالأبخازية من قبل مركز مدرسة العاصمة للإبداع ومدرسة أبخازيا للغات على الإنترنت "الاشارباغا"، وعرض لمختصين في مجال الطبخ والرقص، ودرس في الضرب على الطبل الأبخازي - ادول، وحفل زفاف أبخازي مرتجل مع كل الميزات والطقوس التقليدية الكامنة فيه.. قام زوار المهرجان بتذوق اكلات المطبخ الأبخازي التقليدي، وتعرفوا على السينما الأبخازية واليوغا القوقازية.
أشار تيمور كفيكفيسكيري، وهو مخرج أبخازي شهير، ورئيس لجنة الدولة لسياسة الشباب وأحد منظمي المهرجان، إلى أن الفكرة الرئيسية للمهرجان هي تعريف سكان وضيوف العاصمة الروسية على تقاليد وعادات أبخازيا.
واضاف كفيكفيسكيري "هذه منصة أخرى سمحت لنا بالتعريف عن بلدنا والحديث عنه. كان هناك الكثير من الناس، كان الجميع سعداء للغاية. على الرغم من هطول أمطار خفيفة، لكن لم يغادر المكان أحد، وبفضول كبير شاهدوا كل العروض، وخاصة الرقصات الأبخازية. اما الأكثر شعبية فكان جناح أطباق المطبخ الأبخازي الشعبي.
تم في المهرجان تنظيم تذوق الاكلات الشعبية من قبل المطعم الأبخازي "آتشا - تشا تشا" في موسكو. تمكن الضيوف تذوق الأطباق التقليدية للمطبخ الأبخازي - ايلادج واجافش و ماماليغا، وكذلك تمكنوا من المشاركة في اعمال تحضير اجينجوخا (الحلوى الأبخازية - المكسرات على خيط ومغطاة بخليط عصير العنب السميك - من المحرر) و عجينة محشية بالجبن بالابخازي "أجاتشكا".
اجواء الوطن
وقد زار المهرجان العديد من الأبخاز (الأباظة) المقيمين في موسكو
وتحدثت جانا بارغانجيا، وهي أحد الأبخاز المقليمين في موسكو، عن انطباعاتها قائلة: "لقد غرقت في اجواء وطني طوال المساء، وبالتالي شكرا جزيلا لجميع المنظمين. كنت فخورة بذلك: من الجيد أنه من خلال منظور هذا المهرجان، يمكن التعرف عن قرب على أبخازيا في موسكو. بالطبع، كان الأمر ممتعًا للغاية، وشاهدت أجنحة المهرجان والتقيت بالمعارف، الاحتفال كان رائعا ولاقى اهتماما لدى الجميع، إن أصدقائي في موسكو سيتذكرون ذلك لفترة طويلة".
المؤتمر العالمي لشعب الاباظة لم يكن غائبا عن موقع المهرجان
وكما كان الحال في العام الماضي، فقد شارك المؤتمر في المهرجان. قال مدير مكتب رئيس المجلس الأعلى للمؤتمر السيد كان تانيا، إن جميع ضيوف المهرجان قد أتيحت لهم الفرصة للانضمام إلى المؤتمر. ووفقا له، انضم أكثر من 50 شخصا إلى صفوف الكونغرس في ذلك اليوم.
وقال تانيا: "جذب الجناح الذي أعده الكونغرس انتباه الزائرين، اولها خارطة تشرح توزع أبناء شعب الاباظة، وكذلك عرض كتاب عن تاريخ التأسيس وأنشطة المؤتمر الحالية، وكذلك المسابقات المثيرة، وبالطبع ضيافة الماكولات الشعبية".
المشي على طول الرصيف الساحلي في سوخوم و " أبخازيا الجبلية "
كالعام الماضي فقد أظهر مهرجان الثقافة الأبخازية جمال أبخازيا لضيوفها. أخبر مدير مؤسسة "أبخازيا الجبلية" السيد تنغيز تاربا ضيوف مهرجان "أبسني" عن السياحة الجبلية: الرحلات، والتجديف، والتزحلق على الماء، والسكوريت، والفريرايد. ففي الزقاق المركزي لمتنزه كراسنايا بريسنيا، يمكن للجميع التعرف على معرض الصور "جبل أبخازيا" لتنغيز تاربا.
هل يمكن اعتبار قصة أبخازيا كاملة إذا لم تظهر ملامح الرصيف البحري الشهيرفي سوخوم؟ أقام المنظمون صورة مصغرة عن "الرصيف البحري" ووضعوا لوحات الفنانين الأبخاز فيها. أصبح كل هذا أحد افضل " الرسومات" الساطعة المعبرة عن الوطن و البيت.
وعبرت ايلانا جونجوا ضيفة المهرجان عن تقديرها لفكرة "رصيف البحر" قائلة: "في لحظة ما، فاضت عيناي بالدموع. بالنسبة لنا الأبخاز الذين يعيشون في موسكو، هي هدية حقيقية. نحن بعيدون عن الوطن وعن أحبائنا -وتظهر فجأة مفاجأة كهذه. شكراً جزيلاً لكم!
اهتم منظمو المهرجان حتى بأصغر الزوار. وخصيصا لهم، كان هناك منطقة للأطفال مع الرسوم المتحركة وورش العمل الإبداعية. لعب الأطفال الألعاب الشعبية الأبخازية، وتعلموا كيف يصنعون الحرف اليدوية من الصدف البحرية، وشاركوا في ورشة عمل حول صنع الألعاب التقليدية.
هذا وأقيم مهرجان الثقافة الأبخازية في موسكو للمرة الثانية. أقيم أول مهرجان مفتوح "أبسني" في عاصمة روسيا منذ تسعة أشهر، في 30 سبتمبر 2018، وتزامن مع الذكرى السنوية الخامسة والعشرين ليوم النصر واستقلال أبخازيا. يومها شارك أكثر من 50 شخصًا في تنظيمه، وكان عدد المشاركين فيها حوالي ثمانية آلاف شخص.