في لقاء مع قناة المؤتمر العالمي للشعب الأبخازي - الأباظة تحدث الرئيس الأبخازي راؤول خاجيمبا عن تشكيل فكرة وطنية والحفاظ على اللغتين الأبخازية ولغة الأباظة وتطويرها، فضلاً عن تعزيز العلاقات مع الشتات.

 - ماهي الفكرة القومية التي توحد الأبخاز والأباظة اليوم؟

 

الفكرة القومية لأي شعب، سواء كان كبيرا أم صغيرأ، تتمثل في إمكانية الحفاظ على نفسه والحفاظ على البلد الذي تمثله، هذه ليست مهمة سهلة بالنسبة لنا، نحن شعب صغير نسبياً وبلدنا ليس الأكبر، لقد مررنا عبر ألاف السنين ووصلنا إلى ماهو عليه اليوم ولن نقبل فقدانه في المستقبل، نحن بحاجة إلى بذل كل مافي وسعنا للحفاظ على نفسنا كأمة ومضاعفة الفرص المتاحة لقيام الدولة، ولحسن الحظ ليست قليلة . على الرغم من أننا دولة صغيرة لكننا نملك الموارد والموقع الجغرافي والرغبة لتكوين البلد .

                                     

- تعتبر اللغة كوسيلة تواصل وجانباً مهماً في قضية تقوية الروابط مع الشتات، ماذا تفعل الحكومة للحفاظ

 على اللغة، سواءً في الوطن أو في أماكن إقامة الأبخازفي الشتات؟

تدعم الحكومة كل المشاريع والبرامج التي تساهم في الدراسة النوعية للغة الأم وتعزيزها، وتهتم لجنة الدولة لشؤون السياسة اللغوية، التي تم تأسيسها مؤخراً، بالمحافظة على اللغة مع التركيز بشكل خاص على إعداد المساعدات السمعية والبصرية لجمهور الشباب، لقد تحدثنا مراراً وتكراراً عن أهمية تكلم موظفي الدولة باللغة الأبخازية . لقد كان الهدف الأساسي لعديد من الإجراءات، التي بدأت بعد الحرب مباشرةً، جعل اللغة الأبخازية متاحة للشتات سواءً في تركيا والبلدان الأخرى، لقد قمنا مابوسعنا لتأمين الأخصاء والمواد التدريسية للشتات , ولايزال العمل مستمراً حتى يومنا هذا .  

                                         

هناك مهمة أخرى – الحفاظ على اللغة الأباظية، وضرورة تهيئة الظروف اللازمة للحفاظ على اللغتين الأبخازية والأباظية وتطويرهما و لقد تم تقديم الكثير لهذا الغرض حتى الآن .ومما لاشك فيه أن أنشطة الكونغرس العالمي لشعوب الاباظة وأعمال مفكرينا المثقفين في هذا الإتجاه سيعطي نتيجة إيجابية .

خادجيمبا: يجب علينا فعل كل شيء من اجل الحفاظ على أنفسنا كشعب

                   

- برأيك، ماهو المطلوب لتعزيز العلاقات بين الشعوب الشقيقة؟

لقد تم إنجاز الكثير في هذا المجال ولايزال العمل جاريا و مستمراً حتى يومنا هذا، ومن أهم أهدافه فتح المجال لممثلي الشعب الأباظي الشقيق للعيش في أبخازيا والعمل فيها، ولضرورة التقارب المستقبلي لابد من التفاعل بشكل مكثف على المستوى الشعبي والحكومي وتنفيذ المشاريع الإقتصادية المشتركة وتطويرها وفي هذا المجال يتيح الكونغرس العالمي لشعوب الاباظة فرصاً جديدة . ينبغي أن نكون هنا جميعاً وأن نعمل على تطوير الحكومة الأبخازية سويةً , ومن الضروري اليوم أن نبذل كل مابوسعنا لأجل عودة مواطنينا المقيمين في الخارج إلينا وبناء هذه الدولة جنباً إلى جنب معنا لأنه من الصعب القيام بهذا دون مشاركة إخواننا. 

                             

- لماذا لاتكون عملية العودة إلى الوطن نشطة كما نود؟ وما الذي يعوق ذلك؟

للأسف ليس الجميع على إطلاع تام بأبخازيا، على الرغم أنهم يعرفون أن هذا وطنهم، ويسعني هنا أن أعرب عن إمتناني للمراكز الثقافية الأبخازية لما تقوم به من تزويد مواطنينا بشتى المعلومات عن جمهورية أبخازيا.

من الضروري تهيئة الظروف لدينا التي من شأنها أن تكون جذابة للشتات، كثيراً مانسمع من تركيا نفسها أن ممثلي شعبنا يغادرونها إلى ألمانيا وإنكلترة لأجل حياة أفضل، وإذا حاولنا توفير هذه الحياة الأفضل هنا فإنهم بلا شك سوف يأتون إلى هنا, يجب علينا العمل على هذا. مع ذلك،فعملية الإعادة إلى الوطن جارية، وعلى وجه الخصوص فقد عاد مئات الأشخاص من سوريا، نعم أتوا إلى هنا نتيجة للحرب، لكنني أعتقد أنهم إستقروا هنا وسيبقون معنا، لقد تأقلموا مع الواقع وكل يعمل و يشتغل .

 في السنتين أو الثلاثة الماضية تعاوننا بنشاط مع ممثلي الشتات في الأردن الذين أبدوا إهتماماً كبيراً بأبخازيا ويحولون العودة إلى هنا . هناك بعض الفرص التي تعطينا الثقة بان هذا الأمر سوف يتطور، وينطبق الشيء نفسه على ممثلي الشتات المقيمين في دول أخرى . لقد وقعت اليوم مرسوماً بشأن تحويل اللجنة الحكومية للإعادة إلى الوطن الى وزارة وهذا يمنحها ميزات أفضل وهو ليس مجرد تغيير أسم بل محتوى جديد من شأنه مساعدة حل المهام وتحقيق الأهداف المرسومة . لاشك أنه كان قراراً صحيحاً، لقد تحدثنا حول هذا الموضوع لفترة طويلة واليوم لدينا وزارة العودة إلى الوطن . 

                                                

- كيف تُقَيمون دور الشتات في بناء الدولة الأبخازية؟

لقد أظهرت لنا الحرب مدى إستعداد العائدين للمشاركة في بناء الدولة الأبخازية، لقد إستشهد بعض الرجال الذين جاؤوا للدفاع عن وطنهم، جاؤوا إلى هنا تلبيةً لنداء الوطن الأم . أولئك الذين نجوا من الحرب وفازوا بقوا للعيش في أبخازيا بعد الحرب، وهم اليوم مشاركون نشطاء في بناء الدولة، ويعمل العديد منهم في مجال العودة إلى الوطن، وقد أصبح مثالهم الشخصي معدياً لأولئك الذين مازالوا يعيشون خارج وطنهم التاريخي .