ففي الثلاثين من ايلول عام 1993 تمكن الجيش الأبخازي من إحكام السيطرة على كامل التراب الوطني للجمهورية و طرد جيش الاحتلال للجنة الحكومية في جورجيا، و منذ ذلك الحين أعلنت الجمهورية الأبخازية عن استقلالها الكامل
نتقدم باتجاه الموت من أجل الحياة
الحرب الوطنية للشعب الأبخازي 1992- 1993
في الصباح الباكر من يوم 14 اب 1992 قامت قوات المجلس الحكومي الجورجية بعبور الحدود الابخازية الجورجية في منطقة نهر إينغور بذريعة حماية السكة الحديدية، و توغلت في عمق ابخازيا على طريق غال – سوخوم، وهكذا بدأت حرب ابادة دموية ضد الشعب الابخازي واستمرت 413 يوما.
كانت تبيليسي تهدف إلى استعادة السيطرة الكاملة على أبخازيا، في حين طالبت السلطات الأبخازية بمنحها سلطات أوسع في الحكم الذاتي في اطار الجمهورية الاشتراكية السوفيتية الجورجية. في الرابع عشر من آب عام 1992 اليوم الأول للحرب كان جدول الأعمال للمجلس الأعلى لأبخازيا يحتوي على موضوع إقامة علاقات فيدرالية بين الجمهوريتين. الا أن اجتماع المجلس قطع بسبب غزو القوات العسكرية الجورجية
تم الرد على اقتراحاتنا بحل مسائل علاقاتنا الثنائية بطريقة حضارية و سلمية، بالدبابات و المدافع و القتل و السلب
فلاديسلاف أردزينبا
في كلمة للشعب 14 آب 1992م
قام رئيس المجلس الأعلى لأبخازيا بدعوة الشعب للمقاومة، و أعلن في الجمهورية عن التجنيد للمواطنين من سن 18 و حتى الأربعين.
مكتب القائد الأعلى فلاديسلاف اردزينبا، غوداوتا تشرين الثاني 1992
عقد اجتماع للشعب الأبخازي في قرية ليخني، و حضره ما يربو عن الثلاثين ألفا، و تقدم المشاركون باقتراح لاستقلال جمهورية أبخازبا السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي عن جمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية، والعودة الاعتبار اليها كجمهورية اتحادية.
16-15 تموز 1989م
جرت في سوخوم صدامات مسلحة. و كان سببها الخلاف حول تقسيم الجامعة الأبخازية الحكومية بشكل غير قانوني، و تطور الخلاف الى صدامات مسلحة بين الأبخازيين و الجورجيين و كنتيجة بلغ عدد القتلى، وفق مصادر مختلفة من 14 إلى 17 قتيلا ووقع المئات جرحى.
25 آب 1990م
مجلس السوفييت الأعلى يعلن قانون سيادة الدولة مما أدى إلى انقسام بين ممثلي السوفيت الأبخازيين و الجورجيين في المجلس الأعلى بالجمهورية السوفييتية، و صوتت الكتلة الجورجية في المجلس ضد الإعلان ، ممثلو الأقليات القومية انقسموا حول الموضوع مناصفة تقريبا، و أعلنت تبيليسي أن الإعلان ليس له أي مفعول.
9 نيسان 1991م
المجلس الأعلى لجورجيا السوفيتية، و بالاستناد إلى نتائج استفتاء شعبي عام، لم تشارك فيه أبخازيا، أصدر قانونا عن استقلال جورجيا كدولة، و أصبح رئيس مجلس السوفيت الأعلى زفياد غامساخورديا أول رئيس لجورجيا.
22 أيلول 1991م
نظمت انتخابات لمجلس السوفيت الأعلى في ابخازيا و تم تشكيل مجلس على أساس المحاصصة 28 مقعدا للأبخاز، 26 مقعدا للجيورجيين، 11 مقعدا لممثلي بقية الأقليات القومية. و انتخب فلاديسلاف أردزينبا رئيسا للمجلس.
25 كانون الأول 1991م
قرر رئيس الاتحاد السوفيتي ميخائيل غورباتشوف التوقف عن القيام بأعمال منصبه وفقا "لاعتبارات مبدئية". و في اليوم التالي أعلن مجلس الجمهوريات في مجلس السوفيت الأعلى للاتحاد السوفيتي عن انتهاء الاتحاد. و مع انتهاء التحاد السوفيتي حصلت خمسة عشر جمهورية اتحادية سابقة على استقلالها الوطني.
6 كانون الثاني 1992م
أزيح غامساخورديا نتيجة انقلاب عسكري و نصب إدوارد شيفرنادز، وزير خارجية الاتحاد السوفيتي سابقا، رئيسا جديدا لجورجيا، و اندلعت في جورجيا حرب ألأهلية حيث تمركز غامساخورديا و أنصاره في ميغريلي موطن الرئيس الأول لجورجيا.
21 شباط 1992م
أعلن المجلس العسكري إلغاء الدستور لجمهورية جورجيا السوفيتية الاشتراكية الذي وضع في 1978، و إعادة العمل بدستور جمهورية جورجيا الديموقراطية لعام 1921، و لكن بدون تغيير الحدود الموجودة حينها، أي بوجود أبخازيا و أجاريا ضمنها (في عام 1921 كانت أبخازيا دولة ذات سيادة، و كانت لها علاقات منظمة باتفاقيات مع جورجيا). و هكذا أعلنت جورجيا عن نفسها دولة موحدة بدون اعتراف بوجود أراض ذات حكم ذاتي ضمنها، ونظر إلى هذا الأمر في أبخازيا كبداية لتوجه يهدف لهضم حقوق الشعب الأبخازي قليل العديد.
17-4 شباط 1992م
توغلت قوات الحرس الوطني الجورجي في أراضي أبخازيا بذريعة مكافحة أنصار الرئيس المعزول غامساخورديا، وتم سحب هذه القوات بعد العديد من الطلبات التي وجهها المجلس الأعلى لأبخازيا و كذلك الأهالي.
10 آذار 1992م
تولى شيفرنادزه رئاسة المجلس الحكومي لجمهورية جورجيا، و الذي حل محل المجلس العسكري المؤلف خلال الانقلاب. كان المجلس الحكومي يسيطر على غالبية المناطق في جورجيا، باستثناء أوسيتيا الجنوبية و أبخازيا و أجاريا.
5 أيار 1992م
نظرا لعمق الخلافات غادرت الكتلة الجورجية في المجلس الأعلى لأبخازيا الاجتماع المقرر. و منذ ذلك الحين لم يجتمع البرلمان بكامل هيئته أبدا.
9 أيار 1992م
أنشئ في سوخوم المجلس الوطني لأبخازيا الذي دعا مختلف أعراق السكان في أبخازياإلى مقاومة كل الانتهاكات بحق دستور الحكم الذاتي، و استخدام السلطة لتنفيذ مآرب شخصية، و الانزلاق إلى الفوضى، و توحيد القوى اليمقراطية جميعا لمنع تصعيد المجابهة بين العرقيات.
حزيران 1992م
بدأت في أبخازيا عملية تشكيل المجموعات المسلحة للفرقة الأمن الداخلي لأبخازيا و فصائل جيورجية محلية*.
*بعد انهيار عقد الاتحاد السوفيتي انتقلت السيطرة على جميع قوات الأمن الداخلي إلى سلطات الدول المستقلة التي كانت هذه القوات تقع على أراضيها
9 تموز 1992م
اختطف أنصار زفياد غامساخورديا في غربي جورجيا نائب رئيس الوزراء و رئيس لجنة حقوق الانسان و العلاقات بين القوميات ألكساندر كافسادزة.
23 تموز 1992م
أبطل المجلس الأعلى لأبخازيا دستور جمهورية أبخازيا السوفيتية الاشتراكية ذات الحكم الذاتي لعام 1978 و أعلن عن الانتقال للعمل لدستور جمهورية أبخازيا السوفيتية الاشتراكية لعام 1925، ووفقا له فإن أبخازيا تعتبر دولة ذات سيادة تربطها بجورجيا علاقات تنظمها الاتفاقيات، وقد تم اعتماد شعار و علم و اسم جديد – جمهورية أبخازيا، و لم تعترف القيادة المركزية بهذه التغييرات.
10 آب 1992م
اتخذ قرار في تبيليسي بنشر القوات الجورجية في أبخازيا. و ذلك بذريعة تحرير الرهائن و حماية خط السكة الحديدية، التي تمثل خط النقل الوحيد للبضائع من روسيا إلى جورجيا فأرمينيا، من أنصار غامساخورديا. يختطف أنصار غامساخورديا 12 رجل دولة قدموا لاجراء مفاوضات معهم، و سرت إشاعات تقول إن المختطفين معتقلون على الأراضي الأبخازية، و لم يكن هذا مطابقا للواقع.
إحصائية للقوميات التي كانت تقيم في أبخازيا عشية الحرب
Согласно Всесоюзной переписи 1989 года население Абхазии составляло 525 061 человек, из них:
1
الجورجيون
872 239 نسمة (45,68%)
2
الأبخاز
267 93 نسمة (17,8%)
3
الأرمن
541 76 نسمة (14,58%)
4
الروسية
913 74 نسمة (14,27%)
5
الإغريق
664 14 نسمة (2,79%)
6
بقية القوميات
804 25 نسمة (4,88%)
رغم الهجوم المفاجئ تم صد القوات الجورجية من قبل مقاتلي فرقة الأمن الداخلي المستقلة لأبخازيا، و التي شكلت في أواخر عام 1991 ( بعد انحلال الاتحاد السوفيتي انتقلت السيطرة على قوات الأمن الداخلي الى سلطات الدول المستقلة التي تقع هذه القوات على أراضيها. و هذا ما كان ينطبق على قطعتي الأمن الداخلي التابعتين للفرقة الثامنة من قوات الأمن الداخلي السوفيتية، و قد تم تشكيل فرقة الأمن الداخلي المستقلة لأبخازيا على أساسهما)
في اليوم الأول للحرب تم صد القوات الجورجية على الجسر الأحمر أمام المدخل إلى مركز سوخوم.
وفقا لاتفاق القيادة العسكرية الجورجية مع القيادة الأبخازية تمت الموافقة على سحب القوات الجورجية إلى إلى قرية باغرامان و القوات الأبخازية إلى إلى نهر غوميستا، بحيث تبقى سوخوم وفقا لذلك منطقة منزوعة السلاح.
نائب وزير الدفاع قائد الأركان الأبخازية سيرغي دبار، سوخوم، الجسر الأحمر 14 آب 1992
18 آب في خرق للاتفاقيات التي تم التوصل إليها دخلت القوات الجورجية العاصمة سوخوم و استولت عليها، و في اليوم ذاته أعلنت تبيليسي عزل أردزينبا من منصبه، و أعلنت تشكيل مجلس حربي. و أجابت السلطات الأبخازية، التي انتقلت منذ الأيام الأولى للحرب إلى غوداتو قادمة من سوخوم، بتشكيل اللجنة الحكومية للدفاع برئاسة فلاديسلاف أردزينبا.
حطم جنود المجلس الحكومي الباب و اقتحموا منزلي، بثا عن السلاح.و كان لدي في المنزل اختي فاسيليسا و زوجها السابق اوستيات، طلبوا من المال و اخذوا يكيلون لنا الاهانات. و بعد ان شربوا الكحول اخذوا يسلبوننا ما عندنا، اخذوا اختي و اوستيان. أهانوا اختي و اغتصبوها، و ضربوا اوستيات ضربا مبرحا ثم قتلوه. سلبوا الجميع، القوا القبض على الجميع بدون تمييز، اخذوا الفتيات و النساء و اغتصبوهن.
من شهادة س. زانتاريا المقيمة في سوخوم المحتلة
بقيت مساحة مغلقة بالقرب من نهر غوميستا و حتى نهر بيزبي تحت سيطرة الابخاز. و وقعت تحت الحصارمدينة تكوارتشال و بعض القرى الابخازية في منطقة اوتشامتشيرسك.
مبنى امخبر الجيولوجي للهزات الارضية في منطقة المعارك الحربية 12 تموز 1993
عندما سلبنا الحرس الجورجي حاجياتنا، اخذوا طعام الاطفال و جرة غاز صغيرة خاصة لتحضير الطعام لطفلنا الرضيع، توسلت زوجتي إليهم أن يتركوا طعام الأطفال أجاب الحرس فليأكل الرضيع دبس الفليفلة"من شهادة ك.ش.
أجيباأحد سكان سوخوم المحتلة
في بداية الحرب تشكلت جبهة غوميستا وسميت فيما بعد بالجبهة الغربية. الفدائية التي تشكلت في شرق ابخازيا بشكل عفوي تتوحد لتشكل الجبهة الشرقية.
"في تلك الأيام قتل جنود اللجنة الحكومية غريشا مارغانيا، زوراب تورنانبا، سقراط ألييبا، فيكتور ماروخيا، و غاراميا وابنه، و جيرانهم – عائلة تركية مؤلفة من زوج و زوجة، ساموشيا مع زوجته، التي اغتصبوها أولا ثم قطعوا رجلها و أحرقوها مع البيت. ولم يحضر جنازات هؤلاء و غيرهم من جنازات الرجال الابخاز سكان المدينة او الجيران، تم دفن الجميع تقريبا في الساحات القريبة من البيوت."
من شهادة احد سكان سوخوم المحتلة ي. ش لاكربايا
عالم الاثار، بطل أبخازيا، موشني خفارتسكيا، استشهد في قرية لاشكيندار 6 تشرين الأول 1992
بدأ التطهير العرقي قي المناطق المحتلة، وقد تعرض السكان المسالمون للتعذيب و الاغتصاب، أحرقت البيوت و القرى، و جرى سلب البيوت و المتاجر و المستودعات و البيوت التي يملكها سكان القوميات الاخرى غير الجورجيين.
في 15 آب وجهت كونفيدرالية شعوب القفقاس الجبلية نداء الى شعوب شمال القفقاسلتهب للدفاع عن ابخازيا، و في اليوم نفسه وصل إلى غوداوتو مجموعة من المتطوعين بقيادة مدير القسم العسكري لكونفدرالية شعوب القفقاس الجبلية، سلطان سوسنالييف، و المحارب المتمرس محمد كيلبا.
“
"الان الدفاع عن ابخازيا حق اساسي من حقوقنا و واجب. بالنسبة لنا ابخازيا – وطننا. ولم يعد في القفقاس من هو غي ابخازي من هذه اللحظة."
"في حال استمرار الاحتلال ستعلن القوات المسلحة لكونفدرالية شعوب القفقاس الجبلية بدء العمليات العسكرية ضد الجيش الجورجي"
من مقررات الدورة الخاصة لكونفدرالية شعوب القفقاس الجبلية في 18 آب 1992م
في 18آب طالبت كونفيدرالية شعوب القفقاس الجبلية بسحب القوات الجورجية من أبخازيا فورا.، و في 21 آب قام يوري شانيبا، رئيس كونفيدرالية شعوب القفقاس الجبلية، و يوسوف سوسلامبيكوف، رئيس برلمان الكونفيدرالية باصدار أمر لنقل المتطوعين للمشاركة في الدفاع عن أبخازيا إلى الأراضي الأبخازية. و من المتطوعين القادمين من شمال القفقاس إلى أبخازيا تم تشكيل الكتيبتين الأولى و التانية، و الكتيبة الاحتياطية الثالثة.
“
"أريد أن أضحي بحياتي في سبيل الشعب الأبخازي، أنتظر موافقتكم لعبور الجبال. سأدافع بالسلاح في يدي عن شعبكم الصغير و الجميل و النقي.ألكساندر نيكولايفيتش غريشين"
23 آب المجموعة الأولى من المتطوعين الأبخازيين من تركيا بتعداد 35 مقاتلا تصل إلى غوداوتو. للمشاركة في الدفاع عن أبخازيا قدم إلى الأراضي الأبخازية متطوعون من دنيبريسترفية و من جنوب روسيا.
قائد قوات المجلس الحكومي الجورجي في أبخازيا جيورجي كاركاراشفيلي، وجه إنذارا للشعب الأبخازي ليسلم سلاحه خلال 24 ساعة، وإلا فإنه يتوعد« الانفصاليين" بأنه إذا بلغ عدد القتلى مئة ألف من الجورجيين، فسيقتل من جانبكم ال97 ألفا جميع من دعم قرارات أردزينبا».
3 أيلول 1992 عقد لقاء في موسكو بين قادة جمهوريات القفقاس و اشترك في اللقاء رؤساء روسيا و جورجيا و أبخازيا، و قادة جمهوريات شمال القفقاس و مناطق جنوب روسيا. و نظرا للضغط غير المسبوق على الطرف الابخازي أصدر المجتمعون وثيقة تتحدث عن وحدة الأراضي الجورجية و تتجاهل سحب القوات من أبخازيا. و هكذا استمرت العمليات الحربية.
اللقاء في المؤتمر الصحفي لرؤساء روسيا و أبخازيا و جورجيا بعد لقاء موسكو لقادة جمهوريات القفقاس، فندق بريزيدينت، 3 أيلول 1992
"اليوم في السادسة و النصف صباحا ذهب والدي ليجلب لنا الخبز. كانت المدينة كلها تجتمع أمام المخبز، و يقف في الدور ما بين 500-600 شخصا. و في الثانية عشرة و النصف خرجت امي لتقف في الدور مكانه، لا يسمحون لي بالخروج لانهم يخافون علي. في 14.45 ذهب اخي بيسيك ليشغل مكان امي و لخيرا عاد بيسيك و امي بالخبز في الساعة الرابعة"
من مذكرات الطالبة مادينا.ش. التي عاشت ايام الحرب في سوخوم المحتلة
25 أيلول الرئيس الجورجي ادوارد شيفرنادزة يتهم روسيا من على سدة الأمم المتحدة بالاعتداء على جورجيا، و كان أن أجابت موسكو بإصدارها "بيانا عن الوضع في القفقاس الشمالي نظرا للأحداث الدائرة في أبخازيا" و طالبت فيه بسحب القوات الجورجية من أراضي أبخازيا.
ي 2 تشرين الأول قامت القوات الأبخازية بهجوم وحررت مدينة غاغرا، و في 6تـشرين الأول حررت كل المنطقة الواقعة في الشمال الغربي من أبخازيا و حتى الحدود الروسية. و في ضواحي غاغرا تم اكتساح التشكيلات القتالية الجورجية "مخيدريوني" و تيتري أرتسيفي"، و فتحت "طريق الحياة"، طريق النقل البري الواصل الى "الأرض الكبيرة".
“
"أنا نفسي أتعجب كيف حررنا المدينة و بقية المنطقة حتى الحود بمساعدة آلية واحدة غنمناها، المعنويات هكذا عالية عند الشباب، لقد تمرسوا في القتال، و لم يعد هنالك مكان للارتباك الذي كان سائدا في الأيام الأولى للاحتلال"
7 - 8 تشرين الثاني و في قرية ليخني انعقد المؤتمر العالمي الأول لشعب الأبخاز – الأباظة، و ثارت المظاهرات في مختلف أحاء العالم ضد الابادة للشعب الأبخازي. بعد يومين من الاجتماعات أصدر المشاركون بيانا، و توجهوا ببيان إلى الأمم المتحدة، و إلى شعوب القفقاس، وإلى رئيس المجلس الروسي الأعلى.
22 تشرين الأول أحرقت القوات الجورجية معهد اللغة و الأدب و التاريخ الأبخازي، و أحرقت مبنى الأرشيف الحكومي لأبخازيا. و هكذا ضاعت و إلى الأبد وثائق نادرة عن تاريخ و ثقافة الأبخاز.
“
"وصل الى مبنى الأرشيف الحكومي ثلاثة أشخاص باللباس العسكري و أطلقوا النار من مسدساتهم لتفريق الناس، ثم أخذوا من سيارتهم صفيحة – من البنزين ربما- لأن حريا كبيرا شب بعد عدة ثوان في مبنى الأرشيف. و بعد عدة دقائق جاءت سيارة الإطفاء، إلا أن الإطفائيين لم يكافحوا الحريق. ظل الأرشيف الحكومي يحترق طوال الليل. و كنت أرى هالة النيران من نافذتي. في اليوم التالي رايت المبنى مجرد جدران عارية،و كان الحارس يجمع القرميد المتناثر."
من شهادة شاهد العيان فيكتوريا أرغون. جريدة جمهورية أبخازيا العدد 16
مبنى المكتبة الوطنية المسماة باسم ايفان بباسكير أحرق في الفترة 1992-1993
"حينما لم يخبر ليونيد رجال الحرس الجورجي بما أرادوه، سحبوا ابنته ذات الثمانية عشر عاما إلى البيت و أحاطوا بها و ضربوها و اغتصبوها، كان عددهم يزيد عن العشرين، الفتاة أصابها الجنون، و كان أن فعلوا الشيء نفسه بأم الفتاة آللا"
من شهادة ج. ا. أردزينبا المقيمة في قرية تاميش في منطقة اوتشامتشيرسك
26 تشرين الأول فشلت عملية تحرير اوتشامتشيرسك، و التي بدأت في االثالث من تشرين الأول كعملية هجوم شرومسك للقوات الأبخازية. و مع ذلك حققت القوات الأبخازوية بعض النجاحات و منها تحرير قرية كوتشارا في منطقة اوتشامتشيرسك.
في 14 كانون الأول أسقطت التشكيلات الجورجية المتمركزة في المنطقة الجبلية في قرية لاتا طائرة هليكوبتر مي-8، والتي كانت تقوم بمهمة إنسانية، و احخترق كنتيجة لذلك ما يزيد عن 85 شخصا، بينهم 30 طفلا، من تكوارتشالا المحاصرة.
نحن نعلن بكل تأكيد أن طائرة الهيليوكبترمي-8، العائدة للقوات الجوية الروسية، التي كانت تقل لاجئين أبخازا من قرية تكوارتشالا، أسقطت بسبب تعرضها للقصف
من مقابلة مع الجنرال ف. أتشيروف، رئيس لجنة وزارة الدفاع الروسية
فشلت الهجمات على جبهة غوميستا، والتي شنت في كانون الثاني و آذار. و قتل خلال الهجمات لتحرير سوخوم في كانون الثاني 1993 37 مقاتلا أبخازيا، و جرح أكثر من مئة. أما في هجوم آذار فوفقا لمصادر مختلفة، قتل من 200 إلى 400 شخصا، و اختفى 32 مقاتلا من الجيش الأبخازي بدون أثر.
" النصر ليس ببعيد، النصر في متناول أيدينا، النصر قريب-في سوخوم! نتوجه اليكم بنداء، كل باسمه، أن تتذكروا في ليلة رأس السنة هذه، كل من سقط في هذه الحرب، و أن تقفوا باحترام لذكرى كل مقاتل، كل فارس، ضحى بحياته في سبيل الحرية، نحن ملزمون بتحقبق النصر و إلا فسوف نتعرض للإبادة.
أكدت الخبرة القتالية أن اختراق الدفاعات في مكان استراتيجي بمفرده ليس كافيل لتحرير المدينة. لذلك وضعت القيادة العسكرية الأبخازية خطة سرية لفتح عدة محاور للهجوم في وقت واحد، مع مناورات تمويهية. و أعطيت أهمية استثنائية للمرات و الأودية الجبلية.
“
"مع كل ما نشعر به من ألم، نحن نعرف أن أحباءنا قد منحوا أغلى ما لديهم –الحياة في سبيل حرية الوطن. نحن نعرف أنهم يرقدون في ثرى الوطن. وذكراهم ستوحدنا بشكل أوثق، وتزيد من عزمنا على دخول المدينة إلى قبور الأقرباء الذين سقطوا من أجل الحرية، و تقديم الاحترام اللائق بهم"
من مناشدة أقرباء الشهداء الذين سقطوا في هجوم آذار
سلطان سوسنالييف و فلاديسلاف أردزينبا. غوداوتا 1993
في 2 تموز تم انزال بحري ل300 مقاتل أبخازي في قرية تاميش و قطعوا طريق الدعم البشري عن القوات الجورجية في سوخوم..و تلا ذلك توجيه ضربة للقوات الجورجية المتمركزة في الشمال الغربي. و تم تطوير عملية هجوم تموز على مختلف الجبهات. و بعد معارك ضارية استعادت القوات الأبخازية قرية شروما، و المرتفعات الاستراتيجية المهمة في أخبيوك تسوغوروفكو.و سهلت العمليات الحربية النشطة في الجبهة الشرقية الحياة على تكوارتشالا، التي لم يعد العدو يستطيع قصفها.
“
دخل مقاتلو الحرس و الجورجيون المحليون القرية، وجمعوا كل من وجدوا في البيوت، جمعوا الكبار أمام الدبابات، و وضعوا الأطفال على ظهور الدبابات و ذهبوا بالجميع غلى منطقة دراندي. ربطوا جولييتا دوبوا الى الدبابة بالحبال و سحلوها في الطريق. و هكذا استخدموا السكان المسالمين كدروع بشرية ضد قصف الفدائيين لهم.
و أوقفت العمليات الهجومية للجيش الابخازي نظرا لقيام تبيليس بالدعوة للتفاوض.. و انعقد في سوتشي لقاء بين قادة ابخازيا و جورجيا و روسيا. و في ختام المحادثات تم التوصل الى اتفاق أعلن شيفرنادزة بموجبه أن القوات الجورجية ستنسحب من أبخازيا. و لكن سرعان ما أصبح واضحا أن تبيليسس لا تتجه لتنفيذ الاتفاق.
رغم مرور أكثر من شهر و نصف على توقيع الاتفاق، لم يكتف الجانب الجورجي بعدم سحبه للقوات و المعدات العسكرية من الاراضي الابخازية، بل و تقوم بايصال العربات المدرعة و انظمة الاطلاق الصاوخية الى المجموعات المحلية العائدة لها
من رسالة للمجلس الأعلى لأبخازيا إلى لجنة فض النزاع في أبخازيا 11 أيلول
بدأت عملية الهجوم على سوخوم في 16 أيلول، بعد أن قام مقاتلوا الجبهة الشرقية بإغلاق طريق اوتشامتشير- سوخوم، و حرموا بذلك القوات الجورجية في العاصمة من إمكانية وصول المساعدات و الدعم إليهم. اخترق مقاتلو جبهة غوميستاعمق دفاعات و تحصينات العدو و فرضوا الحصار على سوخوم. في 27 ايلول كانت سوخوم قد حررت، واكتسحت قوات العدو التي بلغ تعدادها 12 ألفا بشكل كامل.
“
نظرا للتقارير الاعلامية القائلة إن ادوارد شيفرنادزة ما يزال في المدينة المحررة، فإن وزارة الخارجية الأبخازية مخولة بالتصريح إن قيادة القوات المسلحة الأبخازية لتقديم إمكانية الخروج الآمن لرئيس جورجيا خارج حدود أبخازيا المستقلة
من بيان لوزارة الخارجية الأبخازية في 27 أيلول 1993م
نتيجة للحرب ' التي صارت وطنية بالنسبة للجانب الأبخازي، منيت الجمهورية الأبخازية بخسائر كبيرة. و وفقا للمعلومات التي أعلنت قتل أكثر من أربعة آلاف شخص، من بينهم أناس مسالمون و شيوخ ونساء و أطغال. و هو رقم كبير جدا بالنسبة لشعب يبلغ تعداده مئة ألف نسمة.لم يبق في أبخازيا عائلة لم يسقط أحد أفرادها قتيلا في الحرب. و هنالك مئات الأشخاص قيدت أسماؤهم في سجلات المفقودين.
ألحقت الحرب خسائر اقتصادية كبيرة بأبخازيا قدرت ب11 مليار دولار. انمحت خلال العمليات الحبية آثار تاريخية و ثقافية للشعب الابخازي. و دمرت و ثائق و ةكتب نادرة و غير ذلك من الاثار التي لا تقدر بثمن.