تقع القرية الابازينية ( الاباظة) كراسني فوستوك في جمهورية قاراشاي- تشركيسيا، على ضفاف نهر كوما بالقرب من منتجع كيسلوفودسك، وتحتفل في 14 أكتوبر بمرور 280 سنة على تأسيسها. حول تاريخ هذه القرية وكيف يتم تنفيذ مشاريع التنمية الاجتماعية والاقتصادية يتحدث تقرير من اعداد بوابة المعلومات التابعة للمؤتمر العالمي للشعب الابخازي- اباظة.

استاندا آردزينبا

تقع قرية الأباظة كراسني فوستوك، التي يعيش فيها اليوم أكثر من ثلاثة آلاف شخص، في منطقة مالاقاراتشاييفسكي في جمهورية قاراشاي - تشيركيسيا. اي على بعد 22 كم غرب مركز مقاطعة قرية أوتشكيكين، على بعد 53 كم جنوب شرق العاصمة تشيركيسك و 44 كم شمال غرب مدينة كيسلوفودسك. 

وهكذا، فإن كراسني فوستوك تعد بعيدة جغرافياً وشبه معزولة عن منطقة تجمع الأباظة والقرى الأباظة الأخرى في الجمهورية، التي تقع اغلبها في المنطقة الغربية. علاوة على ذلك، هي قرية الأباظة الوحيدة في المنطقة، التي معظم سكانها من القراشاي.

الأباظة الذين يعيشون في كراسني فوستوك – هم من أباظة التابانتا (عرق الأباظة - المحررالذين يتكلمون لغة الاباظة وبلهجة خاصة. ويقولون عن القرويين "إنهم يصفرون"، في الإشارة إلى أن هناك احرف كثيرة لها صفير اثناء نطقها باللهجة المحلية

يعتبر أنه تم تأسيس القرية في العام 1738، وفي عام 2018 الحالي، يحتفل سكان كراسني فوستوك بالذكرى السنوية الـ 280 لتأسيسها.

ستكون المناسبة كبيرة، اذ ستقام فعاليات الاحتفالات في وسط القرية، و قد وجهت الإدارة المحلية الدعوة للجميع. يحتفل القرويون بهذه الذكرى بحماس كبير، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى توقع التغيير. وسنتحدث عن ذلك لاحقا. لكن في البداية لمحة موجزة من التاريخ.

تاريخ القرية

"بعد الهجرة من أبخازيا، بدأ الأبخاز التابعين للعائلات المالكة كوم ولوو بالاستقرار على طول المجرىين العلوي والسفلي لنهر كوما. في نفس الوقت، ففي بعض الأحيان ينزلون إلى السهول و تحت ضغط القوة العسكرية يصعدون ادراجهم مجددا على طول نهر كوما، كل حياتهم و ذكرياتهم مرتبطة باسم هذا النهر. يسمونه غوم، معتبرين أنهم أول من أعطى هذا الاسم. هذا النهر سمي من قبل أجدادهم باسم النهر الذي كانوا يعيشون على ضفافه في أبخازيا، أي "غوما". هذا الوصف للقرية الابازينية - الاباظة، المعروفة اليوم باسم كراسني فوستوك، التي سماها الباحث الأبخازي والمؤرخ المحلي سيمون باساريا خلال رحلته إلى القوقاز في العام 1929.

اسم القرية بلغة الاباظة هو "غوملوكت"، وفي الروسي اصبحت كومسكو- لوفسكي. لوو- وهي اسم عائلة نبيلة عريقة من امراء الاباظة، وكان ممثلوها يحتلون مكانة مرموقة في القرية. وكانت القرية تحمل هذا الإسم حتى ثورة أكتوبر. مع بداية الحكم السوفييتي، تمت إزالة اسم الأمراء من تسمية المناطق واستبدلت بالتسمية السوفيتية - اي كراسنوفستوتشني. ففي العام 2004، أعطيت ضيعة كراسنوفستوشني صفة قرية بدل ضيعة وأعيد تسميتها كراسني فوستوك.

وفقا لما تناقلته الاجيال، ففي البداية كانت القرية تقع في منطقة مرتفعات بسخو في أبخازيا، ثم انتقل سكان القرية الى ما خلف إلى المنحدرات الشمالية من سلسلة القمم الرئيسية في جبال القوقاز، وبالتحديد إلى ضفاف نهر تيبيردا. ثم انتقلوا إلى مصب نهر اشكانون، ثم، في النهاية، استقروا في موقعهم الحالي حتى اليوم. 

ومن المعروف أيضا أن القرية الواقعة على ضفاف كوما كانت تتألف من ثلاثة حارات منفصلة – لوو كت وترام كت وجانتيميروفسكي، وهي أسماء لعائلات الامراء الأباظة، وفي أوائل 1880 اتحدوا  في قرية واحدة.

Князь Касбот Лоов и его родственница Химсада (конец ХIХ века)

Курс на развитие

مشاريع في التنمية

في الآونة الأخيرة، يجري تنفيذ مشروع للتنمية الاجتماعية والاقتصادية في قرية كراسني فوستوك. وتجري أعمال الصيانة واصلاح الطرقات على نطاق واسع، وقد تم بناء مجمع رياضي متعدد الوظائف، ومن المقرر بناء مركز إثنوغرافي في القرية نفسها والتي ستصبح جزءًا لا يتجزأ من معالم السياحة في "منتجع غوملوكت".

في قرية كراسني فوستوك، يمكنك غالباً مقابلة السياح. هنا منبع نارزان للمياه المعروفة خارج القوقاز. وقد تم حفر عدة آبار في العهد السوفياتي. والينابيع المعدنية لمنطقة غومسكي من حيث التركيب مؤلفة من الكربونيك والكالسيوم والصوديوم. فهي مفيدة وممتعة للشرب. بالإضافة إلى ذلك، تقع القرية في موقع جيد: على الطريق السريع الفيدرالي الذي يربط بين شيركيسك وكيسلوفودسك، والذي وبدون شك هذا الأمر يساهم في تطوير السياحة هنا.

في منطقة ينابيع نارزان عند قرية كراسني فوستوك، هناك حديقة ترفيهية. هذا هو مكان لالتقاء الشباب المحليين ومقصد للسياح الذين يأتون إلى هنا لجمع المياه المعدنية للشفاء.

 
يتم تنفيذ مشروع تنمية القرية من قبل الرابطة الدولية لتنمية الإثنية الأبخازية- الأبازينية "ألاشارا"، الذي يرأسه رجل الأعمال والشخصية الاجتماعية موسي إيكزيكوف، الذي يعود اصله الى قرية كراسني فوستوك.

لقد قام ايكزيكوف ببناء مجمع رياضي حديث في القرية، واحد من افضل الصالات في الجمهورية بأكملها. ظهر المجمع في إطار شراكة بين القطاعين الخاص و العام مدعوما من السلطات المحلية. 

تم افتتاح قصر الرياضة في فبراير العام 2018  وقدم رئيس جمهورية قرشاي تشركيسيا رشيد تيمريزوف لموسى ايكزيكوف أعلى جائزة في الدولة على مستوى المنطقة - وسام "الاستحقاق لجمهورية قرشاي تشيركيسيا".

ومنذ ذلك الحين، كان مجمع "آلاشارا" الذي افتتح حديثًا بمثابة فخر للقرويين. هنا و على الدوام التدريبات و الدروس الرياضية بكافة فنون الرياضة ومن بينها: الملاكمة والكاراتيه والمصارعة الحرة. هناك قاعات للرقص الفولوكلوري واخرى لكمال الاجسام. 

"كي يتمكن كل شاب من النجاح في الحياة"

اجرت بوابة المعلومات لقاء مع موسى اكزيكوف وعبر مجيبا عن تصوراته المستقبلية في تطوير الحياة الاقتصادية والاجتماعية لقرية كراسني فوستوك.

وأوضح إكزيكوف أنه يراها تنمية تدريجية للزراعة وتربية الحيوانات والتنمية المتسقة للبنية التحتية، وإنشاء مشاريع فريدة، كمشروع القرية النموذجية. بالإضافة إلى ذلك، قال اكزيكوف، في القرية سيتم إنشاء شركات انتاجية على مستوى الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم، علاوة على المشاريع الاجتماعية ومناهج التوعية للأطفال. ومن المقرر أن يتم وضع برنامج خاص يؤثر بشكل فعال على التطور المستقبلي خلال حياة الإنسان بأكملها من الطفولة إلى الشيخوخة، وهو برنامج يرمي إلى تعزيز نمط الحياة النشطة، والثقافة البدنية والرياضة.

اضاف اكزيكوف: "سيتم تطوير مجالات إبداعية وثقافية تسمح للناس و خاصة الشباب لابراز مواهبهم. وسيتم تنظيم كل هذا بطريقة تجعل كل الشباب الذين يحرصون على تقاليدهم وعاداتهم وآداب قومهم و يتكلمون لغتهم الأصلية ويشتركون في مثل هذه المشاريع يمكن أن يصبحوا ناجحين في الحياة".

و ويؤكد رئيس "ألاشارا" الى أنه يجب إعطاء الناس أكبر قدر ممكن من المعلومات حول تاريخ وثقافة وتقاليد القرية من أجل "جذب أكبر عدد ممكن من الروس والمواطنين الأجانب للتعرف على طبيعة حياتهم و قوميتهم في واحدة من احدى اجمل المناطق الجميلة في روسيا".