احتفلت الجالية الأبخازية في موسكو بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين للانتصار والاستقلال بمهرجان الثقافة الأبخازية

عقدت الجالية الأبخازية في موسكو لأول مرة مهرجان الثقافة الأبخازية "أبسني". في ذكرى الانتصار والاستقلال الواقع في 30 من أيلول تم عقد لقاء تقليدي لممثلي الجالية على هذا الشكل.

أقيم المهرجان في وسط موسكو، في حديقة "كراسنايا بريسنيا". هذا و بالإضاافة للرقص والأغاني الأبخازية أقيم عرس أبخازيمرتجل و مائدة أبخازية وطغى جو " البريخالفكا" و أحداث أخرى كثيرة.

ووفقاً لحديث رئيس الجالية الأبخازية في موسكو السيد بيسلان أغربا، ناقش أعضاء الجالية صيغاً مختلفة للاحتفال بذكرى النصر و الإستقلال ليتم الإتفاق على إقامة المهرجان.

تحدث السيد آغربا قائلاً: " هذا هو أول مهرجان متكامل لأبخازيا في موسكو- وهو مجاني ومفتوح. جمعنا ما يقارب من عشرة آلاف ضيف، وهذا في رأيي نجاح لا شك فيه. نعم، حتى و بدون ذكر العدد كان واضحاً وجلياً - على الوجوه المبتسمة والردود الممتنة خلال الإحتفال و بعد ذلك على وسائل التواصل الإجتماعي".

و أضاف أن الهدف الإيديولوجي للحدث بسيط للغاية، أي "إرضاء الضيوف". شرح السيد أغربا رئيس الجالية فكرته على النحو التالي: " إنه مثل رجلٍ، إحتار ماذا يفعل لإرضاء الجماهير ليعجبوا به؟ يغني، يرقص، أم يخبر قصصاً مثيرة للإهتمام ويحسن الضيافة، يرفع نخباً جميلاً، يتقاسم مع الغير لحظات رائعة عن الحياة والطبيعة، و يعرض الأفلام- كل هذا كان متواجداً في مهرجاننا! أردنا أن يعجبوا بنا، و أردنا أن نقوم بشيءٍ جميل للأصدقاء القدامى ونكتسب أصدقاءً جدد.

التفاصيل >>

تحدثت السيدة ناستا أغربا أحد منظمي المهرجان، إن إختيار المهرجان على هذا الشكل في الهواء الطلق هو الرغبة بالشعور بالحرية والمرح و الضيافة، التي تسود القرى الأبخازية في الإحتفالات القروية.

مؤكدة "أن الهدف الأول لهذا الإحتفال، أن نتحدث عن أبخازيا-بأنها ليست بحراً فقط، أو اشجار نخيل و يوسفي، ولكن ثقافة قروية قديمة، وطعام لذيذ، وطبيعة خلابة، وغير ذلك الكثير".

لنتحدث بالمزيد عن بعض مفاجآت المهرجان.

صباح موسكو الخريفي على "بريخالفكا"، أو طريقة صنع الأدجيكا الأبخازية.

يبدأ الصباح التقليدي في العاصمة الأبخازية على "البريخالفكا" معطراً برائحة القهوة الشرقية، المحضرة على الرمال، والمحادثات الحميمية عن الحياة و السياسة والأخبار الإجتماعية.

كما أن هذا الصباح يبدأ على "البريخالفكا" في هذا اليوم الإحتفالي، في عاصمة أخرى، في حديقة موسكو "كراسنايا بريسنيا": القهوة ذاتها في الدلَة، و ذاتها الأحاديث الحميمية وحتى ذاته الطقس الدافئ المشمس، وهو أمر غير طبيعي في هذه الأيام من شهر أيلول في العاصمة موسكو.

بدلاً من رائحة البحر المختلطة برائحة القهوة المعتاد عليها من قبل أهالي مدينة سوخوم، كان في مهرجان "البريخالفكا" المرتجل في موسكو ظهور مفاجئ لرائحة الفلفل الأحمر الحار المختلط مع روائح البهارات المختلفة.

كانت هذه بداية الإحترافية في صنع الأدجيكا الأبخازية الأصلية. 

إن تحضير المكونات الرئيسية للمطبخ الأبخازي القومي في حديقة موسكو؟ كان شيئ رائع لمجرد السماع عنه، فكيف وقد رأينا طريقة الطبخ في "الزيت المغلي"، إنه شيئ نادر.

أظهر منظمو المهرجان المهارة بتحضير الأطباق الرئيسة في المطبخ الأبخازي-"أيلادجا" (طبق قومي أبخازي - عصيدة محضرة من طحين الذرة مع الجبن ) و "أتشاشف" (طبق أبخازي مع الجبن).

وأتيح لزوار المهرجان، فرصة تذوق وشراء الخمور الأبخازية ذات النكهة. 

"حفل الزفاف الأبخازي" في وسط موسكو و دوروس الرقص من "أمتسابز".

استمر الاحتفال، وهنا... تدخل العروس الشابة بالثوب الأبيض ترافقها إثنين من صديقاتها الى فناء بيت العريس المرتجل، لتقابل بالأغاني والرقصات الخاصة بالأعراس، ومدَت الطاولات بالولائم الأبخازية التقليدية. أما كبار العائلة ذوي الشعر الرمادي والقبعات الخاصة، يرفعون نخب التهنئة مع إلقاء الكلمات الطويلة.

لهذا قرر منظموا الحفل تعريف أهالي موسكو بتقاليد الزفاف الأبخازي. ضيوف المهرجان كانوا يستمتعون بالعرض التقليدي، الذي يظهر تقاليد وعادات الزفاف الأبخازي القديمة. 

أشار رئيس الجالية الى الإهتمام الكبير الذي يوليه الحاضرون للتقاليد و ثقافة الزفاف الأبخازي بوجه عام. 

"بالنسبة لي أهالي موسكو "لعبو" بألوان جديدة أنا ممتنٌ لهم جداً. كان هناك إهتمام حقيقي بين الناس من مختلف الأعمار و المراكز الإجتماعية. لقد زينا لهم يوم الأحد". كما أضاف السيد أغربا.

العرس المرتجل إكتمل بالعروض الإبداعية و الفنانين، وكان بينهم فرقة الرقص "أمتسابز"، وتم تكريم االفنانة الروسية و فنانة الشعبالأبخازي أليسا غيتسبا، و المشاركين في برنامج " غولوس" تيمور و دنيس خاكبا.

كما حضر الحفل الأبخازي الراقص الفنانين المبدعين في الفرقة التقليدي إيغور موسييف و آخرا تانيا ورئيس فرقة "أمتسابز" لاشا ماريخوبا. ولا ننتقص الدروس العملية و الحقيقة للغة الأبخازية.

وتمكن الضيوف من تقييم اللوحات للفنان تينغيز تاربا في مشروع المعرض " أبخازيا الجبلية". إنتهى المهرجان بعرض الأفلام القصيرة محضرة من قبل صناع الفيلم الأبخازي " 7 روايات" المأخوذ عن أعمال ميخائيل لاكربا، وأيضاً تم تنظيم مباراة خيرية لكرة القدم من قبل منظمة "سفراء النية الحسنة".

بشأن تشكيل صورة البلد و خططه للمستقبل.

يظن السيد داوور برغاندجيا أحد منظمي الإحتفال والمدير التنفيذي للجالية الأبخازية في موسكو أن المهرجان كان ناجحاً جداً، لذلك سوف يكون ضمن خطط ج أ م سنوياً منذ الآن.

وفقاً ل السيد برغاندجيا،إن المواضيع المتنوعة قد فاجئت حتى المتشككين و دخلت الى روح ضيوف المهرجان.

كما أضاف قائلاً: "خاصية المهرجان كانت بانفتاحه. فمن ناحية، إنها فرصة لمواطنينا في موسكو للمشاركة في مثل هذا الحدث. ومن ناحية أخرى، قدمنا للضيوف والمقيمين في موسكو نوعاً من الترفيه، تعرفهم بشكل أقرب الى ثقافتنا و بلدنا. إن هذه المهرجانات والتنظيمات تعبر عن صورة البلد وشعبه".

بالنسبة للمهرجان القادم، كما تعتقد ناستا أغربا، التحدث عنه مازال مبكراً، ولكن إذا أقيم، وبغض النظر عن البرامج و المشاركين،فسوف يكون مفتوحاً، ومذهل، وبنفس الوقت مهرجان تعريفي، حيث كل ضيف هو موضع ترحيب.

غير أن بيسلان أغربا أعرب عن رغبته بتنظيم مثل هذه المهرجانات كل سنة، مشيراً الى بعض الصعوبات. 
"يوجد مشكلة واحدة- المناخ القاسي. ففي هذا العام توسلنا، أو كان مجرد حظ. فمن الضروري، أن يكون الطقس مشمساً وجافاً، فهذا عامل نجاح. ولذلك، من الأفضل عقد مثل هذه الأحداث صيفاً... ومن ناحية أخرى، الجميع يغادر. وكما نعتقد، وبكلمة واحدة جميعنا أحببناه لدرجة أننا نريد تكراره". كما قال السيد أغربا.

أعرب السيد أغربا عن إمتنانه لجميع المشاركين في تنظيم الحفل.
"لا أستطيع تسمية الجميع، فهنالك الكثير، لذا سوف أقوم بذكر المنظمين الرئيسيين للمهرجان:داوور برغاندجيا، إنَا بارتشان، ناستا أغربا، غالينا بيلكوفا، ديميتري خاشبا، ناتاليا خليوستوفا، روسلان خاكبا، و نارا باببا، وغيرهم الكثير الكثير"-كما تحدث رئيس الجالية .
وشارك حوالي 50 شخصاً، من بينهم متطوعون، للتحضير للمهرجان الذي استغرق أكثر من ثلاثة أشهر.