حلًّ مدير معهد البيئة بجمهورية أبخازيا رومان دبار ضيفًا على نادي الحوار التابع للمؤتمر، وذلك في اطارالمواضيع المتعلقة "بالمناخ وحماية البيئة".

سعيد بارغاندجيا

تمت مناقشة دور أبخازيا في عمليات التغير المناخي العالمي والمشاكل البيئية الأكثر إلحاحًا من قبل أعضاء نادي الحوارالتابع للمؤتمر مع مدير معهد البيئة في أبخازيا رومان دبار، وذلك في اجتماع النادي في 28 فبراير. وفي حديثه إلى المشاركين في الاجتماع ، أشار رومان دبار إلى أن مشكلة تغير المناخ هي قضية تهم المجتمع العالمي بأسره. وأوضح أن المشكلة لا يوجد لها حل واضح. لم يتوصل العلماء في العالم إلى توافق في الآراء بشأن التغيرات في المناخ العالمي.

"أحد الأسباب ، هو النشاط البشري المرتبط بالغازات المنبعثة، التي عند إطلاقها في الجو، تقوم بتسخين الغلاف الجوي.عندما ترتفع درجة حرارة المناخ، يتبخر الماء من على سطح البحار والمحيطات ، مما يكون سببا في هطول الامطار. نتيجة لذلك ، تحدث فيضانات مدمرة في جميع أنحاء العالم. هذا هو واحد من مظاهر الاحتباس الحراري. وأوضح أنه من الأصح قول "التغيرات العالمية" (وليس "الاحتباس الحراري" فقط - ملاحظة المحرر.) ، لأنه في بعض الاماكن في العالم ، يحدث العكس وتزداد البرودة فيها "، - أوضح العالم.

وقال إن تغير المناخ يحدث في أبخازيا. لذلك ، ففي السنوات الأخيرة ، ارتفع متوسط درجة الحرارة السنوية في أبخازيا بمقدار 1.8 درجة. نما متوسط مستوى هطول الأمطار بشكل ملحوظ على مدار العامين الماضيين: على سبيل المثال ، في سوخوم قبل 20 عامًا كان 1500 ملم ، واليوم تضاعفت كمية الأمطار بمقدار الضعفين تقريبًا.

وأوضح قائلا - "يرتفع منسوب المياه في الأنهارو تخرج عن مجراها، وبالتالي تدمر البنية التحتية المحيطة بها. كل هذا يخلق مشاكل اقتصادية خطيرة. نرى أن هطول الأمطار على المدى الطويل يخلق مشاكل خطيرة في القطاع الزراعي. نحن بحاجة بالتالي إلى للتكيف [بهذه الظروف] زراعيا واقتصاديا واجتماعيا ايضا. اذ لا يمكننا التأثير بشكل خاص على هذه العمليات".

قضية بيئية خطيرة أخرى هي النفايات . اليوم ، يتم تغليف معظم المنتجات في المتاجر بالعبوات البلاستيكية والنايلون ، وكل هذه هي نفايات صلبة.

وقال رومان دبار: "يمكن أن تظل هذه المواد في البيئة الطبيعية لقرون طويلة ، وعاجلاً أم آجلاً ، ستصل الى المحيطات أو البحار ، فتتشكل هناك جزر ضخمة من القاذورات غارقة تحت الماء ، مما تؤثر سلبًا على كل الكائنات الحية".

وصفت إيرينا تورافا ، مديرة نادي الحوار، الاجتماع الذي عقد من اجل مناقشة البيئية بأنه "مفاجئ بمعناه الايجابي" ، موضحة أنه كان قد حضره "أربعة أجيال مختلفة من الناس ، الذين توحدوا بسبب قلقهم من الوضع البيئي في الجمهورية".

"استمر الاجتماع لمدة ساعتين ، تلقينا من مدير معهد البيئة شرحا واسعاعن تغيرات المناخ العالمي وعن التغيرات التي تؤثر على أبخازيا ضمن النظم الإيكولوجية : الاصطناعية منها والطبيعية. وقالت تورافا: ان"رومان دبار- يعتبركمرجع للمعلومات ، وقد قدم المعلومات بسلاسة وسهولة ، وقدم أمثلة واضحة ، وللعلم فان الاجتماع لم يحضره خبراء في مجال حماية البيئة فحسب ، بل وحضره ايضا المواطنون العاديون، والنشطاء وطلاب المدارس".

التسجيل المصور الكامل لاجتماع نادي الحوار التابع للمؤتمر العالمي لشعب الأباظة 

واكدت بشكل خاص ، إلى ان أن مسالة البيئية اليوم تقلق الأطفال، الذين كثيرا ما يصبحون مثالًا لآبائهم.

"إحدى الطالبات التي حضرت اللقاء مع والدتها، والناشطة في مجال البيئة ، شجعت الأصدقاء وأولياء الأمورالتخلي عن استخدام الأكياس البلاستيكية الغير قابلة لإعادة التدوير. واضافت إيرينا تورافا ، إن تلاميذ المدارس الذين رغبوا في حضور الاجتماع - هم طلاب الصف الثامن من مدرسة غاغرا ، وقد حضروا خصيصًا للقاء رومان سعيدوفيتش دبار من غاغرا مع معلميهم".

وأضافت، أن نادي الحوار سيواصل دعوته لطلاب المدارس الثانوية في أبخازيا لحضور اجتماعاته.

بدورها ، تحدثت معلمة الجغرافيا في مدرسة غاغرا الثانوية رقم 2 أمينة غونبا ، عن رغبة طلابها بالمشاركة في نادي المناقشة.

واضافت المعلمة : "يتذكر الأطفال بشكل أفضل تجاربهم العملية ،التي تبحث قضايا البيئية . ولمدة ساعتين كاملتين ، استمع الأطفال إلى رومان دبار بحماس كبير ، وطرحوا العديد من الأسئلة. وأنا متأكدة من أنهم سيتذكرون كل كلمة".

إريك مكرتيتشان ، وهو تلميذ من قرية ألاخادزه التابعة لمنطقة غاغرا ، تحدث عن ايجابية الاجتماع ، الذي "ساعده في تغيير وجهة نظره في العديد من الامور". وقال : "لقد أعجبني ذلك حقًا. لقد فهمت أنه من الضروري الحفاظ على بلدي ، ومن الواجب الحفاظ على نظافتها من الاوساخ ، لأنها ضارة جدًا بالبيئة".

ايليتا آغربا ، وهي عضو دائم في نادي الحوار، وهي طالبة في جامعة أبخازيا ، كانت في الاجتماع بصفتها ممثلة عن الجيل الأكبر بقليل - جيل الشباب.

وقالت ايليتا : تمكن رومان سعيدوفيتش دبار اثناء الاجتماع من ان يبين المشاكل البيئية الرئيسية في أبخازيا ، وأبدى وجهة نظره حول هذه المسائل. الشباب ، الذين لديهم فكرة غامضة إلى حد ما عن المشاكل البيئية ، [بعد مثل هذه الاجتماعات] يبدأون في فهم جديتهم ، ويبدؤون بالتفكير فيما نفعله ، وما نستخدمه في الحياة اليومية. ويمكننا بالتالي استبعاد تلك المواد التي تضر بالبيئة من حياتنا اليومية".

تعتبرمواضيع البيئية ، المدرجة في قائمة اجتماعات نادي الحوار، من اهم الموضوعات التي تم الإعلان عنها للمناقشة في النادي. وبالتالي ، فإنها تتضمن عددًا من الاجتماعات التفاعلية ، الواجب تنفيذها عمليا خلال عدة أشهر.

التوجهات الأساسية لعمل نادي الحوار التابع للمؤتمر العالمي لشعب الاباظة، اضافة الى مواضيع الحفاظ على البيئية ، كانت قد نوقشت في السابق مواضيع عديدة ايضا ، منها مواضيع الحفاظ على اللغة الأبخازية وتطويرها ، وكذلك تشجيع تعميم الأدب باللغة الأم ، والحفاظ على التراث التاريخي والثقافي للمجموعة العرقية الأبخازية - الأباظة ، اضافة الى موضوع تطوير وتعميم العلوم المحلية ، والمحافظة على الموضوعات الأخلاقية والتقليدية لما هو معروف بكود ابسوارا. تُعقد اجتماعات نادي الحوار ضمن اطار الجلسات الموضوعية في ايام الخميس بمعدل مرتين في الشهر.