أعرب زملاء موظفي المربي الموهوب والاداري اللامع شعيب حاباتوف،عن تقديرهم لرعايته واهتمامه بالناس والحيوان على حد سواء. كان من أهم إنجازاته، انه قام بتربية سلالة جديدة من الأغنام، تتميز بأصوافها الناعمة وحصل بذلك على جائزة عالية - جائزة ستالين.
المؤلف: حجي سميل حاجيبيكوف، غيوركي تشيكالوف
ولد شعيب حاباتوف في 3 يناير 1897 في قرية كومسكو- لوفسكي (المعروفة الآن بقرية كراسني فوستوك - ملاحظة المحرر.). منذ صغره، وجد نفسه في دوامة من التغييرات الثورية التي حدثت في البلاد. أثناء الحرب الأهلية، في عام 1921، كان مرشدا في تنقل فرقة تشونغار التابعة لجيش الفرسان الأولى في بوديوني.
اكتساب المعرفة والخبرة والتخصص
تلقى تعليمه الأول في 1922-1924 في مدرسة الحزب السوفياتية في بلدة باتالباشينسك (الآن مدينة تشيركيسك - ملاحظة المحرر.) طوال حياته، كان ممنونا لأخيه الأكبر عبد القادر، الذي كان يزوده بالطعام طوال هذين العامين، الذي كان ينقل المؤونة من القرية إلى المركز الإقليمي.
في العام 1924، تم إرسال شعيب حاباتوف للدراسة في موسكو في الجامعة الشيوعية للعمال الشرقيين المسماة تيمنا باسم ستالين. بعد السنة الثانية، تم إرساله إلى منطقة قراتشاي- تشيركيسيا الذاتية الحكم، حيث عمل هناك رئيسًا لمجلس قرية كومسكو- لوفسكي. وفي وقت لاحق عمل في شرطة المنطقة في مدينة كيسلوفودسك، وكذلك فقد عمل للفترة من 1932 إلى 1935 - كنائبا لرئيس إدارة الأراضي في منطقة كاراتشاي ذات الحكم الذاتي.
في 1935-1938، درس شعيب حاباتوف في أكاديمية تيميريازيف للزراعة الاشتراكية، وتخرج بكفاءة من كلية علوم الحيوانات، ثم أرسل وعين رئيسا لسوفخوزسوفيتسكو- رونو لانتاج صوف الغنم في مقاطعة إيباتوفسكي بإقليم ستافروبول.
ترتيبات شعيب حابات الخاصة
منذ عام 1924، حاولوا إنشاء أعمال لتطوير سلالة الاغنام في السوفخوز، ولكن ولعقود من الزمن لم يتحقق اي شيء يمكن ذكره : اذ كان الاقتصاد في تدهور. في 1936-1937، لم يتم عمليا رعاية وتصنيف سلالات الأغنام. علاوة على ذلك، كان مخزون الأغنام مصابا بالسل والجرب، وكان هناك وفيات كبيرة بين قطعان الأغنام، وفي هذه الحالة التي يرثى لها، وافق المدير الجديد على تراسها وادارتها.
منذ الأيام الأولى، بدأ شعيب حاباتوف بترتيب الأمور: اختار أفضل العمال الذين يعرفون تربية الأغنام، ووضع تحت تصرفهم مجموعات من الرعيان، وجهز لهم ظروف عمل ومعيشية جيدة. تمكن من دعم لائحة الأعلاف وإعداد أماكن سليمة لمبيت الأغنام. وتم القضاء على الجرب والسل خلال فترة قصيرة، تميز المدير الجديد باهتمامه ورعايته ليس فقط بالناس، بل و بكل ما هو حي يتنفس.
في قرية الصوف السوفيتي (سوفيتسكي رونو)، مازالوا يذكرون احدى الحوادث الطريفة. فذات مرة، وصل الرعاة على ظهر الثيران للحصول على الحبوب، وكالعادة، ذهبوا إلى المتجر لشرب النبيذ. وضعوا التبن للثيران، لكنهم لم ينزعوا عنهم النير والسروج. وعندما كان الثور ينحني لياكل التبن، كان النيريسقط على رقبته ويزعجه. في هذا الوقت، رآهم شعيب اثناء ذهابه إلى المكتب ورأى الحيوانات المعذبة. اقترب منهم، وحرر الثيران من النير. في هذه الاثناء لاحظه احد الرعاة وكان شابا، الذي لم يكن يعرف حاباتوف شخصيًا، خرج من المتجر، وبدأ يهاجمه بكلمات فظة. وهنا رد عليه شعيب بلغته الروسية الركيكة قائلا : - لماذا ثورك يسحق النير عنقك ؟!
كان المدير صارما جدا مع الموظفين المتسيبين. وإذا سمع القرويون من شعيب عبارة "يا عزيزي!"- هذا يعني ان الجميع قد فهم،ان شعيب غاضبا جدا، وما تبقى له الا ان يسحب مسدس الماوزر الذي يحمله على صفحته. بالطبع، لم تصل الامور يوما إلى حد إطلاق النار. لكن التخويف كان له مكانا. وكما يقال، فان اسلوب الجزرة والعصا، استطاع شعيب حاباتوف تطوير تربية الأغنام هذه، من الحضيض الى الواجهة.
الإنجازات –الحربية والعملية
الخطى الواثقة لطاقم العمل توقفت بسبب الحرب في يوليو 1942، عندما اقتربت القوات الألمانية بالفعل من ستافروبول، وتم تحديد مهمة لإخلاء المزرعة الحكومية، ولكن تم قطع الطريق من قبل النازيين. شعيب حاباتوف مع المزارعين النشطين قد ذهب إلى مجموعة المغاوير المسماة بيتر، حيث أصبح قائد الاستخبارات.
وبعد طرد الغزاة، في شهر نيسان عام 1943، وبموجب قرار اللجنة الإقليمية للحزب في ستافروبول، تم استدعائه من المفرزة الحزبية وأرسل لإعادة بناء المزرعة الحكومية "سوفرونو". وقد أنجزت هذه المهمة بنجاح، وفي عام 1945 منح شعيب حاباتوف ميدالية "العمل الشجاع". ولم تمر مسيرته العسكرية دون أن يلاحظها أحد: فقد حصل على الأوسمة كميدالية "فدائي الحرب الوطنية " في عام(1943) و" للدفاع عن القوقاز" في عام (1944).
وفي عام 1948، حصل حاباتوف على وسام لينين لإنجازاته في تطوير تربية الحيوانات، و في عام 1951 حصل على جائزة ستالين لتربية سلالة جديدة من الأغنام ذات الصوف الناعم، جنباً إلى جنب مع خمسة من زملائه. وفي وقت لاحق، كتب شعيب حاباتوف في مذكراته، أن فريق المزارع الجماعية من أنجز تلك المهمة،لأنهم قاموا بعملية تهجين دقيقة، فقد تم بعناية خاصة إختيار الحيوانات من كلا الجنسين، ذات الصفات الأكثر تطوراً نوعياً من تلك الفصيلة، لتربيتها.
وهنا حقيقة واضحة: خلال سنوات العمل قد منح شعيب نايبوفيتش مدير المزرعة الحكومية "سوفرونو" أحد عشر من موظفيها لقب بطل العمل الاشتراكي.
الأثر الجيد
في عام 1952، تم إرسال حاباتوف لإعادة إنشاء المزرعة التعاونية الحيوانية "قبرديينسكي"، وفي عام 1957 ترأس المزرعة الحكومية التي شكلت حديثاً "محمود-ميكتيبسكي" في محافظة كاياتشولينسكي في منطقة إقليم ستافروبول، حيث عمل هناك حتى عام 1959، ثم قضى السنوات الأخيرة من حياته في بياتيغورسك وكان مواطناً فخرياً لهذه المدينة.
وفي مدينة المنتجع، لم يكن شعيب نايبوفيتش وحده الشهير فحسب، بل أيضاً جميع أفراد أسرته، الذين حقق كل منهم بعض النجاح في الميدان الذي عمل فيه.
فزوجت منه نورجان ماغوميتوفنا عملت كممرضة في مستوصف بياتيغورسكي للأطفال، وقد منحت ميدالية "لعملها المتفاني في الحرب الوطنية العظمى ضد الفاشية الألمانية" و ميدالية أخرى "لتفانيها بالعمل ".
ودرست إبنته البكر الفيرا الكيمياء في مدرسة بياتيغورسكي الثانوية رقم 9 و حصلت على ميدالية اليوبيل "للعمل المتفاني بمناسبة الاحتفال بالذكرى 100 لميلاد ف. ي. لينين". وحصلت الابنة الثانية موزا أيضاً على جائزة "الرعاية الصحية الممتازة". حيث كانت تعمل في مجال الصيدلة.
أما الأبناء فقد أثبتوا أنفسهم في العلم وفي المناصب القيادية. رسلان –دكتور في العلوم التقنية، وبرفيسور، ومؤلف لأكثر من 300 عمل علمي. ولأكثر من 30 سنة، ترأس قسم أكاديمية تيميريازيفا للزراعة في موسكو. وهو ناشط مشرف في العلوم والتكنولوجيا في الاتحاد الروسي. بوريس –دكتور في العلوم التقنية، عمل مديراً عاماً في مصنع بياتيغورسكي للآلات الزراعية التابع لوزارة الهندسة المتوسطة في الاتحاد السوفياتي، ومدير معهد موسكو لتصنيع الآلات الزراعية.
اليوم، لم يتبقى أحد منهم على قيد الحياة، ولكن الناس لا تزال تذكرهم بالكلمة طيبة. فعن شعيب نايبوفيتش حاباتوف قد كتبت قصة وثائقية باللغة الابازينية –أول عمل من هذا النوع في الأدب الوطني –" عندما يستيقظ المتدربون" ("ЙачIваджьыргIа ргIашIыхамта ")، والتي نشرت في تشيركيسك في عام 1989. وفي عام 2017، احتفل مجتمع قراتشاي-تشيركسيا على نطاق واسع بذكراه السنوية ال 120. وفي 9 مايو عام 2018، تم نصب تمثال نصفي ولوحة تذكارية لشعيب حاباتوف في قريته الأم كراسني فوستوك.