استمرارًا لسلسلة المقالات حول كيفية تعلم اللغة الأبخازية، تنشر بوابة المعلومات لدى المؤتمر العالمي للشعب الابخازي - الاباظة تقريرا حول تدريس الأبخازية في جامعة البوسفور وحول دورات اللغة لدى المراكز الثقافية الوطنية في تركيا.
اعد التقرير: سعيد برغاندجيا
تدرس اللغة الأبخازية اليوم كأحد المواد الدراسية في الجامعة التركية الأكثر شهرة - جامعة البوسفور. وتشرف على دورة اللغة لثماني سنوات على التوالي المواطنة الابخازية غوندا انقواب.
وتشير المعلمة إلى أن 17 شخصًا يدرسون حاليًا في مجموعتها. ويمكن لجميع طلاب الجامعة بغض النظر عن سنة دراستهم أو كلياتهم حضور محاضراتها المجانية. يدرس في الجامعة طلابًا من جميع أنحاء العالم، الكثير منهم مهتمون باللغة الأبخازية. فخلال ثمانية أعوام من العمل، واضافة الى الطلاب الاتراك، قامت غوندا انقواب بتدريس طلاب من أمريكا وإيطاليا وألمانيا وحتى من اليابان.
وتابعت: "بالطبع، في عداد الطلاب لدي ممثلون عن الشتات الأبخازي (الأباظة)، ولكن ليس بالقدر الذي كنت اتمناه".
في العام 2015، الفت المعلمة كتابًا حول تدريس اللغة الأبخازية وقامت بنشره مطبعة البوسفور. منهجية هذا الكتاب المدرسي، بما في ذلك الإضافات المختلفة، تستخدمها المعلمة في فصولها الدراسية. ووفقًا لأنقواب، فقد تم تطوير المنهاج من قبلها تحت اشراف البروفسور سومرو اوسزوي.
"نبدأ التعليم من المعلومات الأساسية. وبحلول نهاية النصف الرابع من العام، يتمكن الطلاب التحدث باللغة الأبخازية الأساسية. أنا لا أعلم طلابي اللغة فحسب، بل أحكي أيضًا لهم قصة بلدي أبخازيا. فبنهاية النصف الأول من العام، يبدى الطلاب تعاطفًا معي، ولديهم اهتمام ورغبة في رؤية وطني. يعرف طلابي أن كلمة "الحب" في اللغة الأبخازية تاتي حرفيًا رؤية شخص ما بشكل كامل وقبوله بالشكل الذي هو فيه (بالابخازية "أبزيا بارا"، وبزيا تعني (جيد). و ابارا تعني (رؤيتك) - المحرر.). إنهم يعرفون أن كل ما لدينا يمر عبر القلب والقلب بالابخازية ( أغو ) وبذلك فكلمة الأمل - أغوغرا، والغضب - أغوامتسرا، الرغبة - اغوازوارا. إنهم يعرفون أن لغتنا القديمة تتوافق مع الطبيعة.
وتلقي غوندا محاضراتها في الجامعة بشكل طوعي. ومجموع ما تحصل عليه ضئيل جدا. وحسب قولها، "لا يوجد دعم لائق".
ويتعلم ممثلي الشتات اللغة الابخازية كونها لغتهم الأم: بالنسبة للكثيرين هي فرصة للتواصل عن كثب مع أقاربهم وأصدقائهم في أبخازيا. لذلك، قرر الأبخازي باتوخان أفيدزبا، وهو طالب في كلية التاريخ، دراسة اللغة الأبخازية، لأنها لغته الأم.
يقول أفيدزبا: "أنا حقا أحب ان اتعلم الأبخازية. إنه أمر صعب، لكني أحب المنهاج الذي يدرس به. "أتعلمه كي أتواصل بحرية أكثر مع الأقارب".
يختار ممثلو الجنسيات الأخرى اللغة الأبخازية بشكل رئيسي لأنهم مهتمون بأبخازيا وحياة وثقافة شعبها. يخطط الكثيرون بزيارة الجمهورية. ولكن هناك دوافع أخرى. على سبيل المثال: - طالب السنة الثالثة بكلية الاداب أنيل أوزير، تركي الجنسية، بكل سرور اضاف الى محاضراته تعلم الأبخازية، وسبب اهتمامه يعود بحد رأيه كونها لغة نادرة.
وقال الطالب: "لقد قررت أن أتعلم اللغة الأبخازية لأنها غير مستخدمة كثيرًا وهي على وشك الانقراض. أخطط لاستخدام الأبخازية في الاعمال العلمية وعندما أزور أبخازيا. "بالطبع الأمر صعب، لكن من الممكن تعلمه".
قامت غوندا أنقواب أيضًا بتدريس دورات في اللغة الأبخازية خارج اطارالجامعة لأكثر من 18 عامًا.
"تقول غوندا أنقواب: "يتم تشكيل المجموعات في المراكز الثقافية القوقازية والأبخازية لدينا. أقوم بتدريس دورات في مناطق كوجائيل واسطنبول. عدد المجموعة في الدورة غير ثابت و يتراوح من 7 إلى 30 شخصًا. هناك أطفال من سن 6 إلى 13 سنة. طريقة تدريس الأطفال اللغة الأبخازية يعتمد على منهاج خاص وضع من قبلي. انهم بحاجة الى منهج فردي خاص. "أي شخص يرغب في حضور الفصول الدراسية، فالامر مجاني".
شارك أحد المشاركين في الدورة، وهو اوغور اوسيا، البالغ من العمر 64 عامًا، عبر عن انطباعاته عن الدروس.
وقال اوسيا:"هذه هي لغتي الأم، من المهم بالنسبة لي أن أعرفها. إنها صعبة، خاصة في نطق الالفاظ. لكني أحب هذ المنهاج.
يشارك في مجموعة الأطفال ألب أشخارا، وهو طفل يبلغ من العمر سبع سنوات، أبخازي الاصل، واثق من أن اللغة الأبخازية يمكن تعلمها بسهولة كاملة.
وقال ألب أشخارا: "نذهب إلى أبخازيا في الصيف. اللغة صعبة بعض الشيء، لكننا نتعلمها أثناء اللعب، وأنا أحبها. وبسبب مثابرتنا، نحصل على جوائز حتى نتمكن من تعلمها، وانا أتعلم اللغة بسرعة".
وتعد جامعة البوسفور إحدى الجامعات الرائدة في تركيا، هي الجامعة الوحيدة خارج أبخازيا، والتي إلى جانب منهاج تدربسها الاساسي، تدرس جنبا الى جنب اللغة الأبخازية. لدى كل طالب من طلاب هذه الجامعة والبالغ عددهم 12000، الفرصة لدراسة اللغة الأبخازية مجانًا. تم إنشاء منهجية تدريس خاصة داخل أسوارها، والتي تحسنت على مر السنين ويستخدم المنهاج لتدريس دورات اللغة في المراكز الثقافية الوطنية.