استكمالا للجلسات المقررة من اجل مناقشة المشاكل البيئية ، ناقش أعضاء نادي الحوار في اجتماعهم مع الخبراء طرق وقاية النباتات ومكافحة الآفات في الجمهورية.
حلَّ الخبراء في مجال حماية النباتات ضيوفًا على نادي الحوار يوم الخميس 12 مارس. فالى جانب المشاركين في النادي ، تمت مناقشة وقاية النبات من قبل رئيس مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في أبخازيا ميخائيل كليوكين ورئيس مختبر علم الحشرات الضارة في معهد علم البيئة التابع لأكاديمية العلوم الأبخازية ميخائيل كيريا.
كيف يمكننا مكافحة الآفات
قال ميخائيل كليوكين أن هناك عدة طرق لمكافحة الآفات النباتية و الزراعية : منها المكافحة الكيميائية والبيولوجية والميكانيكية و التكنولوجيا الزراعية.
"الطريقة الكيميائية ، أي باستخدام المبيدات الحشرية ، على الرغم من أن مفعولها سريع جدا ، الا انها تضر بالنظام البيئي ، واصبحت هذه الطريقة قديمة "- هذا ما أوضحه الخبير، وأضاف ، أن استخدام المبيدات البيولوجية - أي الطريقة البيولوجية في مكافحة الافات – لم تعد تشكل خطرًا على الناس و النباتات والحيوانات.
كمثال ناجح حول مكافحة الآفات بالطرق اليدوية ، اعتبر ميخائيل كليوكين عملية مكافحة آفة الحشرة الرخامية بهذه الطريقة ناجحة - هذه الحشرة انتشرت كثيرًا في الجمهورية على مدى السنوات القليلة الماضية.أما بالنسبة للإجراءات الزراعية التقنية لوقاية النبات ، فهي تمثل مجموعة من العمليات المتكاملًة وتهدف ، أولاً وقبل كل شيء ، الى معالجتها من ضرر الآفات.
مدارس ميدانية للمزارعين
وأشار الخبير، إلى أنه في جميع مناطق أبخازيا اليوم ، تعمل "المدارس الميدانية" الخاصة بالفلاحين ، المعتمدة من قبل منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة ، حيث يتم تعليمهم كيفية القضاء على الحشرات والفطريات التي تضر النباتات. يمكن لأي شخص أن يصبح طالبًا في هذه المدرسة ، يمكنك التسجيل في الإدارة الزراعية المحلية.
واضاف ميخائيل كليوكين مؤكدا : "هدفنا هو تعليم الفلاح". – هنا يقوم المشاركون الفلاحون في المدرسة الميدانية بالكشف عما لديهم من محاصيل ، ويقوم المدربون على تعليمهم كيفية حماية محاصيلهم. ولكي يكون العمل المشترك فعالاً ، لا بد من توفر شرطان ضروريان لاغير : اجتهاد الفلاح ومسؤوليته".
وقال رئيس مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في أبخازيا أن المنظمة تخطط في ارسال المشاركين في المدارس الميدانية من أبخازيا إلى مولدوفا في المستقبل لإظهار نجاح هذه المدارس هناك.
التهديدات التي تعترض نباتات الزينة والنباتات الأخرى
بدوره ، أشار رئيس مختبر علم الحشرات بمعهد علم البيئة ، ميخائيل كيريا ، إلى أن وقاية النباتات - هي "من من اهم المواضيع من اجل سلامة البيئية" ، وعرَّف الحضور بلائحة النباتات المدرجة تحت بند الحماية من الافات.
"تحتاج المحاصيل والغابات واشجار الزينة إلى الحماية. بالنسبة للسكان ، فان إنتاج المحاصيل مهم بالنسبة لهم . وللحفاظ على التنوع البيولوجي للنظام البيئي ، من الضروري حماية الغابات. نحن نضع أنفسنا كدولة سياحية. اذ أن حماية أشجار النخيل والسرو وأشجار الأوكالبتوس ونباتات الزينة الأخرى ستساعدنا في الحفاظ على المظهر الجذاب للطبيعة.- قال الاخصائي.
وتأسف مشيرا الى ان 98 في المئة من خشب البقس في الجمهورية دمرته بما تعرف بالفراشة - النارية. وشدد كيريا على أهمية الحجر الصحي للنباتات المستوردة إلى أبخازيا ، وضرورة توافر مشاتل خاصة بهم.
الخبراء قالوا ، أنه في السنوات الأخيرة ازدادت أنواع الآفات في الجمهورية : عث خشب البقس ، والحشرات الرخامية ، وسوسة النخيل. " الخدمات اللوجستية الحديثة تجعل من السهل نقل و تدفق البضائع ، وبالتالي تتدفق معها الآفة ، متجاوزة بذلك الحواجز الطبيعية - كالأنهار والجبال والبحيرات - تنتقل بسهولة من طرف الى طرف آخر من هذا العالم . و قال أحد المتخصصين في معهد الإيكولوجيا ، "بدون رقابة مناسبة ، قد نفقد المحاصيل تمامًا وجزء من حوامل الغابات" ، مضيفا ، أن آفة الكستناء ظهرت مؤخرًا ايضا في أبخازيا.
إضافة إلى موضوع الآفات الحشرية ، ناقش المشاركون مشكلة حرائق الغابات في الجمهورية. وأوضح الخبراء أن سبب الحرائق دائمًا غالبا ما يكون سببه الإنسان."في الربيع ، يستعد الفلاحون للزراعة ويستخدمون النار لتنظيف المنطقة ، لكنهم يفقدون السيطرة [على الوضع] وينتشر الحريق. سبب آخر هو سوء وجهل تعاملنا مع النار في الغابات. واشتكى ميخائيل كيريا من أن "هكتارات من الأشجار يمكن أن تحترق بسبب عقب سيجارة، أو من جراء اضرامنا النار بشكل خاطئ في النزهات".
"أسس التربية البيئية"
شارك أنزور بيرويبا ، أحد المشاركين في نادي الحوار، وهو طالب في معهد سوخومي المفتوح ، وعبر عن رأيه بعد الاجتماع أنه "لم يكن يعرف سابقا" مدى حجم الكارئة التي تسببها الآفات النباتية.
وقال الشاب : "كثير من الناس يعرفون أن هناك مشكلة مع الآفات في أبخازيا. لكن يا ترى ما هي العواقب التي ستلحق بالطبيعة ، اذ أن المشكلة لا تأتي بمفردها ، بل مجتمعة ، وما هي الإجراءات المطلوبة لحلها ، وعلينا عدم التقاعس - لقد تعلمت كل هذا في جلسة الحوار اليوم".
في رأيه ، فإن الوضع سيساعد على تحسين هذا الوعي على الأقل لدى السكان العاديين
"لا يتتبع الرجل العادي العلاقة السببية في إدراك المشاكل [البيئية] إذا لم يكن متخصصًا. أنا نفسي مثال على ذلك ، على الرغم من أنني لم أكن أصمًا ، الا اني لم أهرب من هذه المعلومات. هذا لا يكفي. مطلوب عمل معين: بامكان مقاطع الفيديو الاجتماعية في التلفزيون والإنترنت ، وكذلك مواقع الشبكات الاجتماعية ان تساعد في نشر المعلومات. اذ يمكنهم التأثير على عقولهم"، - يعتقد بيرويبا.
ووفقا لنتائج الاجتماع ، أشار رئيس مكتب منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة في أبخازيا ، ميخائيل كليوكين ، إلى الحضور الواضح لجيل الشباب والأسئلة المطروحة من قبل المشاركين المهتمين .“نحن سعداء جدا لأن العديد من الشباب مثابرون على الحضور. هذه هي الطبقة الأكثر مرونة في المجتمع. فإذا أرسخنا فيه أسس التربية البيئية ، فيمكننا رؤية النتائج".
يوافق زميله ميخائيل كيريا الحاجة إلى التثقيف البيئي ، مشيراً إلى أنه "بسبب العمل السيئ في التثقيف البيئي ، يمكن للكثير عن جهل و دون علم ، أن يضر بالبيئة".
واضاف كيريا :"غالبًا ما نرى كيف ينشر [الناس] بعد مسيرهم في الجبال صورًا يعرضونها على مواقع الشبكات الاجتماعية، حاملين زهورا فريدة جدا كانت قد ادخلت في سجل " الكتاب الأحمر" ، ممزقة في أيديهم. الناس ببساطة لا يعرفون أنهم ينتزعون أنواع نادرة من النباتات. لذلك ، يبدو لي أن مثل هذه الأحداث (مثل نادي الحوار - ملاحظة المحرر.) يجب أن تقام بشكل مكثف ودوري لبحث أي جانب من جوانب البيئة والإيكولوجيا".
ووصفت رئيسة نادي الحوار ، إيرينا تورافا ، الدرس الماضي "بالاتجاهات الاربع -الاكواتور": لقد عقدت بالفعل أربعة اجتماعات في إطار الجلسات البيئية. إنها تعتقد أن الحوارأصبح "مهما" بالنسبة لكل المشاركين في النادي.
واضافت توروفا "ظهر الرابط المفقود في المشروع. وكما قال أحد المشاركين ، لم نكن ندرك تمامًا مدى خطورة مشكلة موت النباتات في أبخازيا ، وأود أن أضيف من طرفي : لم ندرك ايضا للوهلة الاولى ، مدى الخسارة التي ستلحق بالنظام البيئي ككل من جراء : قطف زهرة نادرة " .
حضر الاجتماع ، كما كان هوالحال في المرة الماضية ، طلاب المدارس - طلاب الصف 8 و 11 من غاغرا. وأكدت إيرينا تورافا أن "الموقف الواعي والصحيح للأطفال اتجاه الطبيعة" "هو ضمان للانتعاش البيئي في المستقبل".
تعد الجلسات الخاصة لمناقشة موضوع البيئية ، ضمن فعاليات نادي الحوارالتابع للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة - أولى اهم الموضوعات التي تم الإعلان عنها للمناقشة في النادي. وبالتالي ، فانها تتضمن عددًا من الاجتماعات التفاعلية العملية ، المقررعقدها خلال الأشهر القادمة .
التوجهات الرئيسية لعمل نادي الحوار التابع للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة، اضافة الى المسائل البيئية الحالية، تتضمن مواضيع عدة : منها مواضيع الحفاظ على اللغة الأبخازية وتطويرها ، وكذلك تشجيع تعميم الأدب باللغة الأم ، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للمجموعة العرقية الأبخازية - الأباظة ، اضافة الى موضوع تطوير وتعميم العلوم المحلية ، والمحافظة على الموضوعات الأخلاقية والتقليدية لما هو معروف بكود ابسوارا. تُعقد اجتماعات نادي الحوار ضمن اطار الجلسات الموضوعية في ايام الخميس بمعدل مرتين في الشهر.